جرس إنذار.. شمس إنجازات بايدن تغيب عن الناخبين من أصل أفريقي
وسط منافسة شرسة مع خصمه السابق لجذب شرائح أكبر تؤهله لإعادة انتخابه رئيسًا لأمريكا، ضلت بوصلة جو بايدن نحو كتلة الناخبين من أصل أفريقي.
فقبل نحو 5 أشهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، دق جرس إنذار جديد يدق لينبه الرئيس جو بايدن بأن الوقت ينفد لتوصيل رسالته للناخبين من أصل أفريقي من أجل إبقائهم ضمن ائتلافه.
كتلة يبدو أنها تفتقر إلى معرفة «الإنجازات السياسية» للرئيس الأمريكي، ما دفع مسؤولين ديمقراطيين من أصل أفريقي إلى توجيه تحذير علني لبايدن أعربوا خلاله عن قلقهم من أن حملة الأخير لم تدرك بشكل كامل مدى خطورة فجوة المعلومات الموجودة، وخاصة في الولايات المتأرجحة التي تمثل ساحة معركة رئيسية، بحسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
وقال النائب الديمقراطي ستيفن هورسفورد من ولاية نيفادا: «أنا في ولاية تمثل ساحة معركة.. أعرف ما تم وما لم يتم.. لقد شعرت بمستوى من الانفصال في وقت سابق بشأن الرسالة والتعبئة»، مشيرا إلى أنه طرح هذه القضية مباشرة على الحملة.
تفاقم الأزمة
وقالت النائبة الديمقراطية جاسمين كروكيت من تكساس إن اتجاه الناخبين بشكل متزايد إلى المزيد من مصادر المعلومات غير التقليدية ساهم في تفاقم المشكلة، مضيفة: «أعتقد أن الطريقة التي نتواصل بها قد تغيرت بحيث إذا لم تستثمر في وقت مبكر، فستكون هناك مشكلة.. لا أقول إن هذه هي اللحظة الأخيرة، لكننا في وقت عصيب».
وأعرب الديمقراطيون عن مخاوف أخرى مثل استياء الشخصيات المؤثرة والإعلاميين من أصل أفريقي من بايدن الذي تجنب إجراء مقابلات كبيرة ومشاركات أكثر في الحملة الانتخابية، مما جعله أقل وصولاً للناخبين، في حين أن مجتمع الأمريكيين من أصل أفريقي منفتح على حملة الرئيس السابق دونالد ترامب.
سياسات بايدن
ووفقا لاستطلاعات الرأي، يدعم الناخبون من أصل أفريقي سياسات بايدن مثل تخفيف ديون الطلاب وتمويل كلياتهم التاريخية، إلا أن التضخم يظل مصدر قلق كبير كما هو الحال مع الناخبين الأمريكيين بشكل عام.
مخاوف قد تكون حاسمة بشكل خاص في ولايات متأرجحة مثل جورجيا، حيث يشكل الناخبون من أصل أفريقي حوالي 32% من الناخبين، فيما يمثلون حوالي 22% في ولاية كارولينا الشمالية، أما بنسلفانيا فيمثلون حوالي 10% من الناخبين.
وقال هورسفورد إن هناك تغييرات مثل حملة «الناخبون من أصل أفريقي لبايدن وهاريس» التي أطلقها فريق الرئيس ضمن تجمع انتخابي مع بايدن ونائبته كمالا هاريس في كلية للأمريكيين من أصل أفريقي في فيلادلفيا.
ويشير الديمقراطيون إلى فجوة خطيرة في المعلومات تؤدي إلى تراجع الحماس لبايدن؛ ففي كارولاينا الشمالية قال الناخبون الذين دعموا الرئيس في 2020 إنهم شعروا أن الوعود التي قطعها لمجتمعهم لم تؤت ثمارها.
وفي تصريحات لـ«بوليتيكو»، قال أدريان شروبشاير، المدير التنفيذي للجنة العمل السياسي "BlackPAC" إنه «عندما تقول للناس هذا ما فعلته إدارة بايدن، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي تهتم بها مجتمعات الأفارقة يتفاجأ الناس حقًا».
والناخبون الذين ركزت عليهم اللجنة هم الأفارقة من الطبقة العاملة، الذين لا يلتحقون بالكليات. وتعتقد اللجنة أنهم لم يسمعوا بعد عن إنجازات بايدن، رغم أنه بإمكانهم تحديد نتائج الانتخابات في ولايات رئيسية.
كتلة حاسمة
ويعد الناخبون من أصل أفريقي أحد أهم الكتل بالنسبة لبايدن، حيث كانت النساء الأفارقة خاصة الأكبر سنا هم العمود الفقري للديمقراطيين لسنوات، لكن استطلاعات الرأي تكشف أن الناخبين الشباب والرجال الأفارقة مستاؤون من الرئيس.
#الانتخابات_الأمريكية_2024.. دليلك الكامل للمكتب البيضاوي
— العين الإخبارية (@AlAinNews) May 24, 2024
للتفاصيل | https://t.co/b3j6gER7OA#عينك_على_العالم pic.twitter.com/jzIu1mLicX
وقال مسؤول كبير في حملة بايدن إن الحملة ليست غافلة عن إحباط قادة الناخبين من أصل أفريقي أو أهمية إعادة هذه الكتلة التصويتية واعترف بوجود نقص في الوعي بإنجازات بايدن بين هذه الفئة لكنه أعرب عن تفاؤل الحملة بشأن مواجهة هذا التحدي.
وهذا الشهر، أنفقت حملة ملايين الدولارات في وسائل الإعلام التابعة الموجهة للناخبين من أصل أفريقي بما في ذلك سلسلة من الإعلانات التلفزيونية والإذاعية التي تتحدى سجل ترامب مع هذا المجتمع.
والتقى الرئيس بأفراد من مجتمع الأفارقة وتحدث في فعاليات انتخابية في ديترويت وواشنطن وخلال العام الجاري أجرى بايدن 12 مقابلة مع صحفيين أو إذاعيين من أصل أفريقي.
وفي بيان لها، قالت حملة بايدن "نعتقد أن الناخبين من أصل أفريقي يستحقون الاستماع إلى فريق بايدن-هاريس".
ويشعر بعض النشطاء بالقلق من أن مبادرات بايدن وفريقه موجهة نحو الشريحة الخاطئة من الناخبين وأن على الرئيس المغامرة خارج المناطق التي تلبي احتياجات شريحة أكبر من النخبة والمتعلمين بالجامعة.
aXA6IDE4LjIyMC4yMjIuMTg4IA== جزيرة ام اند امز