الحكومة اليمنية تطالب بمواجهة "حازمة" للمشروع الإيراني
توسعت رقعة تدخلات إيران في اليمن منذ إرسال طهران مندوبا خاصا بها إلى صنعاء تحت لافتة "سفير" لدى حكومة المليشيا الغير معترف بها دوليا.
وانعكس الظهور العلني للمندوب الإيراني، المدعو "حسن إيرلو"، والمجاهرة بالعلاقات بين المليشيا الحوثية ونظام ولاية الفقيه، على شكل تصعيد عسكري بتعز والجوف ومأرب وهجمات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية.
ومع تزايد التدخلات، طالبت الحكومة اليمنية الشرعية، الإثنين، بمواجهة حازمة للمشروع الإيراني، باعتبارها مهمة وطنية عربية لا تتجزأ، بعد أن تجلت أطماع طهران وعناوينها الاستعمارية.
وقال وزير الإعلام بالحكومة اليمنية، معمر الإرياني، إن بلاده ودول المنطقة العربية، دفعت منذ عقود ولا تزال تدفع حتى اللحظة، أثمانا باهظة للتدخلات الخارجية، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وذكر المسؤول اليمني، أن هذه التدخلات "ناجمة عن الأطماع التوسعية ومساعي أطراف إقليمية استعادة أمجادها التاريخية الآفلة، ولو كان ذلك على حساب وحدة واستقلال وسيادة وأمن واستقرار الدول العربية وسلامة أراضيها.
وكانت آخر ملامح التدخلات الإيرانية في صنعاء، عندما افتتحت مليشيا الحوثي الإيرانية قسما لتعليم اللغة الفارسية في كلية الآداب بجامعة صنعاء، وإطلاق اسم قائد فيلق القدس السابق، الإرهابي قاسم سليماني، على أحد الدفع المتخرجة.
ونددت الحكومة اليمنية بتلك الخطوة الحوثية، وقالت إن مليشيا الحوثي، حوّلت جامعة صنعاء، من صرح أكاديمي يضاهي أعرق الجامعات العربية ، إلى وكر لغسل عقول الشباب ومسخ هويتهم ونشر الأفكار المتطرفة وتدريس اللغة الفارسية وتمجيد رموز الارهاب الايراني الذي لم تسلم من ارهابهم دول وشعوب المنطقة.
وأشار وزير الإعلام اليمني، إلى أن هذه المظاهر الدخيلة على ثقافة وهوية الشعب اليمني والتي تسعى مليشيا الحوثي لنشرها في مناطق سيطرتها، تؤكد من جديد حقيقة الدور التخريبي الإيراني.
ولفت إلى أن افتتاح القسم، يكشف أن المليشيا الحوثية "مجرد أداة قذرة لتكريس الهيمنة والنفوذ الفارسي على اليمن وتحويله منطلق لنشر سياسات الفوضى والإرهاب في المنطقة"، حسب الوكالة اليمنية.
وكثف مسؤولون وناشطون يمنيون، خلال الأيام الماضية، من دعواتهم إلى كافة المكونات السياسية والاجتماعية لترك الخلافات جانبا، وإدراك طبيعة المؤامرة التي تحاك ضد البلد.
وخلافا لافتتاح قسم اللغة الفارسية، كانت المليشيا الحوثية، قد قامت خلال الأيام الماضية، بتلقين عناصرها المتخرجين مما تسميه دفع عسكرية وأمنية، شعار الولاية الإيراني، بدلا عن القسم العسكري الذي يدين بالولاء لله والوطن وخدمة الشعب، في انقلاب على مبادئ وقيم الثورة والجمهورية واستفزاز وتحدي لارادة كل اليمنيين.
وتهدف المليشيا الحوثية من خلال تخريج تلك العناصر، إلى بناء مليشيات طائفية تنقاد بالكامل لأوامر الحرس الثوري الإيراني، بهدف إحلالها كبديل عن الجيش الوطني والقوات النظامية.
وفي إطار معركتها لغسل أدمغة الطلاب والمتفوقين، كشفت المليشيا الحوثية، الإثنين، عن تحويل مدرسة حكومية إلى مدرسة خاصة تحمل اسم القيادي الصريع بالجماعة، صالح الصماد، والذي قتل بغارة جوية للتحالف العربي بقيادة السعودية، في أبريل 2018 بالحديدة.
ووفقا للإعلان الحوثي، فقد قامت المليشيا، باستقطاب 96 طالبة من المتفوقات للعاصمة صنعاء للدراسة في تلك المدرسة التي يأتي افتتاحها ضمن خطط إيرانية لنشر الأفكار الطائفية في أوساط الأجيال القادمة.