كل ما تحتاج معرفته عن وثائق بايدن السرية
قد لا يكون اكتشاف وثائق سرية بأحد المكاتب التي استخدمها الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما كان نائبا للرئيس قصة ضخمة، لكنه يثير ضجة بسبب سابقة سلفه دونالد ترامب.
إذ يبدو أن الظروف المحيطة باحتفاظ الرجلين بالوثائق مختلفة، بدرجة لا تسمح بالمقارنة بين الرجلين المتنافسين على الأرجح على الرئاسة في 2024، رغم أنه على الأقل ليس أمرا جيدا أن يكتشف محامو بايدن أي وثائق سرية بمكتبه السابق، خاصة أن الرئيس الأمريكي قال في سبتمبر/أيلول الماضي إن طريقة تعامل ترامب مع الوثائق "غير مسؤولة تماما".
وقال بايدن حينها ببرنامج "60 دقيقة": "كيف يمكن لذلك أن يحدث. كيف يمكن لأحد –لأي أحد- أن يكون على هذا القدر من انعدام المسؤولية. إنه لأمر غير مسؤول تماما".
الآن، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، سيتعين على بايدن الإجابة عن الأسئلة بشأن طريقة تعامله مع الوثائق.
وفي حين سلم محامو بايدن هذا العدد الصغير من الوثائق التي اكتشفوها إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية بسرعة، فتش مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" مقر إقامة ترامب الرئيسي في مارالاغو الصيف الماضي، بعدما رفض التعاون بشأن وجود صناديق الوثائق.
ويجري محامون من وزارة العدل حاليا تحقيقا بشأن طريقة تعامل كلا الرجلين مع الوثائق السرية.
وفي السطور التالية نستعرض ما تم التوصل إليه بشأن قصة وثائق بايدن السرية حتى الآن، وما يحدث لاحقا:
- أين ومتى تم العثور عليها؟
جرى العثور على الوثائق داخل "خزانة مغلقة" بمكتب استخدمه بايدن في إطار علاقته مع جامعة بنسلفانيا.
ويقع ذلك المكتب بمركز "بن بايدن" (Penn Biden Center) للأبحاث التابع لجامعة بنسلفانيا في العاصمة واشنطن، والذي افتتح أبوابه رسميا عام 2018. وكان الرئيس الحالي حينها أستاذا فخريا بجامعة بنسلفانيا في الفترة من 2017 إلى 2019.
وعثر محامو بايدن على الوثائق مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، قبل أسبوع على الانتخابات النصفية.
وأفادت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، الإثنين الماضي، بأن وزير العدل ميريك غارلاند كلف المدعي العام الفيدرالي في شيكاغو بمراجعة الوثائق، وباشرت الشرطة الفدرالية تحقيقاتها في القضية.
- لما تأخر الإعلان؟
فعليا، لم يجر الإعلان عن الأمر على الإطلاق. وكان تقرير "سي بي إس" بشأن مشاركة المدعي العام الفيدرالي في شيكاغو أول حديث علني عن تلك الوثائق. ولم يتضح ما إذا كان الكشف عنها سيؤدي إلى أي إجراء رسمي أو دعوى قضائية، أو تقرير.
- من عثر على الوثائق؟
عثر محامو الرئيس بايدن على الوثائق في أثناء إفراغهم المكتب الذي استخدمه بالعاصمة واشنطن. ويعتبر هذا اختلافا مهما عن وضع الوثائق السرية الخاصة بترامب.
وبعدما عثر محامو بايدن على الوثائق، أخطروا إدارة الأرشيف الوطني. أما في حالة ترامب فقضت إدارة الأرشيف أكثر من عام في متابعة الوثائق من الفترة التي أمضاها رئيسا واتبعوا جميع السبل القانونية وصولا إلى المحكمة العليا.
- ما طبيعة تلك الوثائق؟
تم العثور على أقل من 12 وثيقة، وقال المستشار القانوني لبايدن ريتشارد ساوبر إنها تبدو سجلات من فترة إدارة باراك أوباما وجو بايدن.
لكن في المقابل، رفض ترامب تسليم المئات من الوثائق المصنفة إما سرية وإما سرية للغاية.
- ما تصنيف الوثائق؟
تضمنت المواد السرية بعض الملفات السرية للغاية والتي تحمل تصنيف معلومات حساسة، والذي يستخدم للمعلومات الحساسة للغاية التي تم الحصول عليها من المصادر الاستخباراتية.
- مَن المدعي العام في شيكاغو؟
جون لاوش هو المدعي العام الأمريكي للمنطقة الشمالية من إلينوي، وربما اختاره غارلاند لهذا التحقيق، لأن ترامب مَن عيّنه بهذا المنصب عام 2017، وبالتالي سيتجنب ظهور تضارب المصالح الذي سيواجهه مدعيا أنه عينه بايدن.
- ماذا قال غارلاند؟
لم يقل شيئا علانية. وعلى سبيل المقارنة، تحدث غارلاند علانية بشأن تفتيش مارالاغو فقط بعدما أعلن ترامب الأمر. وأدت هجمات ترامب على "إف بي آي" إلى زيادة في التهديدات ضد العملاء.
- أين الوثائق الآن؟
أبلغ محامو بايدن فورا إدارة الأرشيف الوطني، وسلموا الوثائق إلى المسؤولين بالوكالة في اليوم التالي، بحسب "سي بي إس". ولم تصدر إدارة الأرشيف بيانا بعد حيال الأمر.
- ماذا قال بايدن؟
قال بايدن إنه تفاجأ لمعرفة نقل أي سجلات حكومية إلى ذاك المكتب، ردا على أسئلة للمراسلين بمؤتمر صحفي بمدينة مكسيكو، حيث كان يحضر قمة ثلاثية مع قادة المكسيك وكندا.
وأكد أنه لا يعلم فحوى الوثائق التي تم العثور عليها بالمكتب. ولم يراجع بايدن أو فريقه القانوني بالبيت الأبيض تلك الوثائق قبل تسليمها إلى الأرشيف الوطني.
- ما مدى تشابه واختلاف موقفي بايدن وترامب؟
على المستوى الأساسي، يتضمن كلا الموقفين وثائق رسمية تحمل تصنيفات سرية والتي رافقت بشكل غير صحيح ترامب وبايدن بعدما تركا المنصب. وبموجب قانون السجلات الرئاسية، من المفترض ذهاب سجلات البيت الأبيض إلى إدارة الأرشيف والوثائق الوطنية بمجرد رحيل الإدارة. ولا يمتلك المواطنون العاديون إذنا بحمل وثائق سرية، وتتطلب اللوائح تخزين مثل تلك الملفات بشكل آمن.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، هناك ثغرات رئيسية في السجل العام بشأن الحالتين، لكن ترجح المعلومات المتوفرة أن هناك اختلافات كبيرة في كيفية الكشف عن الوثائق -والأهم- كيفية استجابة ترامب وبايدن.
بالنسبة لترامب، قاوم ومحاموه جهود الحكومة المتكررة لاستعادتها جميعا، في حين أبلغ محامو بايدن بالمشكلة، وقال البيت الأبيض إنه تعاون تماما. واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن هذا الاختلاف الواضح له تبعات قانونية لاحقة.
وبالنسبة لرفع السرية عن الملفات، زعم ترامب علانية أنه رفع السرية عن كل شيء قبل مغادرة المكتب، لكن لم تظهر أدلة موثوقة تدعم ادعاءه.
وفي حين يعطي الأمر التنفيذي المنظم لنظام المعلومات السرية نواب الرئيس نفس السلطة التي يحملها الرئيس لرفع السرية عن الوثائق، لم يدع بايدن أنه رفع السرية عن المواد التي تم العثور عليها بالخزانة في مركز "بن بايدن"، وقال إنه لم يعلم بوجودها.
aXA6IDE4LjExOC4xNDAuNzgg جزيرة ام اند امز