إرهاب الحوثي للأقليات.. سجل أسود يدفن مفهوم التعايش
أجبرت مليشيا الحوثي المئات من أبناء الطائفة اليهودية على مغادرة صنعاء خلال السنوات الماضية من عمر الانقلاب، فيما زجت بآخرين في سجونها.
وفضلا عن قتل اليمنيين واعتقال آلاف المناهضين للانقلاب، دفنت مليشيا الحوثي الإرهابية التعايش الذي كان يشهده اليمن بين الأقليات الدينية، وخاضت معركة، بدوافع إيرانية، ضد أبناء اليهود والطائفة البهائية.
وبات اليهودي اليمني، ليفي سالم موسى مرهابي، آخر ضحايا الإرهاب الحوثي، حيث تحتجزه مليشيا الحوثي في سجونها بصنعاء للعام الرابع على التوالي، تحت مزاعم التخابر مع إسرائيل.
وقال مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيا الحوثية قامت باعتقال ليفي منتصف 2016، ولفقت له تهمة تهريب قطعة نادرة من كتاب التوراة كانت مكتوبة جلد الغزال من صنعاء إلى تل أبيب يعتقد أن عمرها 800 عام.
وذكر المصدر، أن عملية الاعتقال جاءت بعد ظهور 19 يمنيا يهوديا في صورة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ويقدمون له النسخة النادرة من كتاب التوراة.
وبناء على ذلك، قامت مليشيا الحوثي بتحويل ليفي إلى كبش فداء، حيث تم اتهامه بمساعدة الواصلين الـ19 إلى إسرائيل وتهريب المخطوطة التي يقول مؤرخون يمنيون إنها كانت كنزا يمنيا لا يقدر بثمن.
وبناء على محاكمة غامضة، عوقب اليهودي "ليفي" بالسجن لمدة عامين، وعلى الرغم من إعلان المليشيا الحوثية أنها ستطلق سراحه في العام 2019، بعد ضغوط دولية وحقوقية، إلا أنها تراجعت عن ذلك، وواصلت الاحتفاظ به كرهينة حتى إعادة النسخة النادرة من التوراة.
وكغيره من أبناء الطائفة اليهودية، يعشق "ليفي" اليمن باعتباره الأرض التي ولد وعاش فيها، ووفقا لمصادر "العين الإخبارية"، كان ليفي قد هاجر قبل عقدين من صنعاء إلى إسرائيل، لكنه لم يستطع التأقلم فيها وعاد إلى اليمن مجددا.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تطرقت العام الماضي إلى مسألة عدم تأقلم اليهود القادمين من اليمن، وذكرت أن يهوديا آخر يدعى "هارون"، هاجر إلى إسرائيل أواخر تسعينيات القرن الماضي، لكنه أبلغ عائلته أنه سيعود إلى الوطن، وأن المقصود بالوطن لم يكن إسرائيل، بل محافظة صعدة التي ترعرعوا فيها.
وكانت محافظة صعدة أحد أكبر تجمعات أبناء الطائفة اليهودية باليمن، وخصوصا منطقة "آل سالم"، قبل أن تحولها المليشيا الحوثية منذ العام 2012 إلى إمارة إيرانية خالصة، لا مكان فيها للتعايش، ولا صوت يعلو على قذائف البارود.
وخلال السنوات الأخيرة من الحرب، دفعت مليشيا الحوثي عشرات الأسر اليهودية للهجرة من اليمن، وكان الهدف من ذلك ليس نقلهم إلى وطن يوفر لهم الأمان المفقود، ولكن بهدف السطو على ممتلكاتهم ومزارعهم في محافظتي صعدة وعمران.
وقالت مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، إن قيادات أمنية حوثية في عمران استولت على عدد من المزارع والمنازل والمستودعات التجارية التي تعود ملكيتها ليهود، فيما كان يتم إجبار البعض على البيع بثمن بخس.
وكانت منظمات حقوقية قد سعت على نقل عشرات الأسر اليهودية من صعدة وعمران إلى مجمع سكني فندقي بالعاصمة صنعاء حفاظا على أرواحهم من أي أعمال عدائية، وخصوصا مع تعالي الخطاب الطائفي الإيراني بصنعاء، والذي ينادي بالموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود، كجزء من شعار الصرخة الخمينية التي طوّرها مؤسس المليشيا الحوثية، يحيى بدر الدين الحوثي.
وفيما تمكن البعض من مغادرة صنعاء خلال الحرب، لا يزال العشرات رهائن في مجمع حدة السكني، فيما يقبع البعض خلف قضبان الانقلاب، ومنهم "ليفي سالم مرهابي."
والمرهبي، هو لقب لعائلة يمنية تقطن محافظة عمران، وتحديدا في تخوم محافظة ريدة، المعقل الرئيسي لأبناء الطائفة اليهودية باليمن على مدار عقود مضت.
وترفض مليشيا الحوثي كافة الدعوات الدولية للإفراج عن أبناء الطائفية اليهودية، وآخرها التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الثلاثاء الماضي.
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر "يواصل المتمردون الحوثيون في اليمن اضطهاد الأقليات الدينية، وليفي سالم موسى مرهابي، أحد أفراد الأقلية اليهودية في اليمن، عانى أربع سنوات من الاعتقال غير المشروع، وندعو إلى إطلاق سراحه فورا".
ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، فقد تدهور صحة مرهابي كثيرا في المعتقل الحوثي، وسط مخاوف من تعرضه لخطر الإصابة بفيروس كورونا في ظل تكدس مئات المختطفين بالسجون الحوثية بصنعاء.