تفوق ساحق بـ«المال» وزيارات مكوكية.. سر اهتمام بايدن بمسقط رأسه
إنفاق على الدعاية يفوق 4 أضعاف الخصم، وزيارات متكررة، يبرزان اهتماما متزايدا من الرئيس جو بايدن، في مسقط رأسه، قبل أشهر من الانتخابات
وكان تجمع بايدن مع نائبته كامالا هاريس في كلية جيرارد، أمس، خامس زيارة للرئيس إلى منطقة فيلادلفيا، وسابع زيارة لمسقط رأسه ولاية بنسلفانيا في عام 2024.
بل افتتحت حملة الرئيس عشرين مكتبًا ميدانيًا في الولاية، وضخت عشرات الملايين فيها، حيث فاق إنفاقه على الرئيس السابق دونالد ترامب ومؤيديه في بنسلفانيا، أكثر من 4 إلى 1، وفق صحيفة بوليتيكو الأمريكية.
ويوم الأربعاء، وفي حديثه في مدرسة ذات أغلبية سوداء في أكبر مدن الولاية، استخدم بايدن وهاريس ظهورًا مزدوجًا نادرًا في الحملة الانتخابية لإطلاق جهود واضحة لجذب الناخبين السود المهمين.
قليلة هي الولايات التي تجسد التحديات الحادة التي يواجهها بايدن في مباراة العودة ضد ترامب أكثر من ولاية بنسلفانيا، حيث يظهر فيها الرئيس باستمرار، لكنه لا يزال متأخرا عن خصمه.
وضع صعب
ولا تقتصر استطلاعات الرأي على أن بايدن في وضع غير مواتٍ في ولاية فاز بها بنقطة مئوية واحدة فقط في عام 2020، ولكن استطلاع رأي أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الشهر سلّط الضوء على تدهور دعم الرئيس لدى الناخبين الشباب منذ انتخابه، فضلاً عن تراجع دعمه بين الناخبين السود وذوي الأصول الإسبانية.
بل إن مرشح الحزب الديمقراطي بوب كيسي لانتخابات الكونغرس في ولاية بنسلفانيا، يتفوق على بايدن في معدلات الشعبية في الولاية، بـ10 نقاط.
ويعول بايدن كثيرًا على ولاية بنسلفانيا، التي كانت مقر حملته الانتخابية لعام 2020، ودائما ما يشيد بالولاية، بل تعتقد حملته أن بإمكان الرئيس تعويض بعض خسائره مع الدوائر الانتخابية الرئيسية، فيها.
وقال جيف غارين، مسؤول استطلاعات الرأي في حملة بايدن: “هناك الكثير من الفرص المتاحة لجو بايدن في بنسلفانيا - مع الناخبين السود والشباب، ونحن نرى الكثير من الفرص في استطلاعات الرأي."
قبل أن يستدرك ”لكننا واقعيون بشأن الوقت والجهد اللازمين لتحقيق هذه الإمكانية. لم تُبن روما في يوم واحد، ولن يتم الفوز بولاية بنسلفانيا في يوم واحد. ولكن في نهاية المطاف، نشعر بالثقة في أن الرئيس سيفوز بولاية بنسلفانيا مرة أخرى".
والأربعاء، ناشد بايدن وهاريس بشكل علني الناخبين السود، الذين قد تؤدي خسارتهم إلى كارثة بالنسبة في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
وتخطط الحملة لاستثمار ثمانية أرقام في التواصل مع مجموعات الطلاب السود والمنظمات المجتمعية والدينية في جميع الولايات التي تشهد معارك في الأشهر المقبلة.
وقالت هاريس لحشد صاخب ”في عام 2020، ساعدنا الناخبون السود في فيلادلفيا وفي جميع أنحاء أمتنا في الفوز بالبيت الأبيض“.
وأضافت: ”وفي عام 2024 بصوتكم وقوتكم، سنفوز مرة أخرى“، وذلك بعد لحظات من خروجها هي وبايدن معًا على وقع هتافات ”أربع سنوات أخرى“.
بايدن يهاجم ترامب
وفي تصريحاته، انتقد بايدن ترامب بشدة، فيما يتعلق بموقفه من الأعراق المختلفة، وقال: ”هذا هو نفس الرجل الذي أراد إطلاق الغاز المسيل للدموع عليكم أثناء احتجاجكم السلمي على مقتل جورج فلويد.. إنه ذلك المالك الذي يرفض طلبات السكن بسبب لون بشرتك.. إنه ذلك الرجل الذي لا يقول إن حياة السود مهمة ويستدعي مصطلحات النازيين الجدد والرايخ الثالث".
وتابع ”دونالد ترامب يروّج الأكاذيب والصور النمطية من أجل الحصول على أصواتكم حتى يتمكن من الفوز لنفسه وليس لكم“.
ويتوقع مساعدو بايدن وحلفاؤه، سباقًا رئاسيا متقاربًا في الأشهر المقبلة، معتبرين أن مهمة بايدن الأكبر هي اختراق الناخبين المترددين الذين لم يحسموا أمرهم بعد.
وأشار أحد مسؤولي حملة بايدن لـ"بوليتيكو"، إلى أن الهدف الآن ليس تغيير أرقام استطلاعات الرأي، بل استخدام الأشهر القليلة المقبلة للوصول إلى هؤلاء الناخبين من خلال طوفان من السفر والظهور الميداني والإعلانات المدفوعة.
وحتى الآن، يتفوق بايدن وحلفاؤه على ترامب وزملائه الجمهوريين من حيث الإنفاق على الدعاية في بنسلفانيا، بحوالي 42 مليون دولار.
رؤية مستقبلية
ولا ينكر الديمقراطيون التحديات التي تواجه بايدن، لكن البعض يجادل بأن صعود الرئيس فيها ليس أكثر حدة من ترامب.
إذ قال مايك ميكوس، وهو خبير استراتيجي ديمقراطي في الولاية، إن "الرئيس السابق سيتعين عليه للفوز بولاية بنسلفانيا أن يقلص هوامش تقدم بايدن في ضواحي بيتسبرغ وفيلادلفيا وإلى حد ما في هاريسبورغ، حيث لا يزال الإجهاض قضية محورية بالنسبة للناخبين.".
ويتابع "لا يزال أمام ترامب عمل يتعين عليه القيام به لاستمالة الناخبين الجمهوريين في الولاية، بعد أن حصلت نيكي هايلي، على الرغم من انسحابها من السباق قبل التصويت في الانتخابات التمهيدية بالولاية هذا الشهر، على 20 إلى 25 في المئة من الأصوات في مقاطعات الضواحي المحيطة بفيلادلفيا".
ولفت إلى أن ”خلاصة القول هي، هل هناك احتمال لخسارة بايدن ولاية بنسلفانيا؟ نعم. هل أعتقد أن ذلك سيحدث؟ لا. بصراحة تامة. السبب: عليك أن تنظر إلى هؤلاء الناخبين في الضواحي".