بين الحرب والهدنة.. 3 سيناريوهات لمستقبل غزة

في شوارع غزة المنهكة، تتعلق أنظار الأهالي بآخر تطورات المفاوضات، الأمل في وقف دائم للقتال لم ينطفئ بعد، لكنه يتلاشى مع كل تأخير في تنفيذ الاتفاقات، وعلى الجانب الآخر، تترقب عائلات الرهائن الإسرائيليين أي بادرة أمل قد تعيد إليهم ذويهم.
وبين الضغوط السياسية والمصالح المتضاربة، تلوح في الأفق 3 سيناريوهات قد تحدد مستقبل الحرب والسلام في غزة.
- «لا تمديد للأولى ولا مفاوضات للثانية».. هدنة غزة «عالقة» بين مرحلتين
- لم يعلن تفاصيلها.. ترامب: محادثات هدنة غزة تمضي بشكل جيد
بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن يبدأ الجيش الإسرائيلي انسحابه من محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر اليوم، لكن إسرائيل تراجعت عن هذا الانسحاب الذي كانت قد وافقت عليه في مفاوضات استغرقت شهورًا طويلة.
ويمثل الانسحاب من محور فيلادلفيا خطوة مهمة على طريق إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ولذلك أصرّ وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش على عدم تنفيذه.
وهدد سموتريتش، زعيم حزب «الصهيونية الدينية»، بالانسحاب من الحكومة في حال تنفيذ هذا الانسحاب، الذي يؤدي فعليًا إلى تنفيذ ناجح للمرحلة الثانية من الاتفاق.
واعتبر سموتريتش أن عدم الانسحاب من فيلادلفيا هو الضمانة لعدم تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، التي كان من المفترض أن تدخل حيز التنفيذ غدًا.
برفضها الدخول إلى المرحلة الثانية والانسحاب من محور فيلادلفيا، وضعت إسرائيل معادلة جديدة، وهي أن يقتصر الاتفاق على تبادل الأسرى، مع شطب كل ما يتعلق بالانسحاب من غزة وإنهاء الحرب.
ولذلك، فقد اقترحت تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لمدة 42 يومًا، شريطة أن تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين، وإلا فإن إسرائيل ستعود إلى الحرب.
ويقول محللون إسرائيليون إن إسرائيل تريد ضمان عودة الرهائن الإسرائيليين دون وقف الحرب على غزة ودون انسحاب منها.
ومن المقرر أن يعود وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم، بعد تلقي تعليمات من المستوى السياسي الإسرائيلي بشأن المفاوضات.
وستصدر التعليمات في ختام اجتماع تشاوري أمني يعقده نتنياهو مع كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين مساء اليوم.
كما أعلنت حماس رفضها تمديد المرحلة الأولى بشروط إسرائيل، مؤكدة أنه لا يوجد مفاوضات للمرحلة الثانية.
مجمل هذه التطورات تبرز 3 سيناريوهات:
السيناريو الأول: العودة إلى الحرب
لا يستبعد أحد، سواء في إسرائيل أو «حماس»، عودة الحرب، ولكن التقديرات تشير إلى أنه في حال استؤنفت، فلن تكون كما في الفترة الماضية.
فالمستوى العسكري الإسرائيلي يقرّ بأنه لم يعد هناك أهداف كبيرة لضربها في غزة بعد حرب استمرت 15 شهرًا، تم خلالها مهاجمة القطاع من الجو والبحر والبر.
والاعتقاد السائد أنه في حال استؤنفت الحرب، فستتضمن ضربات لأهداف محدودة بناءً على معلومات استخبارية، وليس حملة عسكرية واسعة، خاصة في ظل عودة أكثر من 600 ألف فلسطيني إلى شمال قطاع غزة.
ولكن اليمين الإسرائيلي يرى أن استئناف الحرب هو الخيار المفضل لتنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
ويقترح اليمين قصفًا متواصلًا على أماكن تواجد المدنيين، لإجبارهم على التجمع في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة، قبل طردهم إلى خارج القطاع.
لكن هذا التصور يتعارض مع رغبة الغالبية العظمى من الإسرائيليين، الذين يطالبون بعودة الرهائن الإسرائيليين أحياء.
وهناك إجماع في إسرائيل على أنه من غير الممكن إعادة الرهائن أحياء دون اتفاق، بعد فشل الخيار العسكري والاستخباراتي طوال 15 شهرًا في تحقيق ذلك.
ولذلك، فإن المزاج العام في إسرائيل يميل إلى تسوية لا تعيد الحرب، ولكنها تضمن استعادة الرهائن.
السيناريو الثاني: تنفيذ المرحلة الثانية
يقضي هذا السيناريو بأن تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق الذي وقعته، وتنفذ المرحلة الثانية، لكنه يبقى احتمالًا ضعيفًا.
ويتطلب هذا السيناريو ضغطًا من الولايات المتحدة الأمريكية على إسرائيل لإجبارها على تنفيذ الاتفاق.
وتصرّ الإدارة الأمريكية على ضرورة تنفيذ المرحلة الثانية، لكنها في الوقت ذاته تسمح لإسرائيل بالمناورة، عبر طرح تمديد المرحلة الأولى كبديل.
السيناريو الثالث: تمديد وقف إطلاق النار
هذا السيناريو يقضي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
لكن «حماس» رفضت الموقف الإسرائيلي الداعي إلى التمديد دون ضمانات بتنفيذ المرحلة الثانية، في حين رفضت إسرائيل موقف «حماس» الذي يطالب بالانتقال مباشرة إلى المرحلة الثانية كما نص الاتفاق.
ومع ذلك، لا يبدو أن الطرفين وصلا إلى طريق مسدود، إذ من الممكن التوصل إلى حل وسط يلبي بعض مطالب الطرفين دون تحقيقها بالكامل.
فإسرائيل تريد إطلاق سراح رهائنها، بينما تطالب «حماس» بخطوات إضافية باتجاه الانسحاب الإسرائيلي من غزة، أو حتى إعلان رسمي بإنهاء الحرب.
وسيتعين على الوسطاء، في ظل استبعاد السيناريو الثاني والخشية من السيناريو الأول، العمل على إيجاد حل وسطي مقبول للطرفين، يجنب العودة إلى الحرب.
aXA6IDE4LjIxNi41OS4yNTIg جزيرة ام اند امز