"بعبع الصين".. لماذا تتصدر سيؤول وطوكيو زيارة بايدن لآسيا؟
عادة ما تأتي زيارة الرؤساء الأمريكيين لليابان في صدارة رحلاتهم الخارجية للتأكيد على التعاون المشترك في مواجهة التوترات بالمنطقة.
خلال جولته الآسيوية، ستتاح للرئيس الأمريكي جو بايدن فرصة رئيسية لتعزيز الشراكات مع كوريا الجنوبية واليابان وكذلك إعادة التأكيد على أهمية المنطقة للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالصين، وفقا لمجلة فورين بوليسي.
ويرى يون صن، الزميل البارز في مركز ستيمسون، أن "الصين هي الهدف الأساسي لهذه الزيارة، ليس هناك من طريقة أفضل للإعلان عن ذلك".
ولطالما اعتبر الزميل في مركز ستيمسون أن بكين ظلت على رأس أولويات أجندة الأمن القومي لواشنطن.
وتسعى الإدارة الأمريكية للتنسيق والتعاون مع الحلفاء والشركاء من أجل التعامل مع الصين بشكل أكثر فعالية.
ولذا، تأتي زيارة بايدن تأكيدا لاستراتيجيته التي تجعل مواجهة بكين جزءا مركزيا من سياسته الخارجية، مع تصاعد التوترات حول الملاحة والسيادة في بحر جنوب الصين ومستقبل تايوان.
وليس أدل على القلق الأمريكي تجاه الصين أكثر من تلك الوثيقة التي أصدرتها إدارة بايدن بعد شهر ونصف الشهر من دخوله البيت الأبيض، والتي حملت عنوان "التوجيه الاستراتيجي المؤقت لاستراتيجية الأمن القومي"، التي تتضمن توجهات الإدارة الجديدة لوكالات الأمن القومي.
عدد أوراق المذكرة العشرين، ذُكرت الصين 15 مرة، وهو ما يدلل على مدى المخاوف التي تعترض واشنطن تجاه بكين.
وقد طالبت الوثيقة بضرورة تأهب الولايات المتحدة لمخاطر الصين بقولها: "يجب علينا أن نتأهب لحقيقة أن توزيع القوة والنفوذ في جميع أنحاء العالم يتغير، مما يخلق تهديدات جديدة".
وذكرت الوثيقة أن الصين، خاصة، أصبحت وبسرعة أكثر حزما وتصميما هي المنافس الوحيد القادر على الجمع بين القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية، وتحدي "النظام الدولي المنفتح والمستقر".
ويعتقد إيفان فايغنباوم خبير الشؤون الصينية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي أن "سياسة بايدن تجاه الصين تبدأ بالحلفاء والشركاء، وليس بالاندفاع إلى بكين للتفاوض على شروط مستقبل المنطقة".
وربما كان ذلك السبب في أن تكون كوريا الجنوبية واليابان أولى محطات الزيارات الخارجية لوزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستن. وكذلك زيارة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي سنغافورة وفيتنام في أواخر أغسطس/آب الماضي.
كل تلك الزيارات تعكس بشكل واضح اهتمام إدارة بايدن المتزايد بتوسيع تحالفاتها لمواجهة الصين.
ويرى إيفان ميديروس، المتخصص في شؤون آسيا في إدارة باراك أوباما، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن: "هذه (الرحلة) تدور في جوهرها حول بناء شبكة تحالف في شرق آسيا"، لمواجهة أي إجراءات صينية ضد تايوان.
ووفقا للوكالة فلن تكون العقوبات الشاملة التي قادها بايدن ضد روسيا بهذه البساطة ضد بكين. فالصين هي الشريك التجاري الأكبر لكوريا الجنوبية، وأكبر مصدر للسلع التي تستوردها اليابان.
ويعتقد مايكل جرين المتخصص في شؤون آسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن أن "الرئيس محظوظ بقادة كل من كوريا الجنوبية واليابان.. فقد مرت 20 عامًا على الأقل منذ أن توجه رئيس أمريكي إلى طوكيو وسيؤول ولقي هذا التأييد من قادة كلا البلدين للتحالف مع واشنطن".
كما تطمح الإدارة الأمريكية خلال الزيارة إلى إذابة الجليد بين كوريا الجنوبية واليابان، والتي تشوبها التوترات بين الحين والآخر بالنظر الى الحقبة الاستعمارية اليابانبة لشبه الجزيرة الكورية بين عامي 1910-1945.
ولا تزال الحقبة الاستعمارية تشكل حاجزا نفسيا يمنع تقارب الدولتين بالرغم من توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بينهما عام 1965.
زيارة سيد البيت الأبيض تأتي على وقع إعلان الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون استعداد بلاده لإجراء تجربة نووية جديدة خلال فترة الزيارة، على غرار ما قام به خلال زيارتين سابقيتين للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عامي 2014 و2016، في إشارة واضحة مفادها أن بيونج يانج لا ترحب بوجود بايدن، كما لا تقيم وزناً لحلفاء واشنطن في المنطقة.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز