ملامح مستقبل العلاقات الأمريكية-الخليجية بمساحة نقاش "العين الإخبارية"
حاولت "العين الإخبارية" رسم ملامح العلاقات الخليجية الأمريكية قبيل قمة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع قادة الخليج والعراق والأردن ومصر.
وذلك في ندوة لخبراء ومحللين شاركوا فيها حملت عنوان "ماذا يريد بايدن من الخليج؟"، عبر "مساحة نقاش"، في حساب "العين الإخبارية" بموقع تويتر.
الندوة أدارها الكاتب عبدالجليل السعيد وشارك فيها المحامي نبيل الحلبي، وإبراهيم بن غانم بن بادي رئيس مجلس إدارة "دار الحياة" للنشر والتوزيع.
ورأت الندوة النقاشية أن الولايات المتحدة بشكل عام وإدارة الرئيس بايدن بشكل خاص بحاجة كسائر الإدارات الأمريكية إلى قوة منطقة الخليج لإثبات التفوق الأمريكي وزعامة العالم، وهو ما صار أكثر إلحاحا عقب الحرب الروسية الأوكرانية التي قاربت على إتمام شهرها الخامس.
واعتبر الصحفي البارز إبراهيم بن غانم أن الأزمة الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا وما تبعها من تحولات وتأثيرات كبيرة على العالم استدعت إلى الأذهان حالة المعسكرين الشرقي والغربي، ودأب أي إدارة أمريكية على كسب الحلفاء، خاصة في منطقة الخليج بما تملكه المنطقة من إمكانات هائلة ليس فقط في قطاعات الطاقة والاقتصاد ولكن أيضا من تأثير استراتيجي في أي أزمة.
حاجة أمريكية
ربما يبرز هذا الاهتمام الأمريكي وحرص إدارة بايدن على القمة وبشكل أكثر خصوصية، حاجة الحزب الديمقراطي الأمريكي ويمثله بايدن حاليا إلى كسب الثقة ومساحة من النجاح تعزز موقفه في الداخل الأمريكي، وهو ربما ما يحتم على إدارة بايدن النظر بشكل مختلف إلى المنطقة وتأثيرها ليس فقط في إحداث التوازنات بل أيضا في اختراق حقيقي للأزمات في العالم.
ويخلص إبراهيم بن غانم إلى أن الزيارة هي كسائر الزيارات السابقة، ولكن ربما اختلف فقط السياق الذي تأتي فيه، حيث تحاط بالأزمة الروسية الأوكرانية الروسية وتداعياتها على أسواق الطاقة والغذاء، وهو ما يجعلنا ربما لا نعول على زيارة بايدن باعتبارها ستغير مسار العلاقات الأمريكية الخليجية بشكل جذري وكلي، فالعلاقات قائمة بالأساس على المصالح والمنافع المشتركة.
إلى ذلك يرى إبراهيم حلبي بشأن التباينات التي كشفتها الحرب الروسية الأوكرانية في طبيعة العلاقات بين الولايات المتحدة ودول الخليج العربي، أن إدارة الرئيس بايدن ربما تدرك النظرة المختلفة في المنطقة للأزمة الحالية الروسية الأوكرانية، التي لن يحددها الموقف الأمريكي بقدر ما تحددها مصالح دول الخليج نفسها.
وتدرك الإدارة الامريكية بطبيعة الحال -يقول حلبي- الزخم الحالي في العلاقات الصينية الخليجية الجيدة، وكذلك العلاقات مع روسيا، وعلى ذلك ليست المنطقة مدفوعة للانجرار وراء الموقف الأمريكي من الأزمة الروسية الأوكرانية وحتى تداعياتها الحالية، وحتى المواقف الأوروبية المؤيدة والداعمة لأوكرانيا لن تكون دافعا لدول الخليج لاتخاذ موقف مشابه، بل ربما العكس، وأن عمق هذه الأزمة وأطرافها يدفع الخليج لاتخاذ مواقف متزنة ومحايدة تخدم مصالح منطقة الخليج العربي ودولها.
مفاجأة بايدن
القمة المرتقبة ربما تفاجئ بايدن أيضا بموقف خليجي مغاير للطموح الأمريكي، وهذا الأمر بحسب حلبي يذكر بتسامح إدارة أوباما الديمقراطية مع جرائم إيران في المنطقة عبر وكلائها، وهو ربما ما أوصل الأمور إلى الوضع الحالي وكان لدول الخليج أيضا موقفها من هذا الأمر، وكما هو الحال أيضا من إدارة بايدن بشأن الأزمة الروسية الاوكرانية.
الأزمة الحالية والتي لا تهدد فقط الأمن الغذائي الأوروبي لكن حتى الأمن القومي الأوروبي، وربما تهدد بحرب شاملة تبدو أنها صناعة أمريكية بالأساس، ولكن بقراءة عربية وخليجية للتعامل مع الأزمات التي ربما صنعتها إدارات أمريكية سنرى موقفا مغايرا عربيا وخليجيا في كثير من تلك الأزمات، وربما يكون النموذج الحالي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية هو الأبرز.