مدمر الصواريخ الباليستية بـ"الليزر".. سلاح فتاك خانته التكلفة
تخيل صاروخا باليستيا مدمرا ينطلق باتجاه الهدف قبل أن يعترضه شعاع من الليزر ويدمره.. مشهد أقرب لأفلام هوليوود لكنه كان واقعا.
إذ بدأ الجيش الأمريكي برنامج الليزر المحمول جوا "إيه بي إل" في عام 1996، وتم بالفعل اختبار نموذج تجريبي قبل تلك الفترة بأكثر من عقد.
- روسيا تروج لجيل جديد من أسلحة الليزر.. إمكانيات خارقة
- بـ"سلاح الليزر".. البحرية الأمريكية تصطاد المفخخات في خليج عدن
وبين عامي 1975 و1984، طارت طائرة سلاح الجو الأمريكي بيونغ "إن سي كي" معدلة مع نظام ليزر ثاني أكسيد الكربون "10.6 ميكرومتر" على متن الطائرة، لكن لم يتم متابعة المشروع على الرغم من أن الاختبار قدم نتائج رائعة.
وعاد الاهتمام المتزايد بالبرنامج من جديد عندما بدأ الاتحاد السوفياتي في تطوير صواريخ سكود المتقدمة خلال الحرب الباردة.
وكان رد الولايات المتحدة على ذلك التهديد هو عودة برنامج الليزر المحمول جوا، والذي أدى في النهاية إلى تطوير طائرة بوينغ "واي إي أل-1"، واستمر بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.
وقبل العمل على الخطوة الحقيقية، أجرى سلاح الجو الأمريكي اختبارات الليزر على طائرة بوينغ "747-200" متقاعدة تابعة لشركة طيران الهند في عام 2001.
كان الهدف الرئيسي هو اختبار نظام الليزر والأكسجين الكيميائي "كويل"، أو نظام ليزر الأكسجين الكيميائي وإجراء فحوصات متقنة لضمان ملاءمة جميع المكونات بشكل جيد.
وفي عام 2002 استخدمت شركة بوينغ طائرة من طراز "747-400 إف" جديدة تمامًا، وأجرت بعض التعديلات الطفيفة على هيكل الطائرة.
وقامت الطائرة بأول رحلة لها، في 18 يوليو/تموز من نفس العام، ومع ذلك لم يتم إطلاق نظام ليزر اليود والأكسجين الكيميائي أثناء الطيران حتى مارس/آذار 2007، وفي السنوات التالية أجريت المزيد من الاختبارات الأرضية.
وفي عام 2010 حققت الطائرة "واي إي أل-1" إنجازا هائلا عندما نجحت في اعتراض وتدمير صاروخ باليستي في مرحلة التعزيز، بالليزر المحمول جوا.
كما اشتبكت الطائرة مع صاروخ باليستي آخر يعمل بالوقود الصلب، في وقت لاحق من نفس اليوم، ما جعلها تستوفي جميع معايير الاختبار.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يدمر فيها سلاح محمول جواً ويعمل بالطاقة الموجهة، صاروخا باليستيا أثناء الطيران.
لكن في وقت لاحق من عام 2010، وعلى الرغم من إثبات السلاح قوته في الاختبارات، ألغت الحكومة الأمريكية برنامج الليزر المحمول جواً، وأرجعت ذلك إلى عدم القدرة على تحمل التكاليف ونقص المعرفة التكنولوجية.
وطارت "واي إي أل-1"، في رحلتها الأخيرة، في 12 فبراير/شباط 2012، إلى قاعدة ديفيس مونثان الجوية في ولاية أريزونا، حيث تم تخزينها لمدة عامين ثم تكهين الطائرة في نهاية المطاف في سبتمبر/أيلول 2014.
وأوضح تقرير صدر عام 2011 أن برنامج الليزر المحمول جوا كلف دافعي الضرائب 5 مليارات دولار على مدى 16 عاما.
وأضاف أن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق روبرت غيتس قال إن إنتاج المزيد من "واي إي أل-1" سيكلف 1.5 مليار دولار للقطعة الواحدة، و100 مليون دولار أخرى سنويا للحفاظ على صلاحيتها للطيران.
وفضلا عن التكاليف المرتفعة واجهت "واي إي أل-1" عيوبا تشغيلية أخرى، وقضايا متعلقة بالنطاق، إذ كان يجب أن تكون الطائرة قريبة جدا من أراضي العدو حتى تتمكن من تدمير صاروخ باليستي في مرحلة التعزيز.
ومنذ ذلك الحين حولت الحكومة الأمريكية تركيزها على تطوير الطائرات دون طيار لتلبية جميع احتياجاتها من نظام الليزر المحمول جوا.
وتم تغيير نظام الليزر الموجود على متن الطائرات المسيرة إلى نظام كهربائي بدلا من الليزر الكيميائي في "واي إي أل-1"، وعلى الرغم من ذلك فمن المحتمل أن الوقت لا يزال طويلا قبل رؤية أي طائرات دون طيار تعمل بهذه الإمكانات.