بين الحوثي وإسرائيل.. «كهرباء الحديدة» لمن استطاع إليها سبيلا

وجد الحوثيون في الضربات الإسرائيلية على محطات الكهرباء في الحديدة وصنعاء مبررا للتنصل من مسؤوليتهم عن توفير الخدمة لليمنيين.
فملايين السكان في الحديدة (غرب) يعيشون أسوأ عام لهم على الإطلاق إثر عجز مليشيات الحوثي في توفير التيار الكهربائي لأحياء المدينة والمديريات الريفية في المحافظة المطلة على البحر الأحمر.
ومنذ قصف اسرائيل في 20 يوليو/ تموز 2024 محطات رأس كثيب البخارية (160 ميغاواط) ومحطتي الكورنيش والحالي (28 ميغاواط) في الحديدة عجزت مليشيات الحوثي عن إصلاحها وإعادتها للخدمة مما فاقم معاناة السكان.
تدهور الخدمة وتعرفة خيالية
لا تكمن المأساة في انقطاع التيار وتدهور الخدمة فحسب في الحديدة، وإنما تمتد إلى تعرفة كهرباء هي الأغلى عالميا، إذ تقر المليشيات تسعيرة تصل لواحد دولار أمريكي لكل 2 كيلوواط.
وأبلغ سكان محليون "العين الإخبارية" أن انقطاع الكهرباء وغلاء تعرفتها مأساة تتكرر كل عام في الحديدة، إذ تستغل مليشيات الحوثي هذا القطاع في جني الأموال لتمويل مجهودها الحربي.
وتعتمد مدينة الحديدة على خطين من الكهرباء، خط ساخن وخط تجاري، إذ يعمل الأول بنظامين، نظام الطاقة الشمسية الموجودة في منطقة الصليف وتعمل خلال ساعات النهار، ونظام ليلي يعتمد على المحطة المركزية الموجودة بالكثيب ودمر القصف الإسرائيلي جزءا منها.
- اليمن يخسر 7.5 مليار دولار بسبب وقف الحوثي صادرات النفط
- رئيس «اقتصاد المقاومة الوطنية»: سخاء الإمارات أثمر نهضةً في ساحل اليمن
ووفقا لمصدر في كهرباء الحديدة لـ"العين الإخبارية" فإن الخط الساخن ينقطع بشكل يومي من 4 إلى 6 ساعات ويتم بيع الكليوواط الواحد للمواطنين بـ 230 ريالا يمنيا (صرف الدولار الواحد يعادل 535 ريالا يمنيا).
أما الخط التجاري، فهو عبارة عن محولات كهرباء تجارية بينها مولدات حكومية سيطر عليها نافذين في مليشيات الحوثي، ونُشرت في الأحياء السكنية وتقدم الخدمة بنظام فوترة نصف شهرية ويتم بيع الكيلوواط بنحو 280 ريالا يمنيا بالإضافة لنحو 50 ألف ريال مقابل تقديم الخدمة، وفقا لذات المصدر.
وأكد المصدر أن "المشتركين في الكهرباء هم أصحاب الدخل وكبار رجال الأعمال، أما بقية المواطنين من الطبقة الوسطى والفقيرة فظروفهم لا تسمح لهم بالحصول على التيار الكهربائي المقدم من الحوثيين سواء عبر الخط الساخن أو التجاري".
وأوضح أن الأسر الفقيرة تعمل في مواجهة الحر في النوم في باحة وأسطح المنازل وأزقة الحارات مستخدمة قطع كرتونية للتهوية، فيما الأسر المتوسطة تلجأ لشراء منظومات طاقات شمسية متواضعة من الأسواق ويتم تخصيصها لتشغيل أجهزة التهوية لساعات محدودة خلال الليل.
احتياج يكشف فساد الحوثيين
يقدر خبراء طاقة احتياج مدينة الحديدة لنحو 50 ميغاواط من الكهرباء لمواجهة لهيب الحر في الصيف التي تصل ذروته لأكثر من 40 درجة مئوية منذ يونيو/ حزيران وحتى شهر سبتمبر/ أيلول سنويا.
وكانت مليشيات الحوثي قد شيدت "صندوق دعم كهرباء الحديدة" عام 2017، وهو وعاء يضم مليارات الريالات لكن المليشيات لا تزال تتحكم به مركزيا وترفض شراء مولدات لتوفير الطاقة.
ويعد هذا العام، هو الأسوأ، إذ إن التوليد المتوفر بكله يصل لنحو 30 ميغاواط منها 15 ميغاواط من مشروع الطاقة الشمسية في الصليف وتعمل خلال ساعات النهار، فيما تنتج محطة رأس الكثيب فقط 10 ميغاواط عقب قصفه من قبل إسرائيل.
كما وعدت مليشيات الحوثي بإحضار مولدات لتوليد نحو 5 ميغاواط، فيما يصيب الشلل محطة الحالي الذي خرجت كليا عن الخدمة.
يقول نوح بقط وهو أحد سكان الحديدة لـ"العين الإخبارية" إن غالبية مواطني الحديدة البسطاء يعجزون عن سداد قيمة الكيلوواط المقدمة من المنظومة الكهربائية الساخنة والتجارية للحوثيين.
وأعرب بقط عن أمله في أن تتغير الأحوال في اليمن ويتم استثناء سكان الحديدة من تعرفة الكهرباء القاتلة خلال شهور الصيف سنويا أو يتم خفض تسعيرتها لتكون في متناول الجميع "لا من استطاع إليه سبيلا".
aXA6IDE4LjE5MS4xMzIuMTQzIA== جزيرة ام اند امز