ماكرون يتمرد على "الإيقاع الأمريكي".. جمر أوكرانيا يلطف أزمة تايوان
يقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ما يبدو تمردا على الولايات المتحدة، تحت وطأة جمر المعارك في أوكرانيا، لكن موقفه يصب في صالح الصين.
الرئيس الفرنسي الذي أنهى لتوه زيارة دولة إلى بكين، كان ضمن الأصوات الأوروبية التي سعت لاحتواء الأزمة الأوكرانية برحلات إلى موسكو وكييف عشية بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتدفع باريس وعواصم أوروبية كبرى ثمنا باهظا نتيجة الفشل في احتواء أعنف معارك في القارة العجوز منذ الحرب العالمية الثانية.
وربما يفسر ذلك تصريح ماكرون اليوم الأحد الذي قال فيه إن أوروبا ليس لديها مصلحة في زيادة حدة الأزمة بشأن تايوان وإنها يجب أن تنتهج استراتيجية مستقلة عن كل من واشنطن وبكين.
وعاد ماكرون من زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام في الصين حيث لقي ترحيبا حارا من الرئيس شي جين بينغ.
ورغم المطالبة بخط مستقل عن الولايات المتحدة والصين يبدو التصريح الفرنسي موجها لواشنطن.
ويأتي تصريح ماكرون فيما بدأت الصين تدريبات في محيط تايوان أمس السبت ردا على اجتماع تساي إينج وين رئيسة تايوان مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي يوم الأربعاء الماضي.
وتتمسك الصين بالسيادة على تايوان، وتعتبر زيارات المسؤولين الغربيين مسا بسيادتها على الجزيرة الاستراتيجية في مسار التجارة العالمية.
وقال ماكرون إن على أوروبا ألا تسرّع وتيرة هذا الصراع بل أن تأخذ الوقت الكافي لبناء موقعها كقطب ثالث بين الصين والولايات المتحدة، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفتي ليزيكو وبوليتيكو الفرنسيتين خلال زيارته للصين.
ونقلت صحيفة بوليتيكو عنه قوله "أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا، نحن الأوروبيين، يجب أن نصبح أتباعا في هذه المسألة وأن نتكيف مع الإيقاع الأمريكي أو رد الفعل الصيني المبالغ فيه".
ونقلت الصحيفتان عنه قوله إنه يتعين على أوروبا تمويل قطاعها الدفاعي بشكل أفضل وتطوير الطاقة النووية والمتجددة وتقليل الاعتماد على الدولار للحد من اتكالها على الولايات المتحدة.
وأجريت المقابلة المشتركة على متن رحلة جوية يوم الجمعة بين بكين ومدينة قوانغتشو.
توجه ماكرون إلى الصين يرافقه وفد قوامه 50 مسؤولا يمثلون شركات، منها إيرباص و(إي.دي.إف) لإنتاج الطاقة النووية اللتان وقعتا صفقات خلال الزيارة.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز