شعبية بايدن «تتأرجح» في جورجيا.. تراجع بين ذوي الأصول الأفريقية
مع ترسيخ المرشح المنافس دونالد ترامب أقدامه في الحزب الجمهوري يبدو أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يواجه تحديات في ولاية مهمة للغاية.
وأظهرت عدة استطلاعات حديثة للرأي تراجع دعم الناخبين ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتأرجحة خاصة جورجيا للرئيس الأمريكي جو بايدن، فيما ينتظر ترامب "حصاد المكاسب".
وتعد جورجيا ولاية متأرجحة رئيسية يمكنها أن تقرر من سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024, بحسب مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ففي عام 2020 فاز بايدن بالولاية متوفقا على ترامب، بفارق 11779 صوتا، أو 0.24% من أصل 5 ملايين صوت تم الإدلاء بها، مما جعل ترامب أول جمهوري يخسر الولاية منذ عقود.
ويرجع سبب تفضيل الولاية لبايدن إلى دعم "ذوي الأصول الأفريقية" له، إذ فاز بنسبة 88% من هذه الفئة الديموغرافية.
لكن في الأسبوع الماضي، أظهر استطلاع أجرته "أتلانتا جورنال-كونستيتيوشن" أن 58.6% فقط من الجورجيين ذوي الأصول الأفريقية قالوا إنهم سيدعمون بايدن.
وفي المقابل، قال 20.4% منهم إنهم سيدعمون ترامب، وأشار 10% إلى أنهم لا يخططون للتصويت في عام 2024.
وكان استطلاع أقدم أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وكلية سيينا، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أظهر أن 76% من الجورجيين ذوي الأصول الأفريقية يفضلون بايدن، بينما يفضل 19% ترامب، ما يعني أن تأييد هذه الفئة للرئيس الأمريكي يتآكل بشكل سريع.
ومع ضيق الهوامش في الشعبية بين بايدن وترامب، يمكن أن يؤثر الانخفاض الطفيف في الدعم في جورجيا على الرئيس الأمريكي في الانتخابات الرئاسية.
إلى ذلك، قال استطلاع أجرته كلية الشؤون العامة والدولية بجامعة جورجيا في الفترة من 3 إلى 11 يناير/كانون الثاني، إن ترامب سيتقدم بفارق 8 نقاط على بايدن في الانتخابات الرئاسية في الولاية.
وشمل الاستطلاع 1007 ناخبين مسجلين بهامش خطأ قدره 3.1 نقطة مئوية.
وفي السياق نفسه، حقق الجمهوريون مكاسب أو احتفظوا بها في جورجيا منذ انتخابات 2020.
وعلى سبيل المثال، هٌزمت الديمقراطية ستايسي أبرامز، التي كانت تسعى لأن تصبح أول حاكمة من أصول أفريقية للولاية، على يد شاغل المنصب الجمهوري بريان كيمب، في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وفي الشهر نفسه، أُعيد انتخاب الجمهورية اليمينية مارجوري تايلور غرين لعضوية مجلس النواب.
أسباب التراجع
وأوضحت ماري فرانسيس بيري، المؤرخة في جامعة بنسلفانيا، أن التصورات المتعلقة بالاقتصاد وتضخم الغذاء على وجه التحديد تسببت في فقدان الرجال ذوي الأصول الأفريقية حماسهم لبايدن.
وقالت: "بالنسبة لهم، في المناطق الريفية على وجه الخصوص، فإن تمرير الأموال الفيدرالية ثم سحبها لمعالجة خسارتهم أراضيهم بسبب التمييز طويل الأمد الذي تمارسه وزارة الزراعة ضد المزارعين ذوي الأصول الأفريقية، هو موضوع نقاش متكرر".
وقال داماريو كوبر، المدير التنفيذي المشارك لمركز الديمقراطية الشعبية، وهي مجموعة مناصرة تقدمية، إن قضايا مثل إصلاحات الإسكان والعدالة كانت أساسية لتصويت هذه الفئة.
وأضاف: "يجب على الرئيس بايدن إظهار قدرته الالتزام بالقضايا التي يهتم بها الأمريكيون من ذوي الأصول الأفريقية أكثر من غيرها، مثل الإسكان ومساءلة الشرطة وإصلاحات العدالة وحماية حقوق التصويت".
واستطرد: "قامت المنظمات التي يقودونها بتسجيل وحشد مئات الآلاف من الناخبين في جورجيا".
واعتبر كانديس سميث، أستاذ العلوم السياسية بجامعة ديوك، أن هذا النقص الملحوظ في الاهتمام بالقضايا التي تهم الناخبين من ذوي الأصول الأفريقية في الولاية أدى إلى اللامبالاة بين البعض.
لكنه حذر من التعامل مع الناخبين من ذوي الأصول الأفريقية باعتبارهم كتلة واحدة.
aXA6IDMuMTcuNzUuMTM4IA== جزيرة ام اند امز