لماذا حذرت أمريكا رعاياها في مصر والأردن وتجاهلت تركيا وألمانيا؟
في الوقت الذي أصدرت فيه الخارجية الأمريكية بيانا تحذيريا لرعاياها في مصر والأردن تجاهلت دولا أخرى شهدت حوادث إرهابية.
في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية بياناً تحذيرياً لرعاياها في مصر والأردن من إرهاب محتمل، لم يتطرق البيان لدول أخرى شهدت حوادث إرهابية في نفس الفترة الزمنية.
فقد شهدت الأيام العشرة الماضية أعمالاً إرهابية بدأت في تركيا ومصر، منها تفجير الكنيسة البطرسية في مصر واغتيال سفير روسيا بأنقرة، تلاهما حادث الدهس سوق بالعاصمة الألمانية برلين، فضلاً عن هجومين على مواقع أمنية وسياحية في مملكة الأردن.
ربما يُفهم تحذير الرعايا في الأردن في إطار التهديدات العلنية التي أطلقتها الجماعة الإرهابية من تنفيذ مزيد من الهجمات بعد الهجومين الآخرين، بينما تظل علامات الاستفهام حائرة أمام إغفال بعض الدول التي شهدت وقائع إرهاب مماثلة.
تحركات مشبوهة في مصر:
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية الأسبق، إنه من الناحية الأمنية العملية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تطلق تحذيراتها بناء على معلومات استخبارية بحتة تردها من المؤسسات الأمريكية المعنية بذلك، وأمريكا تدرك جيداً أن الإرهاب يضع مصر في مقدمة أولوياته، وربما تكون الإدارة الأمريكية تلحظ اتصالات وتحركات مشبوهة تدبر لإرهاب محتمل داخل مصر الفترة القادمة بعد تفجير "البطرسية" وما سبقها من أحداث.
وأشار سعيد لـ"بوابة العين الإخبارية" إلى أنه يمكن قراءة هذه التحذيرات الأمريكية من زاوية الرد على التقارب بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والذي بدا أخيراً في "مكالمة هاتفية" بين الإثنين أمس الأول.
تضارب أمريكي:
من جانبه دعا الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، الإدارة المصرية والشعب في الوقت ذاته لفهم التصريحات التي تخرج من الإدارة الأمريكية الآن في السياق السياسي قبل الأمني، فإدارة الرئيس باراك أوباما لا يُنتظر منها خيراً حتى ترحل وتسلم مقاليد الولايات المتحدة إلى المنتخب دونالد ترامب وفريقه الجديد.
وفي تحليل لخطاب التحذير الذي وجهته وزارة الخارجية الأمريكية لرعاياها في مصر، قال فهمي لـ"بوابة العين الإخبارية"، إنه قبل 10 أيام تقريباً أصدرت أمريكا بياناً أقرت فيه بأن مصر بين الدول الآمنة، واليوم تحذر رعاياها من أحداث إرهاب وعنف قد تشهدها مصر خلال أيام، والمشهد يسيطر عليه التضارب الواضح وغير المفهوم في الموقف الأمريكي.
وعن علاقة "ترامب" المنتخب بهذه التصريحات التي تسهم في رسم العلاقات بين البلدين في مستقبل قريب يكون قد تولى فيه فعلياً إدارة البلاد، لفت فهمي إلى أنه رغم ظهور ملامح 90% من الإدارة الأمريكية الجديدة، لكن ليس هناك علاقة بينها والتحذيرات التي أطلقتها إدارة أوباما.
مضايقات الأيام الأخيرة:
وفي السياق ذاته قال اللواء د. سمير فرج، الخبير الإستراتيجي ومسئول الشئون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، إن التحذيرات الأمريكية الأخيرة هدفها لا يخرج عن إحداث "مضايقات" للجانب المصري في موسم الذروة السياحية، وهو الأمر الذي من شأنه التأثير على حركة السياحة في هذا التوقيت.
وأوضح اللواء فرج لـ"العين" أنه في ظرف 10 أيام و بالتزامن مع حادث الكنيسة البطرسية في مصر، اشتعلت حوادث الإرهاب في دول كبرى حول العالم بينها "الدهس" الشهير في ألمانيا و3 حوادث متتالية بدولة تركيا بينها اغتيال السفير الروسي، وبرغم ذلك تجاهلت إدارة أوباما هذه الدول، وحذرت رعاياها في مصر من إرهاب محتمل.