تجميع أفضل المقاتلين.. نهج جديد لعلاج الأورام بالخلايا
طور علماء جامعة "نورث وسترن" الأمريكية أداة جديدة لعزل الخلايا المناعية من الأورام واستخدامها في محاربة السرطان بسرعة وفاعلية.
وأظهرت النتائج التي توصل إليها العلماء، ونُشِرت في 27 يناير/كانون الثاني بمجلة "نيتشر بيوميديكال إنجينيرين"، انكماشًا كبيرًا في الأورام لدى الفئران، مقارنة بأساليب العلاج الخلوي التقليدية.
وباستخدام جهاز موائع جزيئي جديد يمكن طباعته بطريقة ثلاثية الأبعاد، ضاعف الفريق فرز وحصاد مئات الملايين من الخلايا، واستعادوا 400% من الخلايا الآكلة للورم أكثر من الأساليب الحالية.
وتحتوي معظم علاجات السرطان على مواد كيميائية سامة ومواد غريبة تسبب آثارًا جانبية ضارة وتضعف الاستجابة المناعية للجسم، ويمكن أن يؤدي استخدام الأنسجة من الجسم إلى القضاء على الآثار الجانبية وخطر الرفض.
وتقول شانا كيلي، الرائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية الانتقالية والمؤلفة المقابلة في الورقة البحثية: "شُفي الناس في عيادة الورم الميلانيني المتقدم من خلال العلاج بخلاياهم المناعية التي تم حصادها من أنسجة الورم، والمشكلة هي أنه بسبب الطريقة التي يتم بها حصاد الخلايا، فإنها تعمل فقط في عدد قليل جدًا من المرضى".
والخلايا ذات الأهمية، والتي تسمى الخلايا الليمفاوية المتسللة إلى الورم (TILs)، هي خلايا مناعية طبيعية تغزو أنسجة الورم عن طريق إشراك الخلايا في شكل من أشكال القتال اليدوي الذي يشبه شخصًا يستخدم مبيدًا حشريًا على حشائش، ولكن، في هذا السيناريو، كان الباحثون السابقون يهاجمون الحشائش بعلبة مواد كيميائية نصف منتهية الصلاحية.
هذا هو الحال في العلاجات الخلوية المستخدمة في العيادات اليوم، حيث يتم استخدام مزيج من الخلايا "المنهكة" و"الساذجة" لعلاج الأورام، فبعد استخلاصها من الأنسجة، تزرع الخلايا في مختبرات بعيدة عن المرضى الذين تم حصادها منهم، وبمرور الوقت تكون العديد من الخلايا منهكة وغير قادرة على القتال، بعد أن كانت في الورم لفترة طويلة.
وباستخدام تقنية جديدة تسمى استهداف تقارب الموائع الدقيقة للخلايا المتسللة (MATIC)، يمكن للباحثين تحديد الخلايا الأكثر نشاطًا من خلال تقنيات فرز الخلايا التي يتم تمكينها باستخدام تقنية النانو.
وفي الورقة، استخدم العلماء التقنية الجديدة للعثور على ما أطلق عليه المؤلفون تجمعات (Goldilocks) للخلايا، مما أدى إلى نتائج مثيرة في مجموعات الفئران، حيث تقلصت الأورام بشكل كبير، واختفت تمامًا في بعض الفئران، مما أدى إلى تحسن كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة مقارنة بالطرق التقليدية.
وتقول كيلي: "بدلاً من إعطاء الفئران هذا المزيج من الخلايا ذات الأنماط الظاهرية المختلفة، فإننا نعطيها النمط الظاهري للخلية الواحدة الذي يمكن أن يساعدها بالفعل، وهو ما يكون له تأثر قوي وأكثر فعالية".
ونظرًا لأن تقنية فريقها صغيرة وقابلة للتكرار بسهولة، تقول كيلي إنه سيكون من الممكن إحضار الجهاز المطبوع ثلاثي الأبعاد إلى التطبيق بالمستشفى، بدلاً من حصره في المختبر، حيث إن تقريب العلاج الخلوي من المرضى من شأنه أن يقلل بشكل كبير من تكاليف البحث والتطوير ويؤدي في النهاية إلى تقديم العلاج لعدد أكبر من الأشخاص.
aXA6IDMuMTQ1LjQ0LjIyIA== جزيرة ام اند امز