بايدن وماكرون.. عين على الصين والأخرى صوب أوكرانيا
ما زالت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين تلقي بظلالها غربا رغم مرور أكثر من أسبوعين عليها.
فالرئيس الأمريكي جو بايدن، ناقش خلال اتصال هاتفي مع ماكرون، الخميس، الزيارة التي قام بها الأخير إلى بكين في الخامس من شهر أبريل/نيسان الجاري، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وقال البيان الأمريكي إن الرئيسين "ناقشا زيارة ماكرون الأخيرة إلى جمهورية الصين الشعبية وجهودهما المستمرة لتعزيز الرخاء والأمن والقيم المشتركة والنظام الدولي القائم على القواعد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وكان الرئيسان بايدن وماكرون قد تحادثا قبيل توجّه ماكرون إلى الصين في زيارة أثارت جدلا واسعا في واشنطن.
وأضاف البيان أن الرئيسين "جدّدا تأكيدهما أهمية حفظ السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
البيت الأبيض أكد كذلك أن بايدن وماكرون ناقشا الحرب في أوكرانيا، وجددا دعمهما الثابت لكييف.
في الوقت ذاته، كشف قصر الإليزيه في بيان له الخميس عن أن بايدن وماكرون اتّفقا على أهمية مواصلة إشراك الصين من أجل أن تساهم على المدى المتوسط في إنهاء النزاع في أوكرانيا.
فرنسا، الداعمة لأوكرانيا بقوة في مواجهة روسيا، ترى أن الصين يمكن أن تلعب دورا في وقف الحرب نظرا لعلاقاتها القوية مع موسكو.
وسيُناقَش هذا الدور في إطار حوار استراتيجي فرنسي-صيني سيعقد خلال الصيف المقبل.
الاتصال بين بايدن وماكرون كان فرصة لتسوية الخلافات التي برزت خلال زيارة الرئيس الفرنسي للصين.
وكان ماكرون أثار جدلا واسعا بقوله إنّ أوروبا ينبغي ألا تنحاز إلى الولايات المتحدة أو الصين في حال نشوب نزاع بشأن تايوان.
في معرض تناولهما لزيارة ماكرون الأخيرة إلى الصين، قال بيان الإليزيه إنّ الرئيس الفرنسي "جدّد تأكيد رغبته في أن يواصل الأوروبيون إعادة تسليح أنفسهم لكي يتحمّلوا مسؤولياتهم في تقاسم عبء الأمن عبر الأطلسي".
ولكن يبدو أن اتصالات بايدن لمعرفة ماذا حدث خلال زيارة الصين لم تتوقف عن ماكرون، إذ أجرى الرئيس الأمريكي اتصالا هاتفيا برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي رافقت ماكرون في زيارته للصين.
وأشار بيان ثان للبيت الأبيض إلى أن الرئيس الأمريكي ورئيسة المفوضية الأوروبية أكّدا التزامهما المشترك بدعم النظام الدولي القائم على القواعد وحقوق الإنسان وممارسات التجارة العادلة.
وفي ختام زيارة ماكرون لبكين صدر إعلان مشترك تعهّد فيه الرئيسان شي جين بينغ وإيمانويل ماكرون بـ"دعم كلّ الجهود الرامية لعودة السلام إلى أوكرانيا".
وأكد جين بينغ لماكرون أن التوصل إلى تسوية سياسية هو الطريق "الصائب" الوحيد لحل أزمة أوكرانيا، مشيرا إلى أنه على كل الأطراف القبول بحل وسط لخلق ظروف مواتية لتسوية سياسية، بينما دعا الرئيس الفرنسي نظيره الصيني على "إعادة روسيا إلى رُشدها" فيما يتعلق بأوكرانيا، وناشده عدم إمداد موسكو بأسلحة.
زيارة ماكرون وفون دير لاين لبكين ناقشت إلى جانب الحرب في أوكرانيا، ملفات أخرى مهمة للقارة العجوز في مقدمتها التجارة بين الجانبين، وسبل إعادتها لما كانت عليه قبل أزمة كورونا.