بالماريجوانا.. بايدن يضبط مزاج الناخب الأمريكي على هوى الديمقراطيين
بمنح العفو عن المدانين بحيازة الماريجوانا يتخذ الرئيس الأمريكي خطوة تاريخية قد تنعش حظوظ الديمقراطيين قبل شهر على انتخابات الكونغرس.
ورأى تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن الإجراء سيغير حياة آلاف الأمريكيين المدانين بحيازة الماريجوانا، لا سيما الحكام الذين يتبعون نهج الرئيس.
لكنه يخاطر أيضًا بزيادة هجمات الجمهوريين الذين يصفون الديمقراطيين بالتساهل مع الجريمة، والتي تعصف بالعديد من السباقات قبل الانتخابات النصفية للكونغرس المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، والتي قد تسلم السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب إلى الحزب الجمهوري.
وأشار التحليل إلى أن خطوة جو بايدن محدودة، بالوقت الراهن، ولا تذهب إلى حد تشريع الماريجوانا -وهي مسألة محورية بالنسبة لبعض الحملات خلال هذا الخريف- بما في ذلك حملة جون فيترمان نائب حاكم بنسلفانيا، الذي يعتبر ترشحه لمجلس الشيوخ أفضل فرصة للديمقراطيين للحصول على مقعد وقد يقرر مصير المجلس.
وسيتخذ الرئيس الأمريكي تحديدا إجراء تنفيذيا للعفو عن جميع الجرائم الفيدرالية السابقة لمجرد حيازة الماريجوانا.
كما وجه وزارة العدل لمراجعة كيف تصنف المادة في القانون الفيدرالي، حيث تصنف حاليا بنفس مستوى مواد مخدرة ضارة، مثل: "إل إس دي"، والهيروين، والفنتانيل، والميثامفيتامين.
وقال مسؤولون بالبيت الأبيض إنه كان هناك 6500 شخص مدان بمجرد حيازة العشبة بموجب القانون الفيدرالي بين عامي 1992 و2021.
وقال بايدن في مقطع فيديو: "يجب ألا يسجن أحد ما لمجرد استخدام أو حيازة الماريجوانا. أدت السجلات الجنائية لحيازة الماريجوانا إلى معيقات لا داعي لها في فرص التوظيف، والإسكان، والتعليم. وذلك قبل التطرق إلى التفاوتات العرقية بشأن من يعانون العواقب".
خطوة سياسية!
وغالبا ما يرفض المسؤولون في أي إدارة التلميح بأن خطواتهم مدفوعة سياسيا تماما. لكن يمثل قرار بايدن في هذا الشأن وعدا قطعه بحملته الانتخابية وتم الوفاء به، ويتم طرحه قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي، لذلك من الصعب عدم اعتبار ذلك خطوة سياسية.
وسترضي خطوة بايدن، على سبيل المثال، دعاة إصلاح الحقوق المدنية والعدالة الجنائية بما أن الأمريكيين من أصحاب البشرة السمراء -مجموعة ديموغرافية رئيسية للديمقراطيين- أكثر عرضة للاعتقال بثلاثة أضعاف لحيازة الماريجوانا، بحسب اتحاد الحريات المدنية الأمريكية.
ومع خطته لإلغاء ما يصل إلى 20 ألف دولار من ديون القروض الطلابية، يبدو القرار الصادر، الخميس، كمحاولة لإثارة حماس الناخبين الشباب، الأكثر انفتاحا على استخدام الماريجوانا بغرض الترفيه والذين يصعب قيادتهم إلى صناديق الاقتراع، لا سيما بالانتخابات النصفية.
وأظهر استطلاعان جديدان أجرتهما "سي إن إن" في نيفادا وأريزونا -ولايتان حاسمتان لمجلس الشيوخ- أن الاقتصاد والتضخم يظلان أهم مسألتين للناخبين ويشكلان تهديدا قويا على المرشحين الديمقراطيين بالنظر إلى احتكارهم السلطة السياسية في واشنطن.
ويشبه الجدل بشأن الوضع القانوني للماريجوانا، في بعض النواحي، المواقف الاجتماعية المتغيرة التي قادت الحركة من أجل تقنين زواج المثليين. وتصبح العشبة أكثر قبولًا وشعبية اجتماعيا.
فقبل بضعة أشهر، وجد استطلاع أجرته مؤسسة "جالوب" للمرة الأولى أن مزيدًا من الأمريكيين (16%) قالوا إنهم يدخنون الماريجوانا أكثر من السجائر العادية.
وفي بحث قد يؤكد أهداف بايدن السياسية، أفادت معاهد الصحة الوطنية الأمريكية في أغسطس/آب بأن استخدام الماريجوانا بين الشباب البالغين وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وأفاد حوالي 43% منهم باستخدام العشبة على مدار العام الماضي في 2021 – وهي زيادة على 34% في 2016 و29% في 2011.
والعام الماضي، وجدت مؤسسة "جالوب" أن 68% من الأمريكيين فضلوا تقنين الماريجوانا للاستخدام الترفيهي.
ورغم هذه التغيرات المجتمعية، لا يزال بعض الساسة متحفظين في التحرك بقوة بشأن المسألة. ومر بايدن نفسه بتحول طويل الأمد، لكن لا تزال تحركاته، الخميس، غير كافية لإلغاء التجريم الكامل للمخدر.
ويبدو أنه لا يزال هناك تخوف بين بعض الساسة من توصيفهم بالتساهل مع المخدرات، وكذلك القلق من أن إلغاء التجريم الكامل سيؤدي إلى زيادة التعاطي بين الشباب.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز