في مولد غازي القصيبي.. نذكر لكم أفضل مؤلفات الدبلوماسي الشاعر
تعرفوا على أهم أعمال غازي القصيبي التي شملت اهتماماته ما بين السياسة والأدب، واستطاع بها الرجل الدبلوماسي أن يملك الكلمة والموقف.
في ذكرى الشاعر والأديب السعودي غازي القصيبي الذي درس القانون وعمل سفيرا ووزيرا، نتذكر أهم المناصب التي تولاها ومواقفه الحازمة في مساندة القضية الفلسطينية والسعي إلى "سعودة وظائف" الدولة، كما نقتطف بعضا من ثمار أعماله الأدبية والشعرية، ومؤلفاته في السياسة والعمل التنموي.
غازي القصيبي
بعد تسعة أشهر من مولد غازي القصيبي في 2 مارس عام 1940 ومع انتقال الأسرة إلى الأحساء، توفيت والدته متأثرة بمرض التيفويد،
فعاش غازي عبد الرحمن القصيبي طفولة بها قدر كبير من التعاسة والحزن منغلقا على نفسه دون أصدقاء، وكان آخر إخوته، فسبقه إلى الحياة ثلاثة إخوة من البنين والبنات.
انتقلت الأسرة إلى البحرين، وفي المنامة تلقى التعليم المدرسي، ومنها ذهب إلى مصر ليدرس القانون في كلية الحقوق بجامعة القاهرة، ومنها يقرر أن يتخصص في دراسة العلاقات الدولية، وبالفعل حصل على درجة الماجستير في هذا المجال من جامعة كاليفورنيا الجنوبية، ثم نال درجة الدكتوراة حول "تاريخ اليمن السياسي وعلاقاتها الدبلوماسية بين عامي 1948- 1962".
مناصب تولاها غازي القصيبي
بعد أن أنهى غازي القصيبي رسالة الدكتوراة، وعاد إلى الرياض عام 1971 بدأ مشواره العملي، الذي تخللته محاولات التدريس بجامعة الملك سعود،
ليعمل قليلا في الاستشارات القانونية إلى جانب كتابة المقالات وإعداد برنامج تلفزيوني في العلاقات الدولية، وكذلك العمل ضمن لجان مستشاريين وقانونيين حكومية في وزارات الدفاع والطيران والمالية.
وبدأت أولى مناصبه، مع توليه لعمادة كلية التجارة لمدة عامين فقط، ثم:
- مدير المؤسسة العامة للخطوط الحديدية- 1973.
- وزير الصناع والثروة المعدنية- 1975.
- وزير الصحة- 1982.
- سفير المملكة العربية السعودية في البحرين- 1984.
- سفير للملكة في بريطانيا- 1992.
- وزير المياه والكهرباء- 2003.
- وزير العمل- 2005 حتى وفاته في 2010.
كتب غازي القصيبي
وطوال مسيرته المهنية والعلمية، كان غازي القصيبي عاشقا للشعر ومحبا للأدب، كما كان قادرا على أن يستخدم الكلمة للتعبير عن مواقفه وطرح أفكاره،
ولذلك كان له من الإنتاج الأدبي والفكري الكثير، فقدم ما يقرب من 70 مؤلفا ما بين دواوين شعرية وروايات أدبية وكتب في السيرة وأخرى تضم المقالات الصحفية.
ومن بين أبرز مؤلفات القصيبي نذكر لكم:
1. حياة في الإدارة
نشر غازي القصيبي هذا الكتاب عام 1999، وكان بمثابة ترجمة لسيرته الذاتية على المستوى المهني والهملي، منذ كان طالبا في مراحل التعليم الأولى
وحتى توليه لسفارة السعودية في بريطانيا، وعدّه كثيرون دروسا يمكن استخلاصها من تجربة القصيبي في الحياة وتكوين الصداقات والعمل والتعامل مع التحديات والعوائق، وهو بنفسه اعتبره رسالة للأجيال القادمة.
"أما أبناء الأجيال القادمة الذين لن يتاح لي شرف رؤيتهم أو خدمتهم،
فلا أستطيع أن أقدم لهم شيئا سوى هذه قصة هذه الخدمة، مصحوبة بكثير من المحبة وكثير كثير من الدعاء"
2. العودة سائحا إلى كاليفورنيا
في رحلة قصيرة يأخذنا غازي القصيبي مع أسرته في سفريته إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
بداية من المرور من موظف الجوازات إلى الوصول ومحاولة الابتعاد عن الإعلانات وفهم المجتمع، ونرى نقده وسخريته للمجتمع الأمريكي والعربي كذلك، صدر الكتاب عام 1997.
"إن الإعلانات لا تدلك على كيفية العثور على حاجاتك،
لكنها تخلق في نفسك حاجات جديدة لم تكن لولا الإعلانات لتخطر بالك"
3. ثورة في السنة النبوية
أراد غازي القصيبي أن يُبحر قليلا في الأحاديث النبوية الشريفة، ويستخلص منها ما كان- وما زال- قادرا على أن يقلب شأن الجاهلية وأفكارها وممارساتها البالية،
فبقدرته على التبسيط وتقديم المعلومة بصورة آخاذة موفقة، قام القصيبي بشرح الأحاديث والتغيير الذي أحدثته، وبيان إمكانية تحقيق الإصلاج والتغيير من السنة النبوية دون الاستعانة بأفكار الخارج. صدر الكتاب في 2003.
"الويل كل الويل، لمن جاء يوم القيامة يحمل وطنا كاملا سرقه بدبابة، ذات ليلة ليلاء"
4. شقة الحرية
رواية غازي القصيبي عن الحرية التي يبدو أنها استلهمها من تجربته الشخصية، فهي عن مجموعة من الشبان الذيم يعيشون معا في شقة بالقاهرة أثناء دراستهم الجامعية،
ونلحظ اختلافاتهم الفكرية والثقافية، ومع الاحتلاف يذوقون حلاوة التقاء عظام الفكر والأدب من العقاد وطه حسين ونجيب محفوظ وأنيس منصور، يقول القصيبي ان روايته الصادرة في 1994 من نسج الخيال، ولكن رآه كل قرائه فيها.
"الغربة؟! ولكنه لا يحس أنه مقبل على غربة. إنه ذاهب إلى القاهرة. كيف تكون القاهرة غربة؟
القاهرة عاصمة العرب، حاضرة الإسلام، كنانة الله في أرضه، وأم الدنيا"
5. أبو شلاخ البرمائي
ما بين قدرته على الكتابة العلمية، في روايته "أبو شلاخ البرمائي" نرى قدرة غازي القصيبي على الكتابة الساخرة التي تنتقد أوضاعا اجتماعية وسياسية،
وذلك من خلال "أبوشلاخ" الذي يسرد حياته ويجري الحوارات الصحفية مع قادة العالم من الشرق إلى الغرب بلغة ذكية ممتعة. صدرت الرواية عام 2000.
"لو اعتذرنا لكل من أسأنا إليه لما بقيت في العمر ثانية واحدة لعمل أي شئ آخر"
6. التنمية.. الأسئلة الكبرى
يطرح غازي القصيبي في هذا الكتاب رؤيته للتنمية وسبل تحقيقها، بالنظر إلى أحول المملكة والبلاد العربية ووصفها ببلاد أقل شأنا وحظا من فرص التنمية،
محاولا تقديم الأفكار التي يمكنها أن تساهم في إحلال التنمية في المجتمعات العربية، ومعالجة الأزمات التي تبدو مستعصية. صدر الكتاب عام 2004.
"إن الطريق إلى التنمية يمر أولا بالتعليم، وثلتيل بالتعليم، وثالثا بالتعليم.
التعليم باختصار هو الكلمة الأولى والأخيرة في ملحمة التنمية"
أبرز دواوين غازي القصيبي الشعرية
أما عن أشعاره وقصائده، التي تعرّض بسببها لكثير من الانتقادات، فقيل إنه عُزل من منصبه من وزارة الصحة بسبب قصيدته التي عاتب فيها الملك فهد بن عبد العزيز عام 1984. كما ناله من انتقادات المواطنين الغاضبين من تكرار انقطاع الكهرباء، في أثناء توليه الوزارة، ما يدعوه للانتباه إلى عمله بدلا من نظم الشعر.
ونطر معكم أشعاره الغنائية، مثل:
- كالحلم جئت.
- مغرورة.
- سلمت يداك.
- مشروق النور.
"ماذا أقول؟ وددت البحر قافيتي
والغيم محبرتي.. والأفق أشعاري
إن ساءلوكِ فقلي: كان يعشقني
بكل ما فيه من عنف.. وإصرار
وكان يأوى إلى قلبي.. ويسكنه
وكان يحمل في أضلاعه داري"
التي غناها جميعا محمد عبدة، وكذلك دواوينه الأشهر:
- أشعار من جزائر الؤلؤ.
- معركة بلا راية.
- ورود على ضفائر سناء.
- الأشج.
- للشهداء.
- حديقة الغروب.
ومع رحيله في 15 أغسطس 2010 بعد معاناة طويلة مع المرض، نفقد قامة سياسية وأدبية كبيرة، ويرحل غازي القصيبي تاركا خبرته العملية
وأعماله التي جاءت رقيقة وحازمة، تحمل من السخرية والهزل ما تحمل من الجد والإصرار.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC40NyA=
جزيرة ام اند امز