عزل بايدن.. مقامرة تهدد الجمهوريين في مجلس النواب
لعبة خطرة أقدم عليها الجمهوريون في مجلس النواب بإطلاق التحقيقات لعزل الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلا أنها قد ترتد سلبا عليهم.
وقال موقع "ذا هيل" الأمريكي إن تحقيق عزل بايدن يمثل مخاطرة قد تنتهي إلى نتائج عكسية تهدد الحزب الجمهوري في مجلس النواب في حال انتهى إلى تبرئة الرئيس وهو ما يعني دعمه في توقيت حرج قبل أشهر من الانتخابات كما يهدد بطء الإجراءات بإثارة غضب الجناح اليميني المتشدد داخل الحزب.
ووسط التساؤلات حول قدرة الحزب الجمهوري على جمع أغلبية كافية للتصويت بالموافقة على أي مواد عزل نهائية للرئيس قد يثير الإخفاق غضبا كبيرا بين أعضاء مجلس النواب وبين الناخبين الجمهوريين الذين يتوقون إلى الإطاحة ببايدن.
كما أن انتهاء التحقيق بالفشل في عزل بايدن قد يبدو كجهد جمهوري لتبرئة الرئيس من ارتكاب أي مخالفات وهو ما يعني تقديم دفعة قوية له خلال عام الانتخابات.
وستعزز تبرئة بايدن الحجج الديمقراطية بأن التحقيق يجري لأغراض سياسية وهو ما ينفيه تماما زعماء الحزب الجمهوري.
وبالفعل تؤجج هجمات الجمهوريين غضب المدافعين عن الرئيس الذين استغلوا تحقيقات العزل لجمع المزيد من التبرعات.
ووقعت كمالا هاريس نائبة الرئيس رسالة البريد الإلكتروني لحملة إعادة انتخاب بايدن هذا الأسبوع، والتي انتقدت تحقيق المساءلة ووصفته بأنها "لا شيء سوى مسرحية سياسية".
وأصبحت الرسالة هي الرسالة الأفضل أداءً في الحملة وأفضل بريد إلكتروني لجمع التبرعات لبايدن في شهر ديسمبر حتى الآن.
وقال المتحدث باسم لجنة الحملة الانتخابية للكونغرس بالحزب الديمقراطي فيت شيلتون، إن تحقيق المساءلة هو "حيلة رخيصة وساخرة من قبل الجمهوريين في تيار "ماغا" المتشدد الذين اعتبر أنهم "ينفذون أوامر" الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويرفض الجمهوريون وجود أي مخاطر سياسية لتحقيق عزل بايدن وقال النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا ديفيد فالاداو "عندما يكون هناك خطأ، سأقوم بالإبلاغ عنه" سواء كان ذلك في الحزب الجمهوري أو الحزب الديمقراطي.
كما رفض النائب الجمهوري عن ولاية كنتاكي ورئيس لجنة الرقابة والمساءلة بمجلس النواب، جيمس كومر والذي يقود جزءًا من تحقيق المساءلة الذي يركز على السجلات المصرفية والشؤون المالية لبايدن، فكرة أن التحقيق محفوف بالمخاطر.
وفي تصريحات لـ"ذا هيل" قال كومر "أعتقد أن الديمقراطيين المعتدلين أكثر عرضة للخطر من الجمهوريين المعتدلين".
وأضاف "لأن لديك رئيسًا لا يحظى بشعبية تاريخيًا، رئيسًا لا يعتقدون فقط أنه كبير في السن، وسياساته فظيعة، بل يعتقدون أنه محتال".
وأشار إلى أن "الشيء الوحيد الذي يتفق عليه الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء هو أنهم يكرهون السياسيين المتورطين في الفساد".
ويبحث تحقيق عزل بايدن الذي يجريه الجمهوريون في مجلس النواب في الادعاءات حول ما إذا كان الرئيس قد استفاد بشكل غير لائق من السياسة أو استخدمها لصالح المعاملات التجارية الأجنبية لأفراد أسرته.
كما يشمل التحقيق الادعاءات بأن وزارة العدل أبطأت بشكل غير لائق التحقيق في الجرائم الضريبية لابنه هانتر وهو ما ينفيه البيت الأبيض بشدة.
ورغم الموافقة على بدء التحقيق قال العديد من الجمهوريين إن ذلك يختلف عن اتهام الرئيس بارتكاب مخالفات وتركوا الباب مفتوحًا أمام احتمال عدم الوصول إلى جرائم تستوجب العزل.
وقال النائب الجمهوري عن نبراسكا دون بيكون "هذا لا يعني أن لدينا جرائم أو جنحاً كبيرة" فيما قال النائب الجمهوري عن ولاية واشنطن دان نيوهاوس إنه ليس "نتيجة حتمية" أن يتحرك مجلس النواب للموافقة على مواد العزل.