ألمانيا تنقب عن رعاياها وسط الفوضى.. مهمة عسكرية بالخرطوم
بصور لجنود مدججين بالأمتعة والأسلحة، دشنت ألمانيا عملية طموحة، لإجلاء العالقين الألمان والأوروبيين وحملة جنسيات أخرى من العاصمة السودانية الخرطوم.
وفي تغريدات على "تويتر" تابعتها "العين الإخبارية"، قالت وزارة الدفاع الألمانية إنه "عبر تعاون بين وزارتي الدفاع والخارجية، يجري الجيش الألماني عملية إجلاء مستمرة للرعايا الألمان، بتنسيق أيضا مع شركائنا".
وتابعت "هدفنا هو، في ظل الوضع الخطير في السودان، إجلاء أكبر عدد ممكن من الرعايا الألمان من الخرطوم"، مضيفة "كجزء محتمل من العملية سنجلي معنا رعايا أوروبيين وحملة جنسيات أخرى من الخرطوم".
عملية الجيش الألماني تهدف لإجلاء 250 مواطنا ألمانيا، هم دبلوماسيون وموظفون في قطاع التنمية ورجال أعمال، من السودان.
ومساء الأحد، أعلن الجيش الألماني إجلاء 101 شخص من السودان.
وقالت صحيفة "بيلد" الألمانية في وقت متأخر مساء الأحد، إن أول طائرة إنقاذ تابعة للجيش الألماني، أقلعت من السودان وعلى متنها 101 ألماني، حيث ستحط في البداية في قاعدة الأزرق الجوية في الأردن، ومن هناك تقلع باتجاه برلين.
وما زالت هناك طائرتان أخريان تنتظران في العاصمة السودانية لإجلاء المزيد من المواطنين الألمان.
وقبل 4 أيام، فشلت محاولة ألمانية أولى لإجلاء الرعايا الألمان بسبب القتال الذي كان محتدما في الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع في ذلك الوقت.
وقالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في ذلك الوقت، إن سلاح الجو كان قد أرسل ثلاث طائرات نقل من طراز (إيه.400.إم) لتنفيذ المهمة في وقت مبكر من صباح الأربعاء الماضي، وهبطت الطائرات في اليونان للتزود بالوقود.
وتابعت أن الجيش الألماني ألغى المهمة وسط أنباء عن تجدد الاشتباكات والضربات الجوية في الخرطوم.
فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية بعد فشل العملية الأولى، إن ألمانيا "تدرس جميع الخيارات لحماية مواطنيها" في السودان.
وأضاف "نتخذ جميع الإجراءات اللازمة في هذا الوضع شديد الصعوبة"، مضيفا أن برلين فوجئت بكثافة القتال الذي اندلع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
صعوبات كبيرة
لكن ثاني محاولة للإجلاء، والتي بدأت اليوم الأحد، لن تكون سهلة على الإطلاق، إذ تفيد تقارير بأن عملية إجلاء رعايا الدول المختلفة تواجه صعوبات كبيرة اليوم.
إذ قالت الولايات المتحدة وبريطانيا إن قواتهما المسلحة ساعدت في إجلاء موظفي سفارتيهما من السودان، لكن عمليات إجلاء تنفذها دول أخرى واجهت مشاكل وسط قتال بين الطرفين المتناحرين في العاصمة الخرطوم.
وتسبب اندلاع القتال قبل 8 أيام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية ومقتل 400 ومحاصرة آلاف المدنيين في منازلهم.
وذكر مراسل "رويترز"، أنه بينما يحاول الناس الفرار من الفوضى وتسعى دول أجنبية لإجلاء مواطنيها، سمع دوي إطلاق النار، الأحد، في أنحاء الخرطوم وتصاعد الدخان الأسود في سماء العاصمة.
وتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بمهاجمة قافلة من الرعايا الفرنسيين، وقال الجانبان إن فرنسيا أصيب.
فيما لم تعلق وزارة الخارجية الفرنسية على تلك التقارير، وكانت الوزارة ذكرت في وقت سابق أنها ستجلي دبلوماسيين ومواطنين.