غريبة أطوار التاريخ، وهي تكرر نفسها بعيد كل تجربة.
صادر حكم الرئيس بن علي الطويل الحركة السياسية في تونس، وحول نظام الحكم إلى فزاعة قاسية الملامح من القش والخشب أرهبت الناس حتى اصطدم بها البوعزيزي فأحرق نفسه وأحرقها معه، وسرعان ما وجد التونسيون أنفسهم أمام فزاعة أخرى.. بأنياب ومخالب إخوانية.. تمص الدماء وتنهب الأموال، وتزهق أرواح المعترضين، كما جرى مع المناضلين بلعيد والبراهمي.
فما أشبه اليوم بالأمس، قد يعيد التاريخ نفسه مرتين؛ المرة الأولى كمأساة، والثانية كمهزلة، كما قال الفيلسوف الألماني كارل ماركس ..
وما يجري في تونس اليوم.. هو المهزلة.
فها هو شاب تونسي آخر يسكب البنزين على نفسه ويضرم النار في جسده داخل مقر حركة النهضة الإخوانية في ضاحية "مونبليزير" بالعاصمة تونس.
الحادث تسبب بوفاة عضو من حركة النهضة وإصابة عشرات الناشطين في الحزب، بينهم نائب رئيس الحركة علي العريض، ورئيس مجلس الشورى عبدالكريم الهاروني، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية".