"العين الإخبارية" ترصد خريطة انتشار الجيش السوداني و"الدعم السريع"
معارك لم تتوقف بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الجمعة، وسط العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة التي قبلها الطرفان لـ72 ساعة.
وبين الشد والجذب والاشتباكات المتبادلة بات السودان خريطة للصراع، يعلن كل طرف فيها مناطق سيطرة ونفوذ ويتوعد ببسط السيطرة على باقي المناطق.
- أزمة السودان.. كيف أشعلت السياسات الأمريكية فتيل الحرب؟
- السودان يئن تحت وطأة الاشتباكات.. بأي حالٍ عدت يا عيد؟
مناطق السيطرة
وحسب إفادات شهود عيان، فإن قوات "الدعم السريع" تسيطر على مساحات شاسعة تقدر بثلث العاصمة، الخرطوم، بينما يستحوذ الجيش على الأجواء عبر الطائرات الحربية.
وقال محمد عبدالله، سائق حافلة نقل ركاب، إن "قوات الدعم السريع تسيطر على معظم الشوارع في العاصمة الخرطوم دون وجود انتشار لقوات الجيش السوداني".
وأوضح عبدالله في حديثه لـ"العين الإخبارية": "أثناء مروري في الشوارع بين مدن بحري وأم درمان، تواجهنا ارتكازات عسكرية تحت سيطرة قوات الدعم السريع دون وجود لأفراد الجيش السوداني".
وأضاف: "يسألوننا عن وجهتنا وينزلون من يشتبهون بانتمائه للجيش السوداني أو من يقاتلون في صفوفه".
وفي وقت سابق اليوم أعلنت "قوات الدعم السريع" موافقتها على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، الجمعة، تزامنا مع عيد الفطر، بناء على "تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية"، تلاها الجيش السوداني في ساعات المساء بتأكيد الموافقة، رغم استمرار الاشتباكات.
وأبلغ شهود عيان "العين الإخبارية" أن المعارك العنيفة تدور في "محيط القيادة العامة للجيش، والقصر الرئاسي، وفي الشوارع الحيوية للعاصمة الخرطوم".
وبينما أعلن الجيش السوداني تجاوز ما يسمى بـ"مرحلة الصمود والتحدي" إلى "مرحلة التنظيف التدريجي لقوات الدعم السريع"، أعلنت قوات "الدعم السريع" بسط سيطرتها على وسط العاصمة الخرطوم في أول أيام العيد.
وقال الجيش السوداني إن "الأيام السبعة الماضية وضحت لكل متشكك ما هي القوات المسلحة السودانية المعروفة باحترافها المشهود وتاريخها الباذخ شرفا وبسالة".
كما نشرت قوات "الدعم السريع" فيديوهات لبعض جنودها أثناء احتفالهم بعيد الفطر من داخل هيئة الإذاعة والتلفزيون بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، وفيديوهات تؤكد إحكام سيطرتها على سيارات مدرعة وأسلحة ثقيلة في شارع الخرطوم-مدني.
وذكرت قوات الدعم السريع، في بيان منفصل، أنها "تخوض المعركة حتى الآن من غنائم الجيش".
وطبقا لشهود العيان فإن قوات الدعم السريع ما زالت تحكم سيطرتها على مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر كسلا (شرق)، وأجزاء واسعة من ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض (جنوب)، ونيالا والفاشر والجنينة وزالنجي وكباكبية (غرب)، والجزيرة (وسط)، وسنار والنيل الأزرق (جنوب شرق).
وأكد الشهود أن قوات "الدعم السريع" تسيطر أيضا على مطار الخرطوم، ووزارة رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، وبعض الوزارات الحيوية وسط العاصمة الخرطوم.
ونشر الجيش السوداني فيديوهات للفريق أول ركن ياسر العطا، عضو المجلس السيادي، في جولة ميدانية تفقدية للجنود على خطوط المواجهة في منطقة أم درمان.
وذكر البيان المرفق مع الفيديو أن العطا "قدم من خلالها التهنئة بعيد الفطر المبارك للجنود وقد وجدت الزيارة تفاعلاً وحماساً كبيراً من الضباط وضباط الصف والجنود".
قوات "الدعم السريع"
- مساحات شاسعة تقدر بثلث العاصمة الخرطوم
- معظم الشوارع بين مدن بحري وأم درمان
- هيئة الإذاعة والتلفزيون بأم درمان
- شارع الخرطوم-مدني
- مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر كسلا (شرق)
- أجزاء واسعة من ولايات شمال كردفان والنيل الأبيض (جنوب)
- نيالا والفاشر والجنينة وزالنجي وكباكبية (غرب)
- الجزيرة (وسط)
- سنار والنيل الأزرق (جنوب شرق)
- مطار الخرطوم ووزارة رئاسة مجلس الوزراء
- وزارة الداخلية وبعض الوزارات الحيوية
الجيش
- الأجواء عبر الطائرات الحربية
- جميع القواعد العسكرية
- شوارع رئيسية كالغابة والمطار والنيل
مناطق المناوشات (لا سيطرة كاملة لأي طرف)
- محيط القيادة العامة للجيش
- القصر الرئاسي
دعوات دولية لوقف النزاع
وفي ظل توتر الوضع العسكري على الأرض، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان فولكر بيرتس، الجمعة، أطراف النزاع إلى وقف إطلاق النار خلال عيد الفطر، لفتح ممرات آمنة للمدنيين.
وذكرت البعثة الأممية، في بيان: "يكرر بيرتس النداء الأممي إلى "جميع الأطراف لتنفيذ وقف إطلاق نار خلال العيد من أجل توفير الظروف اللازمة لفتح ممر آمن لجميع المدنيين المحاصرين في مناطق الصراع حتى يتمكنوا من الحصول على المساعدة الضرورية وتلقي الرعاية الطبية".
وأضافت أنه "في ظل هذه الظروف الصعبة، يعرب الممثل الخاص عن تضامنه مع كل الشعب السوداني ويتمنى له القوة للمثابرة في مواجهة التحديات الحالية".
وتابعت: "يأمل الممثل الخاص أن يتغلب هذا الوطن وشعبه العظيم على هذه الأزمة ويسير قدما نحو مستقبل أفضل يسوده السلام والاستقرار والازدهار".
بدوره، أكد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، أنه "يجب وقف إطلاق النار بشكل فوري في السودان وحماية المدنيين والمواطنين الأجانب".
فيما دعت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، مجلس الأمن إلى "دعم الجهود الإقليمية من أجل التحرك فورا للمساعدة في وقف إطلاق النار بالسودان ووصول المساعدات الإنسانية".
آخر حصيلة للقتلى
وحسب مصدر بوزارة الصحة، فإن أكثر من 300 قتيل سقطوا منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في 15 أبريل/نيسان الجاري، وخروج عدد من المستشفيات من الخدمة.
وأفاد المصدر "العين الإخبارية" بأن "الوضع الصحي متدهور للغاية، وأعداد القتلى والإصابات في ازدياد مستمر".
كما ذكرت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان، أنه "في ليلة عيد الفطر المبارك تعرضت قبل قليل وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع، مخلفة دمار طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة".
وأضافت: "نناشد جميع المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم وإغلاق الأبواب والنوافذ والاستلقاء على الأرض، كما نناشد هذه القوات بالتحلي بالمسؤولية والتوقف فورا عن الاقتتال لحماية أرواح الأبرياء".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما.