الكريسماس ورأس السنة: ما أبرز التقاليد والفرق في الاحتفال بينهما؟
مع اقتراب عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية، يكثر الحديث عن الفرق بين هاتين المناسبتين، حيث يعتقد البعض أنهما يشتركان في نفس المناسبة، لكن الحقيقة تختلف تمامًا.
يخلط الكثير من الناس بين الكريسماس ورأس السنة، معتقدين أنهما مناسبة واحدة تحدث في اليوم ذاته، وذلك بسبب قرب مواعيد الاحتفال بهما، ولكن الحقيقة هي أن عيد الميلاد المجيد (الكريسماس) ورأس السنة الميلادية هما مناسبتان مختلفتان تمامًا.
ما هو الكريسماس؟
الكريسماس أو عيد الميلاد المجيد هو عيد ديني يحتفل فيه المسيحيون بعيد ميلاد السيد المسيح «عيسى» بإقامة العزائم والتجمعات وتقديم الهدايا لبعضهم البعض، وتبادل التهاني، ويوافق عيد الميلاد المجيد في العالم الغربي، يوم 25 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام.
أما مسيحيو الشرق الأوسط أو الأرثوذكس فيحتفلون بالكريسماس أو عيد الميلاد المجيد في 7 يناير/ كانون الثاني من كل عام.
ما الفرق بين الكريسماس ورأس السنة؟
يعتبر يوم رأس السنة (النيو يير كما يطلق البعض عليه) احتفالًا غير دينيًا، وهو من الطقوس الحديثة التي يحتفل بها في جميع أنحاء العالم، للتعبير عن فرحتهم بنهاية عام وبداية آخر جديد.
وتحتفل الحضارات حول العالم ببداية كل عام جديد منذ 4 آلاف عام على الأقل، وتبدأ معظم احتفالات رأس السنة الجديدة في 31 ديسمبر/ كانون الأول (ليلة رأس السنة الجديدة)، وهو اليوم الأخير من العام، وتستمر حتى الساعات الأولى من الأول من يناير/ كانون الثاني من السنة الجديدة، وذلك بإقامة الاحتفالات وتناول الأسر لأطعمة خاصة بالعام الجديد ومشاهدة عروض الألعاب النارية.
أصل حكاية شجرة الكريسماس
لا يشعر الكثير من الناس بفرحة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة إلا بشراء شجرة الكريسماس وتزيينها بالحلي والأضواء المتلألئة، ووضع الهدايا المغلفة بعناية تحتها.
شجرة عيد الميلاد هي شجرة دائمة الخضرة، وتكون غالبًا أشجار صنوبر أو تنوب، وهي قطعة أساسية في منازل وشوارع الملايين حول العالم، تلألأ المكان وتزيده بهجة.
ما هو أصل تقليد شجرة الكريسماس؟
قبل ظهور المسيحية بوقت طويل، كان للنباتات والأشجار التي ظلت خضراء طوال العام معنى خاصًا للناس في الشتاء.
ومثلما يزين الناس منازلهم اليوم خلال موسم الأعياد بأشجار الصنوبر والتنوب، علقت الشعوب القديمة أغصانًا دائمة الخضرة على أبوابها ونوافذها، حيث كان يعتقد في العديد من البلدان أن الخضرة ستبعد السحرة والأشباح والأرواح الشريرة والمرض.
وبينما ارتبطت أشجار الكريسماس تقليديًا بالرمزية المسيحية، فإن استخدامها في العصر الحديث ووضع الهدايا حولها ليتم فتحها عشية عيد الميلاد أو يوم عيد الميلاد، فيرجع إلى ألمانيا.
وتعود النسخة الحديثة لشجرة عيد الميلاد إلى القرن السادس عشر / السابع عشر في ألمانيا، إذ يعتقد على نطاق واسع أن مارتن لوثر، الراهب الألماني والمصلح البروتستانتي في القرن السادس عشر، أول من أضاف الشموع المضاءة إلى شجرة.
كان يتجه نحو منزله في إحدى الأمسيات الشتوية، مؤلفًا خطبة، وقد شعر بالذهول من تألق النجوم المتلألئة وسط الخضرة.
ولاستعادة المشهد لعائلته، نصب شجرة في الغرفة الرئيسية ولف فروعها بسلوك شموع مضاءة.
وبعد ذلك، أدخلت شجرة الكريسماس إلى إنجلترا في أوائل القرن الـ19، وانتشرت في منتصف القرن التاسع عشر على يد الأمير ألبرت المولود في ألمانيا، زوج الملكة فيكتوريا في قلعة وندسور عام 1848، حتى أصبحت شجرة عيد الميلاد تقليدًا في جميع أنحاء إنجلترا والولايات المتحدة وكندا.
وزينت الشجرة الفيكتورية بالألعاب والهدايا الصغيرة والشموع والحلوى وخيوط الفشار والكعك الفاخر المعلق من الفروع بواسطة شرائط وسلاسل ورقية.
ثم أخذ المستوطنون الألمان إلى أمريكا الشمالية في وقت مبكر من القرن الـ17، وكانت أشجار عيد الميلاد ذروة الموضة بحلول الـ19، وكانت شائعة في النمسا وسويسرا وبولندا وهولندا أيضًا.
وبحلول تسعينيات القرن الـ19، كانت زينة عيد الميلاد تصل من ألمانيا، وكانت شعبية شجرة عيد الميلاد في ازدياد في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وقد لوحظ أن الأوروبيين استخدموا أشجارًا صغيرة يبلغ ارتفاعها حوالي 4 أقدام، بينما أحب الأمريكيون أن تصل أشجار عيد الميلاد الخاصة بهم من الأرض إلى السقف.
وشهدت خمسينيات وستينيات القرن الـ20 إنتاجًا ضخمًا لأشجار الألومنيوم والبلاستيك، إذ اكتسبت الأشجار الاصطناعية شعبية كبيرة، لا سيما في البلدان التي يصعب فيها شراء الأشجار الحقيقية، لتصبح شجرة الكريسماس طقساً سنوياً لا يكتمل إلا بوجوده، عيد الميلاد المجيد في جميع أنحاء العالم.
aXA6IDMuMTQ1LjE4Ljk3IA== جزيرة ام اند امز