ماذا يريد بايدن من الخليج؟ مساحة نقاش "العين الإخبارية" تجيب
"ماذا يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن من المنطقة؟"، خلال زيارته التي بدأت الأربعاء بإسرائيل، ويصل بعدها إلى السعودية الجمعة في مستهل جولة شرق أوسطية.
كان هذا عنوان "مساحة نقاش" على تويتر أتاحتها "العين الإخبارية" وقدمها الكاتب عبدالجليل السعيد، بمشاركة إبراهيم بن غانم بن بادي، الرئيس التنفيذي لصحيفة "دار الحياة"، والأستاذ نبيل الحلبي؛ المحامي ورئيس منتدى ومركز دراسات في بيروت.
وأجمع المشاركون في "مساحة النقاش" على أن الرئيس الأمريكي يريد ما يريده كل قادة ورؤساء أمريكا من الحلفاء، وهو مساعدتها في مواصلة تفوقها العالمي وبقائها "سوبر باور" لأطول فترة ممكنة، بجانب دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا.
لكن المشاركين أكدوا أن هناك تغيرات كبيرة عاشتها وتعيشها المنطقة جعلت الجميع يرتكز على مبدأ المصالح المتبادلة والمشتركة، وهناك مخاوف لدى قادة دول المنطقة، وبخاصة تجاه إيران يجب على الولايات المتحدة ورئيسها معالجتها قبل توقع المساعدة من قادة الخليج والدول العربية.
وقال الأستاذ إبراهيم بن غانم بن بادي، إن أمريكا تحتاج إلى ما يحتاجه كافة قادة أمريكا، وهو مساعدتها في استمرار تفوقها العالمي وبقائها "سوبر باور" لأطول فترة ممكنة، كما يحتاج الحزب الديمقراطي إلى أن يقوي وجوده داخليا عبر حلفائه.
وأضاف أن بايدن امتدادا لكل رؤساء الولايات المتحدة يبحث عن تقوية وضعه كرئيس، وزيارته للسعودية ليست الأولى، فقد بدأت من عهد الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، وأصبحت عرفا بين رؤساء أمريكا، وأكثر من رئيس زار السعودية مرتين، كما أن الوضع العالمي الحالي -خاصة الحرب الروسية الأوكرانية- يتصاعد، والموقف العربي المحايد من هذا الصراع دفع واشنطن لمحاولة تقوية علاقاتها مع الدول العربية.
مفهوم عدم الثقة
وعن إعادة العلاقات الأمريكية مع قادة الخليج لسابق عهدها، أوضح الرئيس التنفيذي لصحيفة "دار الحياة"، أن هناك "عدم ثقة" يجب على إدارة بايدن معالجتها، فهي في كل مكان.
وأضاف، أن أمريكا لعبت العديد من الأدوار جعلت مفهوم "عدم الثقة" موجودا لدى الدول العربية من بينها تسليم العراق لإيران، والدعم الخفي لمليشيات طهران في المنطقة، بجانب الاتفاق النووي مع إيران الذي ترغب إدارة بايدن في العودة إليه، رغم ما فيه من ثغرات ومشاكل لم تعالجها بالنسبة للدول العربية والخليجية.
وتابع، أن الدول العربية حاليا لديها وعي كبير بسياسات أمريكا والتوازنات التي تلعبها في المنطقة، وهي لن تضحي بعلاقاتها مع روسيا والصين، ولن تقدم تنازلات في هذا السياق.
وأشار إلى أن المصالح المشتركة هي اللغة المسيطرة حاليا، والسؤال الذي يطرح نفسه حاليا هل تستطيع أمريكا أن تقدم ضمانات لدول الخليج مثل ما قدمته في "إعلان القدس" الذي تعهدت فيه واشنطن بالعمل على ضمان أمن إسرائيل.
وحول الرسالة التي أوصلتها السعودية إلى العالم، بخصوص احتضانها للقمة، أوضح بن بادي أن ملخصها أنه لا يمكن تجاوز هذه المنطقة، فالرياض هي مفتاح الحلول بالمنطقة.
وخلص بن بادي إلى أن التغيير في السعودية سيكون نموذجا للحداثة، وتدرك الرياض أن ربط الشرق بالغرب صار ضرورة.
أجواء الحرب الباردة
المحامي نبيل الحلبي رئيس منتدى ومركز دراسات في بيروت، اتفق مع "بن بادي" على أن المصالح المشتركة هي التي أصبحت تحكم قواعد السياسة الحالية.
وقال إن الحرب الأوكرانية الروسية كشفت التباينات بين أمريكا والعالم العربي، خاصة أن العالم العربي فضل سياسة "الحياد"، وبايدن سيفاجأ بهذه السياسات، خاصة أنه ليس في مصالح الدول العربية الانجرار مع الماكينة الغربية وتأييد أوكرانيا.
وأضاف أن العالم العربي أعاد قراءة السياسة الأمريكية، خاصة أن الحرب الأوكرانية الروسية تهدد السلام الغذائي العالمي، وتهدد بحرب شاملة في أوروبا، كل هذا جعل اللغة السائدة حاليا هي "المصالح المتبادلة"، وهذا ما سيسمعه بايدن عند وصوله إلى السعودية.
وحول إعادة أجواء الحرب البادرة من جديد، أكد الحلبي أن هذا أمر مستبعد، وليست هناك إمكانية لإعادة تلك الأجواء من جديد.
وأشار إلى أن بايدن عليه أن يسمع هواجس السعودية والدول العربية عن إيران، وكيف تم بناء نفوذها في العراق، خاصة أن تمكين المليشيات ما كان ليحدث لولا وجود تسامح غربي، ويجب على أمريكا مواجهة هذا الخطر، فعملية إسقاط "صدام حسين" مكنت إيران من التمدد للمشرق العربي، وهو التمدد الذي يعاني منه العديد من الدول العربية، ولا بد من كسر هذه الحلقة الضيقة.
وعما إذا كانت أمريكا لا تزال تمتلك الكلمة العليا في العالم؟ قال الحلبي، لا، لم تعد أمريكا هي القوة الوحيدة في العالم، هناك محاولات لبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.
وأضاف أن الصين لا تريد الحرب، وسياستها هي إغراق السوق العالمي، ومحاصرة بكين ومنعها من إغراق السوق يشير لبوادر المواجهة الكبرى، وتغير الحكومات والدساتير في العديد من الدول المحيطة بالصين يشير لذلك، مثلا السماح لليابان بإنشاء جيش هجومي وليس دفاعيا، ما كان يحدث لولا الدفع الأمريكي، وهذا بسبب المواجهة مع الصين.
بجانب أن نقل الصناعات الكبرى إلى الهند وإندونيسيا من الصين، كل هذا هي بدايات المواجهة الكبرى التي ستفرض على العالم، لأن أمريكا لن تستطيع الصمود تجاه سياسات الصين، وكل هذه محاولات لمنع الصين من أن تكون قطبا جديدا في العالم.