بعد أسابيع عجاف.. فرنسا تمنح بايدن الأمل

عاش الرئيس الأمريكي جو بايدن أياما ثقيلة بعد أداء كارثي في مناظرة جمعته بمنافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة الجمهوري دونالد ترامب.

وظهر بايدن (81 عاما) متلعثما وفاقد التركيز، وعلى الرغم من أن اللياقة البدنية والذهنية للرئيس الديمقراطي موضوع جدال ممتد على خلفية زلات لسان ومواقف كاشفة عن تدهور صحته، فإن المناظرة بدت كقشة قسمت ظهر البعير.

لكن الديمقراطيين لا يرونها مجرد قشة، وكان التعليق الأكثر تداولا على ألسنتهم وكذا خصومهم الجمهوريون أن ما حدث مثير للشفقة.

وأمام سيل من الانتقادات والمطالبات بالبحث عن مرشح ديمقراطي بديل بدا مصير ترشح بايدن غائما، لكن الأنوار القادمة من باريس بددتها.

بايدن يلتقط الهدية الفرنسية

واليوم الإثنين، اعتبر بايدن أن فرنسا "رفضت التطرف" خلال الانتخابات التشريعية، وأن الديمقراطيين "سيرفضونه أيضا" في الولايات المتحدة خلال الانتخابات الرئاسية.

وقال "لم أعرف في حياتي مرشحا أكثر تطرفا"، في إشارة إلى سلفه الجمهوري ترامب الذي سينافسه مجددا في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.

ماذا يقصد؟

ويشير بايدن إلى المفاجأة التي جرت في باريس أمس الأحد، حينما نجح تحالف قوى اليسار في هزيمة تحالف أقصى اليمين كان من المتوقع أن يحقق فوزا تاريخيا في الانتخابات التشريعية.

وتصدر اليمين بالفعل الجولة الأولى في الانتخابات الفرنسية، وبدأ مبكرا احتفالات النصر، لكن الجماهير الفرنسية تدفقت على مراكز الاقتراع لحيلولة دون فوز اليمين في الاقتراع، كما جرى التنسيق بين قوى اليسار ويسار الوسط لضمان إيقاف قطار اليمين الفرنسي.

ومنح الانقلاب في نتائج الانتخابات الأمل لبايدن الذي تشير استطلاعات الرأي إلى تخلفه بفارق كبير عن منافسه ترامب.

وعلى ما يبدو يسعى بايدن للاستفادة من التجربة الفرنسية خلال حملته الانتخابية، بالتأكيد على أن استطلاعات الرأي قد تكون على خطأ، وأن إرادة الناخبين قد تتغير حين استشعار الخطر.

من الدفاع إلى الهجوم

انتقل بايدن على وقع الانتصار الفرنسي من موقع الدفاع إلى الهجوم، موجها رسالة للديمقراطيين، مؤكدا فيها أنه «ملتزم تماما» بمواصلة السباق الرئاسي للتغلب على منافسه الجمهوري ترامب.

وكتب بايدن للمشرعين بعد عودتهم إلى واشنطن عقب عطلة الرابع من يوليو/تموز الجاري "أريدكم أن تعرفوا أنه على الرغم من جميع التكهنات في الصحافة وغيرها، أنا ملتزم تماما بالبقاء في هذا السباق وخوضه حتى نهايته، والتغلب على دونالد ترامب".

ودعا بايدن البرلمانيين الديمقراطيين المجتمعين في واشنطن في دورة برلمانية جديدة إلى «الاتحاد» خلف ترشحه.