بايدن يحاصر كورونا بـ10 قرارات جريئة.. كمامات إجبارية وتلقيح جماعي
يستعد الرئيس رقم 46 للولايات المتحدة جو بايدن لمناورة فيروس كورونا بعدما فتك بالملايين عبر "خطة إغاثة طارئة" وسلسلة قرارات جريئة.
وشملت خطة إنقاذ بايدن نقاطا طموحة، أبرزها توفير اللقاحات بكثرة، وتنفيذ برنامج التطعيم الشامل، والتوسع في الاختبارات، وفرض إجباري لارتداء الكمامة، وغيرها.
أعلن رون كلاين، الذي اختاره بايدن لتولي منصب كبير موظفي البيت الأبيض، أن "اليوم التالي لتنصيب الرئيس الجديد يشهد توقيعه عددًا من الإجراءات التنفيذية للتحرك بقوة لتغيير مسار أزمة (كوفيد-19)، عبر اتخاذ إجراءات للتخفيف من انتشار المرض، وتوسيع الاختبارات وحماية العمال ووضع معايير واضحة للصحة العامة".
وقال بايدن، في خطته، إن "الوباء مستشر مع ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بشكل قياسي.. سلالة جديدة من الفيروس أكثر عدوى تظهر في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف: "في غضون ذلك، ينتظر الأمريكيون الحصول على لقاحاتهم، حتى عندما تكون الجرعات موضوعة على الرفوف، وبعد مرور أكثر من 10 أشهر على انتشار الوباء ما زلنا نفتقر إلى القدرة اللازمة للاختبار ونعاني من نقص الإمدادات مثل معدات الحماية الأساسية لأولئك الموجودين في الخطوط الأمامية".
وسلط الضوء على إصابة "الأمريكيين الملونين بالعدوى والموت بسبب COVID-19 بمعدلات أعلى بسبب العنصرية النظامية الدائمة في نظام الرعاية الصحية لدينا.. ولا يزال الأمريكيون الأكبر سنًا يعانون بمعدلات غير متناسبة".
قرارات صارمة
تضمنت خطة الإنقاذ الأمريكية التي طرحها بايدن قبل أيام رؤية جريئة لوأد فيروس كورونا، من خلال إصدار جملة من المراسيم الرئاسية بمجرد دخوله البيت الأبيض، مع قرارات تنفيذية صارمة تحدث عن بعضها عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، وشملت:
- فرض ارتداء الكمامة إلزاميا على المستوى الفيدرالى، أي داخل المباني الحكومية وأثناء السفر بين الولايات.
- إطلاق برنامج تطعيم وطني ضد "كوفيد-19" بتوفير 100 مليون جرعة لقاح خلال 100 يوم من توليها السلطة.
- فتح الآلاف من مراكز التلقيح ضد كورونا للحد من تفشي وزيادة الإصابات.
- حشد 100 ألف فرد من مقدمي الرعاية الصحية من أجل حملة اللقاحات.
- توسيع الاختبارات لوقف انتشار كورونا وتأسيس معايير أكثر وضوحا للصحة العامة.
- ضمان وصول اللقاح مجانًا لجميع الأشخاص في الولايات المتحدة وبدون تقاسم التكاليف.
- إتاحة التمويل لتوفير الخدمات الصحية للسكان المحرومين، بما في ذلك توسيع مراكز الصحة المجتمعية والاستثمار في الخدمات الصحية في الأراضي القبلية.
- حماية السكان المعرضين للخطر في التجمعات السكانية، من خلال توفير التمويل لنشر فرق في مرافق الرعاية طويلة الأجل التي تعاني من تفشي كورونا، وإجراء إشراف أفضل لمكافحة العدوى.
- تحديد ومعالجة سلالات COVID-19 الناشئة لفهم تفشي المرض، وتوليد العلاجات واللقاحات، والسيطرة على الوباء.
- توفير الإغاثة في حالات الطوارئ لشراء الإمدادات الحيوية من القفازات والأقنعة إلى قوارير الزجاج وكواشف الاختبار، كون نقصها يعرض عمال الخطوط الأمامية للخطر.
وعود جريئة
وفقا لما ذكره موقع "ذا هيل- TheHill" الأمريكي، فإن خطة بايدن للتطعيم ضد فيروس كورونا تعمل على توسيع حجم استجابة الحكومة الفيدرالية، مع التركيز على مساعدة المجتمعات الريفية وتحسين التواصل مع الولايات، وخصص لذلك نحو 20 مليار دولار.
وخلال التصور الذي قدمه بايدن في خطاب ألقاه يوم الخميس الماضي، قال إن خطة مكافحة جائحة COVID-19 خصص لها 415 مليار دولار من إجمالي 1.9 تريليون دولار قيمة حزمة الإغاثة.
وفقًا للتفاصيل التي نشرها الفريق الانتقالي قبل خطابه، تؤكد خطة التطعيم التي وضعها بايدن على استجابة فيدرالية معززة بدلاً من ترك التفاصيل الأساسية للولايات.
وأعلن الرئيس المنتخب بالفعل عن خطة للإفراج عن جميع احتياطيات الجرعة الثانية من لقاحات كورونا، للمساعدة في الوصول إلى هدف 100 مليون تطعيم.
وقال بايدن إنه يخطط لإطلاق جهد تثقيف عام ضخم لإعادة بناء الثقة في العلوم، مع التركيز بشكل خاص على مجتمعات السود واللاتينية لمكافحة تردد اللقاحات.
كما تخطط إدارة بايدن لاستخدام الموارد الفيدرالية، بما في ذلك وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، لإطلاق مواقع تلقيح جماعية جديدة، وأيضًا تخطط الإدارة لتوسيع جهود التحصين الحكومية والمحلية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك الصيدليات والمراكز الصحية المجتمعية.
تخدم المراكز الصحية المؤهلة فيدراليًا أكثر من 30 مليون مريض كل عام، بما في ذلك العديد من الأشخاص الملونين والمجتمعات الريفية، وبموجب خطة إدارة بايدن ستكون قادرة على الوصول مباشرة إلى إمدادات اللقاح عند الحاجة.
تشمل خطة بايدن الشراكة مع الدول ومقدمي الخدمات المحليين لإطلاق مراكز التطعيم المجتمعية في جميع أنحاء البلاد، ونشر وحدات تطعيم متنقلة في المناطق المحرومة والتي يصعب الوصول إليها.
حالة الوباء
بعد مرور أكثر من نصف شهر يناير/كانون الثاني، أضافت الولايات المتحدة 3.9 مليون حالة إصابة جديدة بـ"كوفيد-19"، وأكثر من 400 ألف وفاة مرتبطة بالفيروس إلى إحصائياتها حتى 18 يناير.
كما أبلغت الولايات المتحدة عن 4327 حالة وفاة بالفيروس يوم 12 يناير، وهو أعلى عدد للوفيات في يوم واحد، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
ووفقا لمشروع تتبع مسار "كوفيد-19" في أمريكا، هناك نحو 129000 شخص في المستشفيات حاليا نتيجة الإصابة بالفيروس، كما أبلغت العديد منها عن قربها من نقطة الانهيار.
رئيس موظفي البيت الأبيض رون كلاين قال لشبكة CNN، الأحد، إن فريق بايدن توقع 100000 حالة وفاة أخرى من Covid-19 في الأسابيع الخمسة الأولى من الإدارة، معتبرا أن "الأمر سيستغرق بعض الوقت لتغيير هذا الوضع".
ودعم الرئيس التنفيذي لشركة فايزر الأمريكية خطة بايدن بنحو 100 مليون جرعة للتطعيم في غضون أول 100 يوم من إدارة الرئيس المنتخب
وقال ألبرت بورلا، بعد يوم واحد من كشف بايدن النقاب عن خطة مكافحة فيروس كورونا، إن شركته تدعم مبادرة الرئيس المنتخب، وتتطلع للعمل مع الإدارة الجديدة لتحقيق هدف 100 مليون جرعة.
وأضاف: "تستخدم هذه الخطة الفيدرالية الشاملة أكبر عدد ممكن من الجرعات، وتفتح الأبواب أمام مجموعة أوسع من الأمريكيين، وتضمن المساواة من خلال التركيز على المجتمعات الأكثر تضررًا".
وأكمل: "نحن نتفق بشكل خاص مع أفكار مراكز التطعيم المدعومة فيدراليًا، والدعم المالي للولايات، والعيادات المتنقلة للوصول إلى المناطق الحضرية والمجتمعات الريفية المحرومة، وتوافر اللقاح في الصيدليات والمراكز الصحية المؤهلة والقوى العاملة في مجال الصحة العامة الموسعة".