بايدن لن يدعم الإخوان.. خبير سياسي يفسر الأسباب
استبعد خبير سياسي منح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وفريقه المعاون أي دعم لجماعة الإخوان الإرهابية كما تتوهم.
فبخلاف ما يتوهمه ويأمله تنظيم الإخوان الإرهابي، فإن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وفريقه المعاون، لن يدعموا التنظيم بمصر في العودة للمشهد السياسي من جديد، أو إيجاد موطئ قدم له مجددا في المجال العام.
ولم يسارع تنظيم الإخوان فقط إلى تهنئة بايدن، عقب فوزه في الانتخابات الرئاسية ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب، بل عملت من قبل فوزه عبر منصاتها وقنواتها للتبشير بقرب مجيئه.
وفي وقت سابق، أصدرت الجماعة الإرهابية بيانا ثمنت فيه العملية الانتخابية في أمريكا، مشيرة إلى أن انتصار بايدن هو "الفوز الذي يبرهن على أن الشعب الأمريكي ما زال قادرا على فرض إرادته".
لم يجد التنظيم فرصة أفضل من الانتخابات الأمريكية أملا في استعادة دعم واشنطن، ما يجعلها ترى في المرشح الديمقراطي بايدن طوق نجاة لها، سواء دوليا أو محليا في مصر.
مساحة في المجال العام
ويرى الباحث المتخصص بشؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجيةالدكتور أحمد كامل البحيري، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن كل ما يريده تنظيم الإخوان من التقرب للإدارة الأمريكية الجديدة ليس الضغط من أجل العودة لحكم مصر، بل مساعدتها فقط أن يكون لها مساحة جديدة في المجال العام، والتوقف عن اعتبارها جماعة إرهابية، والدخول في قواعد اللعبة الديمقراطية.
ومن وجهة نظر البحيري، لن يدعم جو بايدن تنظيم الإخوان، بعكس ما تحاول أبواق الإخوان الإعلامية، وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الترويج له.
وأوضح: بايدن أقرب إلى الجمهوريين التقليديين في التوجه والموقف من الإسلامي السياسي، ودلل بأن بايدن كان على خلاف كبير مع باراك أوباما بشأن موقف الأخير من الثورة المصرية عام 2011، فكان مع بقاء الرئيس الراحل حسني مبارك، وعدم دعم الإخوان.
ومنذ بداية عهد أوباما عام 2009، ارتأت الإدارة الأمريكية وجود شراكة سياسية مع تيار الإخوان، بل ودعمه في الوصول لسدة الحكم في عدة دول عربية، وذلك بتأثير من اللوبي الإخواني ودوائر أكاديمية أثرت عليها الجماعة الإرهابية طوال سنوات.
لكن سرعان ما انكشف الوجه القبيح للجماعة الإرهابية، وفشلت تجربة حكمهم في مصر وتونس، وأصبحت منبوذة شعبيا ومحاصرة دوليا.
موقف الإخوان تابع لأنقرة
الباحث بمركز الأهرام أكد أن العلاقة بين الإخوان وإدارة بايدن يحكمها مسار أساسي هو أن التنظيم في الوقت الحالي ليس فصيلا مستقلا، مردفا: "يرتبط تنظيم الإخوان بعلاقة عضوية وتبعية للنظام التركي، ما يعني أن التنظيم سيتحرك دائما في فلك شكل العلاقة بين تركيا والإدارة الأمريكية الجديدة".
في هذا الصدد، يرصد "البحيري" شواهد على نقاط خلافية عديدة تشوب العلاقة في الوقت الحالي بين إدارة بايدن وتركيا.
وأوضح: يرفض الرئيس الأمريكي المنتخب بشدة التدخل التركي في الشمال السوري، إضافة إلى موقف أنقرة الرافض لاتفاقات السلام مع إسرائيل، وهو أمر يستنكره بايدن.
وأردف: بايدن أعلن مؤخرا أنه سيعمل على إعادة ترتيب علاقة بلاده مع الاتحاد الأوروبي، وإحياء الناتو كفاعل إقليمي ودولي، وفي ظل العلاقة المتوترة بين نظام أردوغان وأوروبا سينحاز بايدن للأخير على حساب أنقرة.
توتر شديد بين واشنطن وأنقرة
ولفت البحيري إلى أن العالم العربي يجب أن يستفيد من التوتر الشديد في العلاقة بين أنقرة والإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال: أي تأخير من جانب العالم العربي في التواصل مع المرشحين لقيادة بعض الملفات أو الوزارات الجديدة، سوف يصب في المقابل لصالح تفاهمات بين نظام أردوغان والإدارة الأمريكية الجديدة لاحقا، خاصة أن الأتراك لديهم أوراق كثيرة في المنطقة.
انتهازية الإخوان
وفي قراءته لبيان تنظيم الإخوان عقب فوز "بايدن"، اعتبر البحيري أن البيان محاولة للاقتراب من الفريق المعاون لـ"بايدن" ومغازلته عبر الزعم أن التنظيم مع الديمقراطية، ويرتبط في تحركاته بقيم العدالة والتعددية والحريات وحماية حقوق الإنسان.
ويكشف بيان الإخوان -يضيف البحيري- من حيث المضمون عن أن التنظيم بات في أضعف حالاته، ويعكس انتهازيتها، حين تضمن منطلقات بعيدة عن ثوابت كانت ترددها الجماعة؛ بينها الدخول في قواعد اللعبة الديمقراطية.
وواصل: "البيان محاولة جديدة من الإخوان لتسويق نفسها باعتبارها داعمة للحرية والديمقراطية وبعيدة عن العنف".
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز