الهلع من الوباء قد يكون أخطر من الوباء نفسه، فهناك حالات كثيرة من الاكتئاب والانتحار والقتل تسبب بها الخوف من المرض في العالم
تختلط المشاعر حول فايروس كورونا المستجد كوفيد 19 بين التفاؤل والتشاؤم كل يوم بل في كل ساعة بسبب تدفق الأخبار وتنوعها في ظل انتشار الفايروس السريع في أرجاء المعمورة خلال الأشهر الماضية، فالبقاء في المنزل وتصفح مواقع الإنترنت وكثرة الشائعات أثرت بشكل سلبي على نفسية الفرد والمجتمع ما أدى إلى ضغط نفسي غير مسبوق.
ربما يكون الخوف مبرراً كون البشرية لم تشهد منذ عقود خطراً يحتل تفكيرها إلى هذه الدرجة، فعلى مدار أسابيع تصدرت أخبار كورونا وأعداد المصابين والضحايا نشرات الأخبار وعناوين الصحف، ولم يغب المرض عن منصات التواصل الاجتماعي لحظة فانتشرت الهاشتاغات واستمرت التغريدات حول الوباء في سيل مستمر لا يتوقف.
ورغم أن انتشار المرض بدأ في الانخفاض مقارنة بسرعة انتشاره في شهر مارس، إلا أن الخوف من كورونا بدأ في الارتفاع فعلاً، وأصبح الجميع قلقاً، وحساساً تجاه الأخبار المتعلقة بالمرض، حتى أصبح لدى البعض حالة هستيرية من كثرة البحث في الانترنت عن علاج لكورونا، وقراءة النشرات الطبية التي تتحدث عن اللقاحات وآخر الاكتشافات، وكأن ذلك يؤثر في شيء.
الهلع من الوباء قد يكون أخطر من الوباء نفسه، فهناك حالات كثيرة من الاكتئاب والانتحار والقتل تسبب بها الخوف من المرض في العالم
الهلع من الوباء قد يكون أخطر من الوباء نفسه، فهناك حالات كثيرة من الاكتئاب والانتحار والقتل تسبب بها الخوف من المرض في العالم، علاوة على تأثر جهاز المناعة بالقلق ليكون أقل كفاءة في مقاومة الأمراض بحسب أطباء.، لكن في المقابل التهاون قد يودي بحياة الكثيرين بسبب تسارع انتشار المرض، وخطورته، فما الحل؟
لقد بينت منظمة الصحة العالمية طرق الوقاية من الفايروس بالبقاء في المنزل وغسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو بمطهر كحولي وممارسات النظافة التنفسية بتغطية الفم والأنف وتجنب الاقتراب كثيرا من الناس وتطبيق التباعد الاجتماعي، إضافة إلى تجنب لمس العين والأنف والفم، هذه ببساطة هي طرق الوقاية من كورونا، وهي ذاتها منذ ظهور المرض ولغاية اليوم، لم يتغير فيها أي بند.
إن البحث المستمر كل يوم عن طرق الوقاية من كورونا لن يضيف شيئاً، والبحث عن آخر اللقاحات والعلاجات المعتمدة لن يساهم في إيجادها، والاستمرار في قراءة أعداد الوفيات عالمياً لن يقي القارئ من احتمالية الإصابة بالمرض، ولذا فإن الإكثار من متابعة النشرات الطبية وأعداد الوفيات عديم الفائدة لاسيما مع انتشار الشائعات المغلوطة.
ختاماً حين يظهر العلاج سيعرف الجميع، حيث ستنتشر لأخبار في كافة نشرات الأخبار والصحف، فليس هنالك داع إذا لمتابعة أخبار اللقاحات كل يوم، بل ممارسة الحياة بكل أريحية مع الالتزام بالتباعد والتعقيم، والله خير الحافظين.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة