الأزمة الأوكرانية تلزم بايدن بالعودة إلى "مسار ترامب- بوتين"
تحولت الأزمة الأوكرانية إلى شوكة في خاصرة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأجبرته على السير في ركاب سلفه دونالد ترامب.
وتصنف الأزمة الأوكرانية حاليا على أنها أضخم أزمة في أوروبا منذ الحرب الباردة.
وفي تقرير لها، أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن بايدن عقب وصوله إلى البيت الأبيض حاول النأي عن سياسات سلفه ترامب، لكن الأزمة الأوكرانية أجبرته على الدخول في مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولعل ما دفع بايدن للتعجيل بهذه المفاوضات هو الحشد العسكري الروسي لعشرات الآلاف من الجنود على الحدود الأوكرانية.
وأضافت الصحيفة أن بايدن سعى خلال العام الأول من ولايته (2021) إلى توجيه القدر الأكبر من السياسة الخارجية للتركيز على التنافس الأمريكي المتصاعد مع الصين، وهو ما دفع منتقدين إلى إلقاء اللوم على بايدن، بأنه سمح لبكين بإبعاد فريقه عن أزمات أخرى مستعرة على الصعيد الدولي، وأبرزها إيران وأفغانستان.
وأضاف التقرير: "لكن بوتين أكد أنه لن يكون من بين الذين سيتم تجاهلهم، فحشد عشرات الآلاف من الجنود الروس على الحدود الأوكرانية، ونجح في إجبار البيت الأبيض على التحرك بشكل عاجل لوضع سياسة لمواجهة الأزمة".
ونقلت فايننشال تايمز عن أندرو لوهسين، زميل مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، قوله: "هذه أسوأ أزمة تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة".
وترى الصحيفة أن المواجهة مع بوتين تمثل تحديا شائكا، يقوض هدف التعامل بقوة مع كل القادة الاستبداديين في جميع أنحاء العالم وهو ما يشكل تحولا صارخا للغاية، لكن فريق بايدن برر ذلك بالقول إن سياساته تختلف عن ترامب في طريقة التعامل مع هؤلاء القادة.
وبحسب فريق بايدن فإن الرئيس الأمريكي يريد تجنب الحرب، بينما كان ترامب يعاملهم على أنهم أصدقاؤه المدللين.
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تصطدم فيها مبادئ السياسة الخارجية لبايدن بالدفاع عن الديمقراطيات الشابة في دول الاتحاد السوفييتي السابق، برغبة بوتين الظاهرة في استخدام القوة العسكرية لإعادة تأكيد هيمنة الكرملين في المنطقة، وتجبره على التنازل عن مبادئه المؤيدة للديمقراطية.
فقبل أكثر من 10 سنوات، سافر بايدن، كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى تبليسي بينما كانت القوات الروسية تغزو جورجيا، وتعهد بعدم "التخلي عن هذه الديمقراطية الفتية".
بعد عام، عاد بايدن إلى تبليسي كنائب للرئيس باراك أوباما، لإبلاغ الحكومة الجورجية بأن واشنطن لن تزودها بأسلحة دفاعية - وهو تغيير في الموقف أثار حفيظة الرئيس الجورجي آنذاك ميخائيل ساكاشفيلي.
ويرى منتقدون أن بايدن تخلى عن سياساته المؤيدة للديمقراطية، للتعامل مع "الأشرار" في الكرملين، حسب وصف الصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أيضاً أن بايدن بدلا من الدخول في مواجهة مع بوتين في بداية ولايته، عقد معه قمة في جنيف، قبل أشهر على الزيارة التي قام بها الرئيس الأوكراني الموالي للغرب فلوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض.
ونوهت إلى أنه مع تدهور الوضع في أوكرانيا، أعرب البيت الأبيض عن استعداده لمناقشة الأوضاع التي يشكو منها الروس، رغم أن بعضها مثل التوسع الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينظر إليه في واشنطن على أنه واقع لا يمكن التخلي عنه مطلقا.
وخلص التقرير إلى أن النهج الأمريكي تجاه روسيا في الوقت الراهن يثير القلق في أوروبا، رغم محاولات بايدن طمأنة نظيره الأوكراني، بشأن التزام واشنطن الثابت بوحدة أراضي كييف.
aXA6IDMuMTQ0LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز