السودان بتوقيت كابول.. بريطانيون بين خيبة الانتظار وجحيم المعارك
بريطانيون عالقون في السودان عقب إرجاء إجلائهم يضع المئات من رعايا المملكة المتحدة بين خيبة انتظار قد يطول وجحيم معارك مستعرة.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية، أن الحكومة البريطانية وضعت خططا لتشكيل جسر جوي عسكري لإجلاء عشرات الدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السفارة في العاصمة الخرطوم.
لكن الشكوك تحيط بمصير مئات البريطانيين الآخرين ممن يُعتقد أنهم يعيشون في السودان ويبدو أن الوزراء والمسؤولين في لندن خلصوا إلى أن القيام بعملية إخلاء واسعة النطاق غير ممكنة في هذه المرحلة.
وفي شهادات نقلتها الصحيفة، زعم بريطانيون محاصرون في الخرطوم أن السفارة لم تتصل بهم إلا بعد خمسة أيام لإبلاغهم برقم هاتف يمكنهم استخدامه للتسجيل في وزارة الخارجية.
ويقول ويليام، وهو مدرس، إن العديد من الأشخاص لم يتمكنوا من الاتصال بعائلتهم واضطروا لمطالبة أسرهم في بريطانيا بالاتصال بالرقم وتقديم التفاصيل نيابة عنهم.
فيما اضطر آخرون للاعتماد على الأخبار والمعلومات التي حصلوا عليها من بريطانيين آخرين في السودان عبر مجموعات على تطبيق واتساب.
وقال ويليام إن "الأيام الخمسة الأولى كانت سخيفة ومضحكة في الواقع. لم أتوقع أن يقفوا مكتوفي الأيدي بلا حراك".
وبحسب الصحيفة، فقد كان السفير البريطاني في السودان غايلز ليفر ونائبه في الخارج عندما اندلع العنف ولم يتمكنا من العودة.
لكن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قال اليوم الأحد إن القوات المسلحة البريطانية أجلت الموظفين الدبلوماسيين وأسرهم من السودان.
وأثنى سوناك على ما وصفها بعملية إجلاء "معقدة" بعدما قال إن ثمة تصعيدا خطيرا للعنف وتهديدات لموظفي السفارة.
وكتب على تويتر: "أعبر عن تقديري لالتزام دبلوماسيينا وشجاعة قواتنا المسلحة التي نفذت هذه العملية الصعبة".
وأضاف: "نواصل السعي بكل الوسائل لوقف إراقة الدماء في السودان وضمان سلامة البريطانيين المتبقين هناك".
وقال وزير الدفاع بن والاس إن القوات البريطانية نفذت عملية الإنقاذ إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرين لم يسمهم.
وقال والاس إن أكثر من 1200 عسكري اشتركوا في ترتيب عملية الإنقاذ وتنفيذها.
"كابول أخرى"؟
قارنت شخصيات بارزة غاضبة في الحكومة الوضع بفوضى إجلاء أفغانستان في أغسطس/ آب 2021. وقال مصدر إنها "كابول أخرى".
ووفقا للتقرير، قتل أكثر من 400 شخص منذ اندلاع الاشتباكات في السودان، بينهم موظف بالأمم المتحدة ومواطن أمريكي، كما نهبت منازل عدد من الغربيين.
وترأس رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك اثنين من اجتماعات "كوبرا" خلال الـ 24 ساعة الماضية، أحدهما في الساعة 3 صباح أمس السبت، حيث اتخذ قرار بنقل القوات والطائرات البريطانية والأمريكية واليابانية إلى المنطقة استعدادًا لإجلاء الموظفين الدبلوماسيين الغربيين.
وبحسب الصحيفة، فإن من بين هؤلاء أكثر من 100 جندي مظلي بريطاني.
ووافق الجيش السوداني على المساعدة في تأمين المطار وإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والصينيين وغيرهم من الرعايا، وذلك خلال وقف إطلاق النار.
لكن طلقات الرصاص لا تزال تسمع في الخرطوم، حيث لم تصمد الهدنة المقررة لأيام عيد الفطر لأكثر من ساعة زمنية واحدة.
aXA6IDE4LjIxNy45OC4xNzUg جزيرة ام اند امز