بايدن وترامب والولاية الثانية.. «رصاص صامت» يطارد «الرجل القادم»
عندما تولى جو بايدن الرئاسة تعامل مع دونالد ترامب مثل شخصية «فولدمورت» الشريرة في «هاري بوتر»، مكتفيا بوصفه بـ«الرجل السابق».
وهذا النهج تمنى العديد من كبار مستشاريه العودة إليه، لكنهم بدلاً من ذلك يجدون أنفسهم يتصارعون مع كيفية التعامل مع الرجل الذي أصبح الآن «الرجل القادم»، وفق صحيفة «واشنطن بوست».
وفي رحلته الأخيرة إلى قمة عالمية كبرى، واجه مساعدو الرئيس المنتهية ولايته وابلًا من الأسئلة الإعلامية حول رئاسة ترامب الوشيكة.
وخلال توجه بايدن، قبل يومين، من واشنطن إلى بيرو على متن طائرة الرئاسة، واجه مستشاره للأمن القومي، جيك سوليفان، أسئلة من المراسلين حول ما يمكن أن ينجزه الرئيس في رحلته الخارجية الأخيرة.
وبدا منزعجًا من أن التركيز انصرف عن بايدن ورحلته الأخيرة إلى قمة دولية، وانصب بد ذلك على سلفه الذي تحول إلى خليفته، وإيلون ماسك والتعليقات المهينة حول الفلسطينيين التي أدلى بها مايك هاكابي، الذي اختاره ترامب لمنصب السفير لدى إسرائيل.
وأيضا على تصريحات حول روسيا وسوريا أدلت بها تولسي غابارد التي اختارها ترامب مديرة للاستخبارات الوطنية، في مشاكل لترتيبات تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحلفاء الأوروبيين.
«لا تعليق»
رد سوليفان بالقول: "ليس لدي أي تعليق على مرشحي الرئيس ترامب".
وكان بايدن يزور ليما في بيرو لحضور منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، حيث عقد اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا.
وناقش الجانبان التوترات المتزايدة مع كوريا الشمالية والمخاوف بشأن قدراتها الصاروخية والنووية المتنامية، وفي بداية الاجتماع، أشار بايدن إلى مدى أهمية بقاء الدول الثلاث على نفس الموقف، ثم التقى بالرئيس البيروفي دينا بولوارت.
وخلال الاجتماعات، استمر الصحفيون في طرح أسئلة على بايدن بشأن ما إذا كان يجب على الحلفاء القلق بشأن رئاسة ترامب المحتملة، لكنه اكتفى بالابتسام دون تقديم إجابة.
وقال مسؤولون في الإدارة الأمريكية، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن ترامب لم يُذكر في أي من الاجتماعات التي عُقدت، الجمعة، موضحين أن الجزء الأكبر من النقاش مع كوريا الجنوبية واليابان تركز على التحالف بين روسيا وكوريا الشمالية.
وتجنبت الإدارة الأمريكية أيضًا أي إشارات إلى ترامب خلال اجتماع بايدن مع بولوارت، حيث قال المسؤولون إن اللقاء كان موجهًا نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وبيرو، مع التركيز على الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية.
وكان بايدن قد تجنب أيضًا الإجابة على أسئلة متعلقة بالانتخابات، حيث لم يتحدث مع الصحافة منذ خسارة نائبة الرئيس كامالا هاريس أمام ترامب في انتخابات 5 نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري.
كما واجه مسؤولو البيت الأبيض صراعا نتيجة التناقض الواضح بين خطاب بايدن قبل الانتخابات وأفعاله في أعقابها. فخلال الحملة، وصف بايدن ترامب مرارًا بأنه تهديد وجودي للديمقراطية، مما يشير إلى أن البلاد لن تظل على حالها إذا انتُخب.
لكنه بعد الانتخابات، لم يكتف بالاتصال بترامب ودعوته إلى البيت الأبيض، بل نشر صورًا لهما وهما يبتسمان معًا ويضحكان.
وقالت جان بيير إن بايدن متمسك بتعليقاته بأن ترامب يشكل تهديدًا للديمقراطية، حتى مع محاولته الإشراف على انتقال منظم للسلطة.
واعتبرت أن "كل ما أصدره خلال السنوات الأربع الماضية تقريبًا حول أفكاره بشأن الديمقراطية - الديمقراطية كتهديد - لا يزال قائمًا، هذا لم يتغير".
لكنها أشارت إلى أن بايدن يعتقد أن الناخبين اتخذوا قرارهم ولديه مسؤولية احترام هذا الاختيار.
وختمت بالقول: "ما تغير هو أنه كانت هناك انتخابات. وهذا هو الشيء: الانتقال، الانتقال المنظم للسلطة، هو جزء من مبدئنا الديمقراطي".