استراتيجية جديدة للأمن القومي.. هكذا تفكر برلين
بدأت الحكومة الألمانية خطوات لتبني سياسة أمن قوي جديدة متعددة المجالات، في محاولة للتعاطي من الأزمات التي سببتها حرب أوكرانيا.
وتريد الحكومة الفيدرالية إعادة تعريف المبادئ الأساسية لسياستها الأمنية في إطار استراتيجية جديدة للأمن القومي تتبناها البلاد في الفترة المقبلة.
وقال المستشار أولاف شولتز (الحزب الاشتراكي الديمقراطي)، خلال أول مداولات لمجلس الوزراء حول الاستراتيجية الجديدة في ميسبرغ بالقرب من برلين، إن الحرب الروسية في أوكرانيا لها "آثار خطيرة على الطريقة التي يجب أن نفكر بها بشأن أمننا القومي".
وتابع :"يجب أن يشمل المفهوم الجديد للأمن القومي، جميع جوانب مفهوم الأمن، على سبيل المثال توفير الطاقة والمواد الخام، والحفاظ على اقتصاد السوق الاجتماعي والتعليم والبحث العلمي القوي".
وتدخل عملية مراجعة استراتيجية الأمن القومي الألمانية، في إطار مراجعات شاملة تجريها برلين لرؤيتها الحاكمة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط الماضي.
وأمس على سبيل المثال، قدم المستشار الألماني، رؤية برلين لمستقبل الاتحاد الأوروبي في ضوء الصدام الحالي مع روسيا.
ويريد شولتز جلب المزيد من دول شرق القارة إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، ودعا إلى المزيد من التمويل العسكري المشترك، ودعا أوروبا إلى لعب دور أكثر أهمية على المسرح العالمي.
في المقابل، يريد شولتز المزيد من التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.
وقال شولتز ، في كلمة، إن حرب أوكرانيا تجبر أوروبا على زيادة الاستثمار في الدفاع وتوسيع التعاون العسكري، مضيفا "على الاتحاد الأوروبي أن يحمي نفسه من الهجمات الخارجية: هذه هي مهمة أوروبا الجديدة من أجل السلام".
ومضى قائلا :"يجب تأسيس دفاع جوي أوروبي مشترك. لأن أوروبا حتى الآن تحت رحمة الصواريخ القادمة من روسيا، لافتا إلى خطر كبير من الجو ومن الفضاء.
كما أعلن شولتز نفسه بعد أيام قليلة للغاية من بدء الحرب في أوكرانيا، تغيير في السياسة الدفاعية الألمانية، ونقطة تحول في تسليح الجيش، تضمن رفع الانفاق الدفاعي السنوي إلى 2% من الناتج المحلي الاجمالي.
كما شملت نقطة التحول تخصيص صندوق استثمار في تسليح الجيش قيمته 100 مليار يورو.