موطن النفط الأسود.. "أريحا" سلة غذاء فلسطين
ينظر إلى أريحا والأغوار، شرق الضفة الغربية، على أنها تمثل سلة الغذاء الفلسطيني ولهذا الوصف أسبابه.
من هنا قال المهندس مازن سنقرط، وزير الاقتصاد الوطني الفلسطيني الأسبق، في حديث لـ"العين الإخبارية": "أريحا والأغوار تمثلان 30% من مساحة الضفة الغربية وفيها مخزون المياه في فلسطين، وهي أرض خصبة لأنواع كثيرة من الزراعة وفيها مناخ مميز بفترة الشتاء، لأنها تقع تحت سطح البحر بحوالي 350-380 مترا".
أضاف: "هي تمثل سلة غذاء فلسطين وتصدر الكثير من المنتجات إلى دول مختلفة، لأن فيها ما يسمى الحصاد الباكر في الشتاء وتمتد محاصيلها على مر العام ولكن أكثر شيء تبدأ محاصيلها في الفترة ما بين شهر سبتمبر/أيلول وحتى شهر يونيو/حزيران من العام الذي يليه، بالتالي فإن حوالي 70-80% من السنة الميلادية وفيها ما تسمى الرزنامة الزراعية بالتشكيلة الكبيرة للمزروعات المختلفة من الخضار تحديدا وفاكهة التمر".
وأشار سنقرط، وهو من كبار المستثمرين الفلسطينيين في منطقة أريحا والأغوار، إلى أن "المناخ في المنطقة في فصل الشتاء دافئ وبالتالي تعتبر نوعا ما أكبر بيت بلاستيكي للزراعة بسبب دفء الحرارة وخاصة مع تغير المناخ العالمي والمحلي والإقليمي".
وقال: "يزرع فيها الخضار بأنواعها مثل الفلفل والزهر والملفوف والباذنجان والبندورة والخيار والفاصولياء وهي معظمها مزروعات تقليدية تتوفر على مائدة الأسر المختلفة وهي منتجات موجودة في أماكن الضيافة والمستشفيات وغيرها".
وأضاف: "يعمل فيها عدد كبير من المزارعين والفلاحين والعمال من الذكور والإناث".
بترول فلسطين الأسود
كما يلفت سنقرط إلى أن في أريحا والأغوار ما بات يطلق عليه بترول فلسطين الأسود.
وقال: " اليوم فيها ما يسمى بترول فلسطين الأسود وهو التمور من نوع "مجهول" حيث فيها حوالي 130 ألف شجرة تنتج حوالي 14 ألف طن من هذا التمر الذي يعتبر من أغنى وأفضل التمور في العالم".
وأضاف: "هذا النوع من التمور يزرع فقط في هذه المنطقة الجغرافية من العالم ويصدر إلى حوالي 35 دولة في العالم منها أسواق مجلس التعاون الخليجي وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأقصى مثل إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وأيضا الى تركيا وبعض دول أمريكا اللاتينية وغيرها".
منطقة سياحية أيضا
وإضافة إلى كونها سلة فلسطين الغذائية فإن أريحا منطقة سياحية يقصدها مئات آلاف السياح من مختلف أنحاء العالم.
وقال سنقرط: "منطقة أريحا هي أيضا منطقة سياحية لأنها أقدم منطقة في العالم فعمرها 10 آلاف و500 عام ولا زالت حية ويعيش فيها الناس، وهي الأكثر انخفاضا في العالم تحت سطح البحر، وهي كريدور أي ممر يجمع الشرق مع الغرب والشمال والجنوب".
وأضاف: "وهي بوابة فلسطين إلى العالم العربي من خلال جسر الملك حسين والأردن ويرتادها السواح لأنها منطقة قديمة جدا وفيها الكثير من الأماكن التاريخية مثل جبل قرنطل وقصر هشام ومناطق أثرية كثيرة بعضها دينية وبعضها تاريخية".
وتابع سنقرط: "هي تبعد عن مدينة القدس عاصمة فلسطين حوالي 20 كيلومترا".
تحديات إسرائيلية
غير أن ليس كل شيء جميل في أريحا والأغوار في ضوء المطامع الإسرائيلية فيها.
وفي هذا الصدد قال سنقرط: "فيها تحديات كبيرة لأن النسبة الأكبر من هذه المنطقة الجغرافية واقعة في منطقة تصنيف "ج" وهي في معظمها تحت ما يسمى السيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية".
وأضاف: "بالتالي فالاستفادة المثلى الفلسطينية من هذه البقعة الجغرافية المهمة ومواردها الطبيعة محدودة بحكم الاستيطان والمصادرة ومنع البناء الفلسطيني".
وتابع سنقرط: "يمثل الوصول الى المياه الجوفية الفلسطينية تحد كبير ففتح آبار جديدة أو تأهيل آبار قائمة أو توسعة وزيادة قدرات إنتاجية لآبار كله منوط إلى حد كبير بتحديات مع الإسرائيليين، وبالتالي هناك صعوبات كبيرة".
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز