ضوء أخضر سوداني واستعدادات دولية.. مهمة الإجلاء في اختبار الـ72 ساعة
مع دخول هدنة الـ72 ساعة حيز التنفيذ بموافقة الجيش السوداني مساء الجمعة على قبولها، بدأت عدة دول تفكر في إخلاء رعاياها الذين لم تستطع إجلاءهم من ثالث أكبر بلد أفريقي خلال الأيام المنصرمة.
وكانت القيادة العامة للجيش السوداني، على هدنة لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من الجمعة الموافق 21 إبريل/نيسان، لتمكين المواطنين من الاحتفال بعيد الفطر، وانسياب الخدمات الإنسانية، معبرة عن آمالها في أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها.
ذلك الموقف الذي أضيف إلى إعلان قوات الدعم السريع السودانية في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، استعدادها لفتح جميع مطارات السودان جزئيا أمام الحركة الجوية لتمكين الدول الأخرى من إجلاء مواطنيها لمغادرة البلاد بأمان، عزز الآمال بإنهاء المهمة التي تعثرت على صخرة الاشتباكات.
وقالت قوات الدعم السريع، في بيانها: "تماشيا مع الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قوات الدعم السريع لـ72 ساعة، وبدأت منذ صباح الجمعة، وسعيا منها لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين؛ تعلن قوات الدعم السريع استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية جزئياً لتمكين الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام".
وأكدت قوات الدعم السريع استعدادها التام للتعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات كافة التي تمكن الجاليات والبعثات من مغادرة البلاد بأمان.
ومن غير الواضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على مطارات السودان، إلا أن دوي نيران كثيفة تردد في الخرطوم مساء الجمعة، بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، بحسب شهود عيان لوكالة "رويترز"، قالوا إن هناك أصوات ضربات جوية تدوي من حين لآخر.
فما الدول التي ستجلي رعاياها؟
ألمانيا كانت تخلت يوم الأربعاء، عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية، التي قالت إن هناك ثلاث طائرات شحن عسكرية كانت قادرة على نقل نحو 150 مواطنا ألمانيا متّجهة إلى السودان لكن أوامر صدرت بأنه تعود أدراجها.
والجمعة، أعلنت كوريا الجنوبية أنها بصدد إرسال طائرة وجنود إلى القاعدة الأمريكية في جيبوتي تحسّبا لإجلاء رعاياها. وأعلنت اليابان أنها تتهيّأ لإجلاء رعاياها من السودان حيث يتواجد نحو 60 يابانيا بينهم طاقم السفارة، وفق ما أفاد المتحدث باسم الحكومة هيروزاكو ماتسونو.
يأتي ذلك، فيما قالت الحكومة البريطانية إن وزارة الدفاع تعكف على وضع "تخطيط محكم" فيما يتعلق بالصراع الدائر حاليا في السودان، بعدما أفادت قناة سكاي نيوز بأن بريطانيا تضع قوات وطائرات في وضع استعداد بقاعدة عسكرية في الخارج في حالة الحاجة إليها لإجلاء موظفي السفارة والرعايا البريطانيين.
وقالت بريطانيا إنها تنسق مع شركائها الدوليين لتقديم المساعدة القنصلية لرعاياها ودعم الموظفين الدبلوماسيين، مضيفة: "وزارة الدفاع تدعم وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية في تخطيطها المحكم لمختلف الحالات الطارئة".
وفي وقت سابق من اليوم، تحدث رئيس الوزراء ريشي سوناك مع رئيس جيبوتي لمناقشة الوضع الأمني في السودان وسبل حماية رعايا كلا البلدين.
مهمة محفوفة بالمخاطر
إلا أن وزارة الخارجية الأمريكية اعتبرت الجمعة أن المعارك الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجعل من أي محاولة لإجلاء طاقم السفارة في الخرطوم عملية محفوفة بالمخاطر.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد أعلنت الخميس أنها بصدد إرسال عسكريين إلى منطقة شرق إفريقيا تحسّباً لاحتمال إجلاء طاقم سفارة الولايات المتحدة في الخرطوم.
لكن المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل قال إنه "بسبب الوضع الأمني غير المستقر في الخرطوم وإغلاق المطار، ليس من الآمن في الوقت الراهن أن تجري الحكومة الأمريكية إجلاء منسّقا".
وسعت الخارجية الأمريكية إلى جمع الموظفين الأمريكيين في مكان واحد في العاصمة السودانية لتوفير حماية أفضل لهم من المعارك ولاستكمال الاستعدادات لعملية إجلاء محتملة.
قدرات إضافية
وكان البنتاغون، قال الخميس، إنه بصدد حشد قوات في المنطقة من أجل عملية إجلاء يعتقد أنها ستدار من قاعدة أمريكية في جيبوتي التي تقد على بعد 1126 كلم إلى جنوب شرق الخرطوم.
وجاء في بيان وزارة الدفاع الأمريكية: "نحن بصدد نشر قدرات إضافية في المنطقة لحالات طوارئ على صلة بضمان أمن الموظفين الأمريكيين في السفارة وتسهيل مغادرتهم المحتملة للسودان".
وبدأ القتال بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو في 15 إبريل/نيسان الجاري، وخلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وانحسرت المعارك في الخرطوم الجمعة في إطار تهدئة يبدو أنها سرت بمناسبة حلول عيد الفطر، ما زادت احتمالات إجراء العملية الأمريكية في نهاية الأسبوع.
وقال باتيل: "لقد أبلغنا الطرفين بكل وضوح بأنه من غير المقبول على الإطلاق أن يتعرّض دبلوماسيونا لأي هجمات أو تهديدات أو مخاطر".
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز