بايدن واجتياح غزة.. ماذا وراء «الخطوات البطيئة»؟
رغم دعمه الكامل لإسرائيل إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتبع استراتيجية بطيئة بشأن تأخير الهجوم البري على غزة.
وفي تقرير طالعته "العين الإخبارية"، نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مسئولين أمريكيين والخبير بشؤون الشرق الأوسط باراك رافيد، قولهم إن «استراتيجية الخطوات البطيئة التي يتبعها بايدن ترجع إلى 5 مخاوف استراتيجية».
وأوضح التقرير أن بايدن يريد أولا إيصال المساعدات لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، للحد من الأزمة الإنسانية وردود الفعل العالمية العنيفة.
وأشار التقرير إلى أن بايدن يريد ثانيا إخراج أكثر من 500 مواطن أمريكي محاصرين في غزة قبل اشتداد القتال داخل القطاع، وبحسب المسئولين فإن 6 محاولات لإخراجهم فشلت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
كما يحتاج بايدن إلى مزيد من الوقت لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي بالشرق الأوسط، في ظل للمخاوف المتزايدة من قيام إيران أو الجماعات الموالية لها بمهاجمة إسرائيل، وفق المصدر ذاته.
الموقع الأمريكي أكد أن بايدن يخشى أيضا أن يؤدي الهجوم السريع والمتهور على غزة إلى دخول إسرائيل في معركة شوارع دامية طويلة يمكن أن تؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف من الناس دون أن تحقق هدفها في تدمير حماس.
وقد يؤدي ذلك إلى انضمام حزب الله وغيره من وكلاء إيران في المنطقة للحرب مع احتمال تعرض الأمريكيين المنتشرين للخطر.
الوقت لنتنياهو
يريد بايدن أيضا شراء الوقت لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي لديه أسبابه الخاصة للتأخير.
وبحسب التقرير، فإن نتنياهو، وعلى الرغم من الضغوط السياسية للتحرك بسرعة ضد حماس، كان دائما يتجنب المخاطرة ولديه وجهة نظر متشككة إلى حد ما بشأن الخطط العسكرية الإسرائيلية.
وبحسب "أكسيوس"، فإن نتنياهو يستمع للآراء الأخرى كما أنه على استعداد لمنح المزيد من الوقت لمحادثات إطلاق سراح الرهائن في حين تستعد القوات الإسرائيلية بشكل أفضل للهجوم البري.
ولكن صبر القادة العسكريين الإسرائيليين بدأ ينفد بسبب التأخير، وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي، أمس الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي جاهز للعملية البرية وينتظر فقط أمرا من الحكومة.
أكثر تعقيدا
وتبدو الحسابات الأمريكية أكثر تعقيدا حيث يريد بايدن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين المتبقين وأيضا الإفراج عن المزيد من الأسرى الإسرائيليين خاصة مع شعور المسؤولين الأمريكيين بأنه يتم إحراز تقدم في هذا الملف.
ويريد بايدن أن يكون الهجوم البري أقرب إلى ما حدث في الموصل عام 2016 وليس الفلوجة عام 2004، ولهذا السبب أرسل اللفتنانت جنرال جيمس جلين، وهو من قدامى المحاربين في الموصل، لتقديم المشورة للإسرائيليين بشأن تخطيطهم العسكري.
والاثنين الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمجموعة من الزعماء اليهود الأمريكيين: "نحن لا نقيد إسرائيل أو نخبرها بما يجب أن تفعله. نحن نطرح أسئلة صعبة ونقدم أفضل نصائحنا بناءً على تجربتنا الخاصة".