الأزمة في السودان.. إجلاء ناجح وجيوش تتأهب
وصل عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان بعد تفجر الأزمة، فيما تتأهب جيوش دول أخرى لمساعدة رعاياها.
واندلعت قبل أسبوع معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع في قلب العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تدهور سريع للوضع الإنساني والصحي في المدينة.
وفي إطار المساعي لإجلاء الرعايا الأجانب، ترأس رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اجتماعا للجنة الحكومية للاستجابة للطوارئ اليوم السبت لبحث الموقف في السودان بحضور وزير الدفاع بن والاس.
وكان الجيش السوداني قد أعلن اليوم السبت أنه وافق على المساعدة في إجلاء رعايا أجانب، فيما سُمع دوي إطلاق نار وضربات جوية في أنحاء من الخرطوم على الرغم من تعهد طرفي الصراع في السودان بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام.
وقال الجيش إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسيين ورعايا آخرين من الخرطوم، مضيفا أنه "يتوقع الشروع في ذلك فورا".
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية عند سؤاله عن التصريحات: "ندرك أن الموقف مقلق للغاية للرعايا البريطانيين المحاصرين بسبب القتال في السودان".
وأضاف "نبذل كل ما هو ممكن لدعم الرعايا البريطانيين والموظفين الدبلوماسيين في الخرطوم، وتعمل وزارة الدفاع مع وزارة الخارجية للاستعداد لعدد من حالات الطوارئ".
وحدثت وزارة الخارجية البريطانية اليوم السبت توصياتها بخصوص التحركات في السودان، وحذرت من أن "المسؤولية عن أي قرار بالتحرك في حالة وقف إطلاق النار يجب أن تكون شخصية".
ويأتي التحرك البريطاني في وقت وصل فيه عشرات من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا إلى مدينة جدة، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السعودي السبت.
وأوردت قناة "الإخبارية" عن "وصول أول سفينة إجلاء من السودان تضم 50 مواطنا وعددا من رعايا الدول الشقيقة".
وأوضحت أنّ أربع سفن أخرى "قادمة من السودان إلى جدة على متنها 108 أشخاص من 11 دولة".
وعرضت القناة شريطا مصوّرا تظهر فيه سفينة حربية لدى وصولها إلى الميناء، قبل أن يتم الإعلان عن وصول السفن الثلاث الأخرى في وقت لاحق.
وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس" إنه "إنفاذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، تمّ (..) وصول مواطني المملكة الذين تم إجلاؤهم من جمهورية السودان وعددٍ من رعايا الدول الشقيقة والصديقة بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون، في عملية إجلاء نفذتها القوات البحرية الملكية السعودية بإسناد من مختلف أفرع القوات المسلحة".
وأوضحت أنه "بلغ عدد المواطنين الذين تم إجلاؤهم 91 مواطناً، فيما بلغ عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الدول الشقيقة والصديقة نحو 66 شخصاً، يمثلون الجنسيات التالية الكويت، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وتونس، وباكستان، والهند، وبلغاريا، وبنغلاديش، والفلبين، وكندا، وبوركينا فاسو. حيث عملت المملكة على توفير كامل الاحتياجات الأساسية للرعايا الأجانب تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم.
وكانت وزارة الخارجية السعودية أعلنت في وقت سابق السبت، "بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة".
منذ 15 أبريل/نيسان، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، أدت إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى.
وصباح السبت، عادت أصوات إطلاق النار والانفجارات تُسمع في الخرطوم بعد تراجع في حدة القتال ليل الجمعة، إثر إعلان هدنة مؤقتة بين طرفي القتال.
والعملية التي نفذتها السعودية هي أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع الاشتباكات، علما بأن الجيش السوداني أعلن في أول من أمس الخميس، إجلاء 177 عسكريا مصريا كانوا موجودين في مدينة مروي بشمال البلاد.
وفي وقت سابق السبت، أعربت قوات الدعم السريع عن استعدادها لفتح "كل مطارات" السودان لإجلاء الأجانب، مع أنه من غير الممكن معرفة ما هي المطارات التي تسيطر عليها هذه القوات.
من جهته، أكد البرهان في بيان للجيش موافقته على "طلب عدد من الدول تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد"، و"تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك".
وأفاد البيان بأنه "ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة".
ويخشى مراقبون أن ينذر إجلاء الرعايا بجولة أشد ضراوة للصراع الذي يدخل أسبوعه الثاني في وقت تتعالى فيه الأصوات من مخاطر نقص الماء والغذاء في العاصمة وانهيار المنظومة الصحية.