إدارة ترامب تخطط لتصنيف "الحوثي" منظمة إرهابية
كشفت مجلة "فورين بوليسي" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستعد لتصنيف مليشيات الحوثي في اليمن "منظمة إرهابية".
قرارٌ يبقى غير مؤكد رسميا حتى هذه اللحظة، لكنه يأتي قبيل انتهاء ولاية ترامب الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام خصمه الديمقراطي جو بايدن.
ونقلا عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، قالت "فورين بوليسي" إن إدارة ترامب تستعد لتصنيف المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران كمنظمة إرهابية، قبل مغادرة منصبه في يناير/كانون الثاني القادم.
وفيما تحاول الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية ثني إدارة ترامب عن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية أجنبية، من شأن القرار الوشيك منح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "انتصارا آخر في استراتيجيته المناهضة لإيران"، أثناء زيارته لإسرائيل والسعودية والإمارات، هذا الأسبوع. وفق تقديرات المجلة.
والسعودية التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، منذ أكثر من خمس سنوات، كانت قد صنفت الحوثيين منظمة إرهابية، وحثت واشنطن على فعل الأمر نفسه.
سياسة "الأرض المحروقة"
وفيما يتعلق بقرار واشنطن، قال مصدر دبلوماسي: "لقد كانوا يفكرون في ذلك منذ فترة، لكن بومبيو يريد تسريع هذا المسار"، مشيرا إلى أنه "جزء من سياسة الأرض المحروقة التي تتخذها الإدارة الأمريكية (إدارة ترامب)".
في الأثناء، ذكرت مصادر دبلوماسية لمجلة "فورين بوليسي"، أن المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث ، يضغط منذ أسابيع على الولايات المتحدة للتراجع ومناشدة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل لدى بومبيو.
والشهر الماضي، حثّ جوتيريش، المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة كيلي كرافت، على إعادة النظر في خطط إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية.
كما ضغطت ألمانيا والسويد على الولايات المتحدة للتراجع، لكن الجهود، وفق المصادر ذاتها- تعثرت على ما يبدو ، وبدأت الأمم المتحدة في تهيئة نفسها لقرار الولايات المتحدة بإدراج الحوثيين.
ورجحت المجلة أن هذه الخطوة هي جزء من حملة أوسع نطاقا من قبل البيت الأبيض وبومبيو لزيادة الضغط على إيران وحلفائها في الشرق الأوسط، لاسيما في الأشهر الأخيرة لإدارة ترامب.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعتزم فيه إدارة ترامب، فرض سيل من العقوبات الجديدة على إيران وداعميها قبل تنصيب بايدن رئيسا للولايات المتحدة، وفقًا لموقع "أكسيوس".
ومنذ أكثر من عام، كانت إدارة ترامب تدرس خططًا لتصنيف مليشيات "الحوثي" منظمة إرهابية؛ لكن هذا الجهد اكتسب زخما في الأشهر الأخيرة.
وفي سبتمبر/أيلول، قال مسؤولون أمريكيون لصحيفة "واشنطن بوست" إن الإدارة باشرت بمراجعة تتعلق بإرهاب الحوثيين، وإنها تدرس ما إذا كان ينبغي إعلانهم منظمة إرهابية أجنبية وتسمية قادتهم "إرهابيون عالميون"، وهو إجراء من شأنه أن يؤدي إلى تجميد أصول الجماعة ومنع أعضائها من السفر إلى الولايات المتحدة.
مصير المؤسسات الإنسانية
وفي الآونة الأخيرة، طرح دبلوماسيون أمريكيون فكرة إضافة الحوثيين إلى قائمة الأمم المتحدة للأفراد والكيانات الخاضعة للعقوبات، لكن الولايات المتحدة لم تنجح في تأمين الدعم الكافي للمبادرة وتخلت عنها.
وكانت لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة أدرجت بالفعل مجموعة من كبار قادة الحوثيين في قائمة الأفراد الخاضعين لتجميد الأصول وحظر السفر.
وفي سبتمبر/أيلول 2015، استولى الحوثيون على السلطة في اليمن، بدعم إيراني وفّر لهم السلاح والمال والمليشيات، في انقلاب حوّل حياة اليمنيين إلى مأساة يومية.
واعتمادًا على الشكل الذي يبدو عليه التصنيف، يمكن لوزارة الخزانة الأمريكية التي تشرف على تنفيذ العقوبات، إصدار تراخيص استثنائية للمنظمات الإنسانية من أجل توصيل الغذاء والإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات للشعب اليمني.