ألمانيا تدعم مصر بـ185 سائحا في معركتها مع الإرهاب
في وقت حذرت فيه سفارات 9 دول رعاياها من السفر خارج القاهرة
في هذا التقرير ترصد العين لماذا غردت ألمانيا خارج سرب 9 دول حذرت من السفر لمصر؟
في الوقت الذي حذرت فيه 9 دول أجنبية رعاياها من السفر خارج العاصمة المصرية القاهرة، تجنباً لاحتمالية وقوع عمليات إرهابية، اتخذت ألمانيا اتجاهاً معاكساً للتعامل مع الحرب ضد الإرهاب التي تخوضها مصر، وهي مواجهته بالاستمرار في تشجيع رعاياها على القدوم إلى البلاد.
وبالأمس استقبل مطار شرم الشيخ الدولي، أول رحلة طيران منتظمة قادمة من ألمانيا على إحدى خطوط الطيران المصري وعلى متنها 185 سائحاً ألمانياً، وهو ما فسره خبير أمني لبوابة "العين" الإخبارية بأنه مفارقة تعكس أن ألمانيا أدركت ما ستدركه الدول الأخرى لاحقاً، وهو أن الحرب على الإرهاب تستلزم رد فعل معاكس لمخططات الجماعات الإرهابية.
وخلال الأيام الماضية، حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة رعاياها بعدم السفر إلا لأسباب اضطرارية يتم مراجعتها مع المباحث الفيدرالية، مضيفة أن سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة ألزمت موظفيها وأفراد عائلاتهم بعدم السفر خارج القاهرة دون موافقة مسبقة.
ونصحت واشنطن جميع المواطنين بالنظر بعناية في الآثار الأمنية المترتبة على السفر خارج منطقة العاصمة "القاهرة الكبرى"، وحظرت على موظفي السفارة الأمريكية في مصر حاليا السفر في أي مكان في شبه جزيرة سيناء "شاملة شرم الشيخ".
وعلى غرار واشنطن، أصدرت كندا تحذيرا لمواطنيها بتجنب السفر غير الضرورى إلى مصر بسبب الوضع الأمنى الذي لا يمكن التنبؤ به، وهو ما فعلته نيوزيلندا، وبريطانيا، واليابان، وكوريا الشمالية، وبولندا.
أما الخارجية الأيرلندية نصحت مواطنيها المتجهين إلى مصر لممارسة درجة عالية من الحذر وعدم السفر إلى شمال سيناء وبالقرب من الحدود مع ليبيا وفلسطين وكذلك طابا والسويس، مدعية أن الوضع الأمني خطير للغاية، فيما نصحت الخارجية الأسترالية مواطنيها بإعادة النظر في الحاجة إلى السفر إلى مصر بسبب تهديد الهجمات الإرهابية والاختطاف، والحفاظ على اليقظة التامة أثناء التواجد في المواقع السياحية، متوقعة المزيد من مثل هذه الهجمات.
زكريا حسين، أستاذ الدراسات الاستراتيجية، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية، قال لبوابة "العين" الإخبارية إن ألمانيا، بعكس الدول الأخرى، أدركت أن مصر ليست وحدها التي تتعرض لحرب إرهاب، بل هناك دول غيرها في مقدمتهم أوروبا تواجه الحرب نفسها، ومن ثم ليس معنى الإرهاب توقف الحياة.
وأضاف حسين: إذا فعلنا ذلك يكون حققوا نجاحاً مبهراً في هدفهم، ومن ثم فإن ألمانيا تعي أنها نفسها تواجه الإرهاب فلم توقف الحياة، فيما رأت الدول الأخرى اتخاذ إجراءات حادة في التعامل، وهو ما سيدركونه لاحقاً، بل سيتجاوزنه إلى رفع تلك التحذيرات بسبب مسلسل إرهاب هم نفسهم يعانون منه.
وعادة ما تطلق الدول تحذيراتها بناء على معلومات استخبارية بحتة تردها من المؤسسات المعنية بذلك، خاصة بعدما شهدت الأيام العشرة الماضية أعمالاً إرهابية بدأت في تركيا ومصر، منها تفجير الكنيسة البطرسية في مصر واغتيال سفير روسيا بأنقرة، تلاهما حادث الدهس بسوق العاصمة الألمانية برلين، فضلاً عن هجومين على مواقع أمنية وسياحية في مملكة الأردن.