من ريغان لأوباما.. «لعنة» المناظرة الأولى تهدد بايدن
قبل المواجهة المرتقبة، يأمل فريق الرئيس الأمريكي جو يايدن النجاة من لعنة المناظرة الأولى التي أصابت ساكني البيت الأبيض على مدار 4 عقود.
ففي الوقت الذي يخضع فيه الرئيس الأمريكي بايدن لجلسات تدريب في كامب ديفيد، استعدادا لمواجهة منافسه دونالد ترامب يوم الخميس القادم، يخشى فريقه من أن تصيبه اللعنة التي أصابت سابقيه.
وتعد المناظرات جزءا مهما من الحملات الرئاسية ودائما ما تشهد لحظات تاريخية للمرشحين، لكن الرؤساء الحاليين يواجهون تحديا إضافيا لتقديم عرض قوي في مواجهة منافسيهم وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وبعد سنوات من الانعزال في المكتب البيضاوي والطائرة الرئاسية يبدو الرؤساء غير معتادين على المواجهات العلنية المباشرة، وما يعنيه ذلك من هجمات عدائية، الأمر الذي يترجم إلى أداء متعثر في مناظرة أولى ضعيفة.
وقال ديفيد أكسلرود، أحد المساهمين في "سي إن إن" الذي عمل مستشارا كبيرا للرئيس السابق باراك أوباما وساعد في إعداده للمناظرات "إنهم لم يتناظروا منذ أربع سنوات، وهم يعرفون الكثير ويميلون إلى الدفاع عن سجلاتهم".
وأوضح "ترامب، أيضا رئيس سابق ولم يناظر منذ أربع سنوات"، مضيفا أن الرؤساء "خارج التدريب ويتم التعامل معهم باحترام كبير عادة، وهذا أمر مزعج".
وفي مناظرته الأولى عام 2020 وقع ترامب نفسه ضحية للعنة المناظرة الأولى عندما وصل إلى المسرح في كليفلاند وهو يبدو مريضا بعض الشيء، حيث أثبتت الفحوصات لاحقا إصابته بفيروس كورونا.
وخلال المناظرة استمر ترامب في مقاطعة بايدن حتى قال له المرشح الديمقراطي آنذاك "اصمت"، وفي وقت لاحق قال الرئيس السابق لمساعديه إنه شعر بأنه كان من الممكن أن يكون أقل عدوانية.
ولن يكون ترامب أقل عزلة من بايدن خلال المناظرة المرتقبة، حيث تخطى الرئيس السابق المناظرات التمهيدية للحزب الجمهوري هذا العام، مما حرمه من التدريب الذي حظي به منافسوه السابقون.
وقال بريت أودونيل، الخبير الاستراتيجي الجمهوري الذي أمضى سنوات في إعداد الرؤساء والمرشحين للمناظرات "لديك شخصان لا يحبان بعضهما بعضا كثيرا، لذا يصبح السؤال هو.. هل يستطيعان إبقاء النقاش متمركزا حول القضايا بدلاً من التركيز على نفسيهما؟".
لعنة المناظرة الأولى لاحقت عددا من الرؤساء مثل رونالد ريغان، الذي توجه مثل بايدن إلى كامب ديفيد للتحضير لمواجهته الأولى عام 1984.
وبعدما قدم إجابة نهائية مشتتة، خرج ريغان من منصة المناظرة ليعترف لمساعديه بأنه فشل، حيث كان أداؤه سيئاً للغاية ومع ذلك نجح الرئيس الجمهوري في هزيمة خصمه الديمقراطي والتر مونديل، والفوز بولاية ثانية بأغلبية ساحقة.
وبعد ثماني سنوات، فشل الرئيس الجمهوري جورج بوش في مناظرته الأولى مع منافسه الديمقراطي بيل كلينتون لكن على عكس ريغان لم يتمكن بوش من تحسين أدائه بحلول المناظرة الثانية، عندما التقطته الكاميرا وهو ينظر إلى ساعته بينما كان كلينتون يجيب على سؤال أحد الجمهور حول الركود.
ربما كان كلينتون هو الرئيس الوحيد الذي تجنب لعنة المناظرة الأولى لكن خليفته جورج دبليو بوش لم يكن محظوظا في مناظرته الأولى مع المرشح الديمقراطي جون كيري عام 2004، حيث شعر الرئيس الجمهوري بالمفاجأة بعد 4 سنوات في فقاعة البيت الأبيض.
وفي عام 2012، قدم أوباما أداء كارثيا على منصة المناظرة الأولى في مواجهة خصمه الجمهوري ميت رومني، وحاول نائب الرئيس في ذلك الوقت جو بايدن التخفيف من وقع الأمر، لكنه اعترف لاحقا أن "كل المناظرات صعبة".
وبعد مرور 12 عاما، لا تزال هذه الذكرى باقية في الأذهان مع استعداد بايدن لمواجهة ترامب، فهل ينجو الرئيس الأمريكي من لعنة المناظرة الأولى؟
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز