كباري ومطارات السودان.. خريطة نفوذ الجيش والدعم السريع
أزيز الرصاص يتردد بالعاصمة السودانية معلنا تجدد الاشتباكات وتبخر آمال الهدنة لكنه يكشف أيضا عن مواقع النفوذ على "الكباري والمطارات".
وبحسب مراسل "العين الإخبارية"، تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، اليوم الأحد، رغم الهدنة الإنسانية المُعلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
وأفاد شهود عيان، في تصريحات متفرقة لـ "العين الإخبارية"، بتجدد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين في مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم.
من جانبها، تتواتر الاتهامات المستعرة بين الطرفين، حيث قالت قوات "الدعم السريع" في بيان، إنه "مواصلة لنهجها المستمر في عدم الالتزام بالعهود، اخترقت قوات الانقلاب المسنودة بالجماعات المتطرفة الهدنة المعلنة".
وأضاف البيان أن قوات الجيش "قامت بضرب قوات الدعم السريع بمنطقة كافوري بالطيران وشمل الاعتداء منازل المواطنين الأبرياء مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات".
وتابع: "ندين بشدة هذا المسلك الغادر الذي يتنافى مع الالتزام المعلن بالهدنة ومدتها 72 ساعة."
مواقع السيطرة
تضاربت البيانات الصادرة عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشأن سيطرة كل منهما ميدانيا على عدد من المواقع بالعاصمة الخرطوم والولايات الأخرى البالغ عددها 18.
ويقول الجيش السوداني إنه يسيطر على كباري "توتي" و"النيل الأبيض" و"الفتيحاب" و"شمبات" و"الحلفايا"، بينما أعلنت قوات "الدعم السريع" سيطرتها على كباري "كوبر" و"المنشية" و"الحديد" و"سوبا" و"المك نمر".
أما بالنسبة للمطارات، فإن الجيش السوداني يسيطر على مطارات "مروي" و"دنقلا" (شمال) وبورتسودان وكسلا والقضارف (شرق)، بينما تسيطر قوات "الدعم السريع" على مطارات "الخرطوم"، و"الأبيض (وسط) و"الجنينة" و"نيالا" و"الضعين" (غرب).
وبثت قوات الدعم السريع عبر حسابها بموقع فيسبوك فيديو للقائد الثاني لقوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، شقيق قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وهو يتوسط عددا من جنوده.
ودعا القائد العسكري - وفق المقطع- قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى "الخروج والقتال مع أبناء الشعب وليس الزج به في الحرب والتخفي"، وفق تعبيره.
وأضاف: "جهدنا واجتهادنا كله للشعب السوداني من أجل الدولة المدنية والتحول الديمقراطي"، مناشدا منسوبي القوات المسلحة "الانضمام لقوات الدعم السريع".
في الأثناء، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على "التصنيع الحربي" جنوبي الخرطوم، وهو مجمع مصانع للجيش يتم فيه تصنيع الأسلحة والذخائر، وبثت مقاطع فيديو لقواتها داخله وعرضت آليات وأسلحة استولت عليها فيه.
من جهته، نشر الجيش السوداني عبر حسابه بفيسبوك، مقطع فيديو لنائب رئيس الأركان الفريق ركن عبد المحمود حماد، ظهر فيه وهو يتحدث عن "تهاوي" قوات الدعم السريع.
وقال حماد مخاطبا الجنود داخل القيادة العامة للقوات المسلحة، إن "قوات الدعم السريع تتهاوى إلى هزيمة حتمية قريبًا، المتمردون فقدوا السيطرة على قواتهم، وخرقوا الهدنة الإنسانية".
وفي بيان منفصل نفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة (وسط)، مؤكدًا أنه "لا وجود للمتمردين" في المدينة.
وقال الجيش: أظهرت إحدى القنوات "فيديو لعناصر من الدعم السريع يدعون من خلاله أنهم سيطروا على مدينة جياد الصناعية".
وأوضح أن "المجموعة كانت قد حاولت بالفعل دخول المدينة الصناعية ووصلوا لأحد مصانع تجميع المركبات، لكن تم صدهم بعد وقت وجيز وهربوا من الموقع".
هدنة ضائعة
مساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان موافقته على هدنة لمدة 3 أيام، بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال الذي أودى بحياة 413 شخصا بين 15 أبريل/ نيسان الجاري و21 من الشهر نفسه، وفق بيان لمنظمة الصحة العالمية.
وأعلنت الولايات المتحدة، صباح الأحد، أنها أوقفت مؤقتا عمل سفارتها في السودان، وذلك بعد إجلاء رعاياها الدبلوماسيين وعائلاتهم.
جاء ذلك في بيان صادر عن وزير الخارجية أنتوني بلينكن نشرته السفارة الأمريكية في الخرطوم على صفحتها الرسمية بفيسبوك.
وقال بلينكن: "أوقفت سفارة الولايات المتحدة بالخرطوم عملياتها مؤقتا، وإجلاء موظفيها وعائلاتهم تحت مسؤوليتنا الأمنية" دون تفاصيل بشأن عدد الرعايا الذين تم إجلاؤهم أو طريقة الإجلاء.
وأضاف أن "تعليق العمليات في إحدى سفاراتنا دائما قرار صعب، لكن سلامة موظفينا هي مسؤوليتي الأولى".
وأشار إلى أنه وجه بهذا الإجراء المؤقت "بسبب المخاطر الأمنية الجسيمة والمتنامية التي نجمت عن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع".
وأردف: "تسبب القتال الواسع النطاق في أعداد كبيرة من القتلى والإصابات بين المدنيين وأضرار بالبنية التحتية الأساسية وشكل خطرا غير مقبول على موظفي سفاراتنا".
في سياق متصل، أعلنت قوات "الدعم السريع"، فجر الأحد، أنها قامت بالتنسيق مع بعثة القوات الأمريكية المكونة من 6 طائرات بإجلاء الدبلوماسيين الأمريكيين وأسرهم.
وذكرت في بيان أنها "تتعاون مع البعثات الدبلوماسية كافة وتقف إلى جانبها وتقدم سبل الحماية اللازمة لضمان عودة أفرادها إلى بلدانهم آمنين".
بدوره، قال قائد "الدعم السريع"، فجر الأحد، إنه بحث مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم" مايكل لانغلي، تأثير القتال في السودان على رعايا الولايات المتحدة وإجلاءهم.
وقال حميدتي في تدوينة عبر فيسبوك: "أكدت للجنرال لانغلي التزامنا بالهدنة المعلنة ووقف إطلاق النار والتعاون لدعم جهود واشنطن بشأن إجلاء رعاياها من السودان".
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.