أيام حاسمة لمستقبل وقف إطلاق النار في غزة وحكومة نتنياهو

يواجه مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة أيامًا حاسمة قد تحدد أيضًا مصير حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
فنتنياهو يقف أمام ثلاثة احتمالات، وهي: أولًا، العودة إلى الحرب، مما سيعرضه لانتقادات حادة محلية ودولية، أو الذهاب إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، مما قد يؤدي إلى سقوط حكومته، أو تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، وهو ما يحتاج إلى موافقة حماس.
وبدأ مسؤولون في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتسريب بأنه قرر الذهاب باتجاه تمديد المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار لمدة 42 يومًا إضافية، وسط تقديرات بأن حماس ستوافق مع حلول شهر رمضان.
وبمقابل التمديد وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين الأحياء، يعرض نتنياهو على حركة حماس إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وإدخال منازل متنقلة "كرافانات".
ولكن حماس تربط إطلاق سراح المزيد من الرهائن بإطلاق سراح أسرى وتحويل وقف إطلاق النار إلى وقف مستدام وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة.
ويأمل نتنياهو أن تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من إقناع وزير المالية وزعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش بالبقاء في الحكومة في حال اضطر إلى تقديم المزيد من التنازلات لحركة حماس.
ويصل سموتريتش إلى واشنطن خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث من المقرر أن يتم استقباله لأول مرة من قبل مسؤولين أمريكيين.
ولأن سموتريتش من قادة المستوطنين، فإن ثمة تقديرات بأن واشنطن ستبلغه بأنها ستوافق على ضم إسرائيلي في الضفة الغربية في حال أقدمت إسرائيل على مثل هذه الخطوة.
ومن المقرر أن تبحث اللجنة الوزارية لشؤون التشريع الإسرائيلية يوم الأحد مشروع قانون لضم المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقدس الشرقية إلى إسرائيل ضمن مشروع "القدس الكبرى".
ويدور الحديث عن مستوطنات ضخمة مثل "معاليه أدوميم"، شرق القدس، و"غوش عتصيون"، جنوب القدس، ومستوطنات أخرى.
ومن شأن هذا القانون أن يحظى بالمصادقة في الكنيست حال تقديمه إليها، لوجود دعم واسع له سواء في الحكومة أو المعارضة اليمينية.
ويجد الوسطاء، مصر وقطر، صعوبة في التوفيق بين مطالب إسرائيل ومطالب "حماس"، ولكن ما يشجعهما هو موقف المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الراغب في استمرار وقف إطلاق النار لإعادة المزيد من الرهائن الإسرائيليين.
كما أن ويتكوف ينتظر من القمة العربية مطلع الشهر المقبل إقرار الخطة المصرية لليوم التالي في غزة، والتي من شأنها أن تتحول إلى خطة عربية تفسح الطريق أمام نهاية للحرب.
وقد أنهى الوفد الإسرائيلي المفاوض جولة من المفاوضات اليوم الجمعة، على أن يعود إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم غد بعد إطلاع القيادة الإسرائيلية على نتائج المفاوضات وتلقي التفويض بشأن المفاوضات غدًا.
وقال مصدر سياسي إسرائيلي في تعميم تم توزيعه على وسائل الإعلام: "من المتوقع أن يعود فريق التفاوض إلى إسرائيل من القاهرة الليلة، وستستمر المحادثات غدًا".
وبدوره، فقد نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤول إسرائيلي قوله: "من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء، الليلة، جلسة مشاورات بشأن المفاوضات حول صفقة الرهائن".
وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن "هذه استشارة غير عادية ليلة الجمعة".
وقال: "يشارك في المشاورات رؤساء مؤسسة الأمن والوزراء: يسرائيل كاتس (الدفاع)، جدعون ساعر (الخارجية)، رون ديرمر (الشؤون الاستراتيجية)، بتسلئيل سموتريتش (المالية)، والنائب أرييه درعي (زعيم حزب شاس)".