"أوميكرون" يخنق بيت لحم.. ومسؤول لـ"العين الإخبارية": عدنا للمربع الأول
أرادت مدينة بيت لحم أن تعوض الخسائر التي تكبدتها نتيجة جائحة كورونا فجاء متحور أوميكرون ليعيد الأمور إلى المربع الأول.
فما كادت المدينة تلتقط أنفاسها استعدادا لاحتفالات عيد رأس السنة العبرية حتى أعلنت إسرائيل عن غلق مطارها أمام السياحة ما منع السياح من الوصول إلى بيت لحم.
وقال أنطون سلمان، رئيس بلدية بيت لحم، في حديث لـ"العين الإخبارية": "كانت أمورنا قبل 27 نوفمبر/تشرين الثاني أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، لأننا كنا نبني آمالا كبيرة على عودة السياحة إلى المدينة، للأسف الشديد فإنه بعد قرار إغلاق مطار بن جوريون والحدود الإسرائيلية ومنع دخول السياحة إلى فلسطين وبيت لحم عبر المعابر الإسرائيلية انضربت البلد مرة أخرى".
وأضاف: "لقد عدنا إلى ما كنا عليه قبل شهر أكتوبر/تشرين الأول، لأن السياحة كانت متوقفة بالكامل ثم بدأت الأمور بالانفراج وبدأ دخول سياح، ولكن لم نكد نتنفس الصعداء حتى جاء قرار إسرائيل بوضع القيود على السفر وعادت الأمور إلى المربع الأول".
وليس ثمة طريق للسياح الى الأراضي الفلسطينية سوى عبر المعابر الإسرائيلية مثل مطار بن غوريون قرب تل أبيب أو المعابر البرية التي تسيطر عليها إسرائيل.
وأعلنت إسرائيل إغلاق معابرها أمام السياحة الأجنبية في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري وسط تقديرات بتمديد الحظر مع استمرار تفشي متحور أوميكرون بما في ذلك في إسرائيل نفسها.
وينظر إلى الحالة الوبائية في الأراضي الفلسطينية على أنها أفضل من تلك السائدة في إسرائيل ولكن ما يجري في إسرائيل يلقي بظلاله على الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر احتفالات عيد رأس السنة الميلادية بمثابة موسم لمدينة بيت لحم التي عادة ما يصل إليها عشرات آلاف السياح للمشاركة بالاحتفالات.
وأغلقت المدينة بالكامل العام الماضي واقتصرت الاحتفالات على السكان المحليين الذين أملوا أن يتمكنوا من تعويض أضرار العام الماضي بتدفق سياحي العام الحالي.
وقال سلمان: "قدمنا احتجاجا رسميا وأرسلنا مذكرة إلى جميع الدول التي لها تمثيل دبلوماسي في فلسطين وطلبنا منهم الاهتمام بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإعادة فتح المعابر والسماح للزائرين الأجانب بالدخول إلى بيت لحم".
وأضاف: "هناك قيود من شقين الأول وهو الدخول إلى بيت لحم والثاني قيود على المبيت في بيت لحم، وبالتالي قمنا، كبلدية، بالاحتجاج، وكان هناك تدخل دبلوماسي واضح وأبلغوا إسرائيل بوجوب فتح بيت لحم في شهر نوفمبر/تشرين الثاني للسياحة ففتحتها ثم أعادت اغلاقها في 27 نوفمبر/تشرين الثاني وبالتالي فان فترة تنفس الصعداء لم تتجاوز 20 يوما بدأت حركة السياحة بالدوران خلالها ولم تكد تبدأ حتى توقفت".
واحتج رؤساء الكنائس المسيحية في الأراضي المقدسة على تقييد دخول السياح الأجانب الراغبين بالمشاركة بالاحتفالات.
وتحتضن مدينة بيت لحم كنيسة المهد التي تعتبر من أقدس الكنائس المسيحية حول العالم وفي محيطها تجري عادة احتفالات عيد رأس السنة.
ومع إغلاق المعابر الإسرائيلية أمام السياحة فقد قال مسؤولون بالقطاع السياحي الفلسطيني إن الاف السياح الأجانب ألغوا مخططات سفرهم.
وقال سلمان: "الوضع السائد اليوم هو أن هناك ركودا اقتصاديا كبيرا وهذا نابع عن توقف السياحة لأن اقتصاد بيت لحم مبني على السياحة بالدرجة الأولى وهو مصدر الدخل الأول للاقتصاد المحلي بالمدينة وبالتالي فإن الأمور تعطلت".
وأضاف: "نحن نتكلم عن 67 فندقا وما يزيد على 120 محلا لبيع التحف الشرقية و20 مطعما سياحيا ومصانع كبيرة للخشب ومشاغل حرفيين وبالإجمال نتحدث عن قطاع واسع من الاقتصاد بالمدينة قد تجمد وتوقف".
وتابع سلمان: "الأمور الاقتصادية صعبة جدا ونتأمل أن يتحسن الوضع قليلا إذا ما أعيد فتح المعابر وهذه نقطة مهمة بالنسبة لنا".
واستدرك رئيس بلدية بيت لحم: "من جهة أخرى نحن نعتمد اليوم على أهلنا في الداخل الفلسطيني مثل الجليل والناصرة وغيرها من المدن والبلدات الذين وصلوا خلال الشهر الماضي والحالي إلى بيت لحم وقاموا بتنشيط الحركة وهو ما نعتبره مساندة كبيرة منهم تجاه بيت لحم ونأمل أن تنتهي قضية جائحة كورونا وتعود الناس إلى حياتها الطبيعية من جديد".
ومع ذلك فقد أشار سلمان إلى أن "الخسائر كبيرة ولا يمكن حصرها في المرحلة الحالية ولكن بتقديراتنا فإن الخسائر تفوق مئات ملايين الدولارات خاصة أن الخسائر مبنية على أمرين الأول وهو السياحة التي توقفت وبالتالي توقف الدخل الناتج عنها، أما الثاني فهو أن الكثير من أصحاب الصناعات السياحية كانوا يعتمدون على البنوك في الفترة ما قبل كورونا من أجل تطوير أعمالهم والآن هم في ضائقة مضاعفة".
وتوجه الأنظار إلى مدينة بيت لحم خلال الأيام المقبلة حيث تجري الاحتفالات بحلول رأس السنة الميلادية.
وقال سلمان: "قمنا قبل أيام بإنارة شجرة الميلاد، وأصررنا على إعادة الحياة الى المدينة ولكن مع تطور كورونا لا نعرف كيف سيكون الوضع في عيد رأس السنة ولكننا نميل إلى أن تعيش المدينة حياتها الطبيعية ونتأمل أن تسير الأمور بشكل جيد إلا إذا كان هناك ارتفاع في المنحنى الوبائي للإصابات لأنه عندها سيكون علينا أن نعيد دراسة استراتيجيتنا للمرحلة المقبلة".
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز