«حالة الاتحاد».. كواليس كتابة خطابات رؤساء أمريكا
بينما يضع الرئيس الأمريكي اللمسات الأخيرة على خطاب "حالة الاتحاد" الذي سيلقيه غدا الخميس، يتساءل كثيرون عن كُتّاب خطابات الرؤساء في الولايات المتحدة.
وكيف يتعمق كاتبو الخطابات في عقل الرئيس ويصبحون مرآته؟ في مهمة لا يحسدون عليها، وهي أخذ العشرات من الأفكار ودمجها في سرد متماسك لرؤية رئيس "أقوى دولة بالعالم" لهذا العام.
تساؤلات تأتي عشية إلقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن خطاب "حالة الاتحاد" الذي يصادف السابع من مارس/آذار من كل عام.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقول إن مسؤولي الإدارة رفضوا لسنوات طلبات الصحفيين لوصف عملية كتابة الخطابات.
ولكن وفقا للمقابلات التي أجريت مع ستة من مسؤولين من الإدارات السابقة، فهي عملية تخالف التقاليد بشكل أو بآخر.
ولكي تنغمس في صوت شخص آخر، يوضح كتاب خطابات رئاسية، أن كل ما عليك فعله هو الاستماع كثيرا إلى الرئيس، للتعرف على إيقاعاته وكيفية استخدامه للغة.
كما أن إجراء الكثير من المحادثات المباشرة مع الرئيس أمرا أساسيا، لمحاولة الدخول في تفكير القائد العام وكيفية صياغته للحجج وطرح قضيته.
يقول دان كلوتشي، كاتب الخطابات السابق للرئيس جو بايدن، لوكالة "أسوشيتد برس": “يمكنك محاولة العثور على الكلمات الصحيحة”. "ولكن في نهاية المطاف، مهمتك هي التأكد من أنه عند الانتهاء من الخطاب، فإنه يعكس المتحدث".
كم يستغرق كتابة الخطاب؟
عمليةٌ يقول كتاب الخطابات السابقون في البيت الأبيض إنها تستغرق شهورا، مع ضغوط ومدخلات لا حصر لها من مختلف الوكالات الفيدرالية وغيرها من خارج الدائرة الداخلية للرئيس الذين يعملون جميعا لضمان أن مقترحاتهم المفضلة تستحق الذكر.
بايدن تحت المجهر.. فهل ينجو من زلّاته؟
وسط كل تلك الإجراءات والقيود التي يفرضها خطاب حالة الاتحاد، هناك أيضا كيفية تنفيذ الرئيس للخطاب.
وتظل المسؤولية السياسية الأكبر التي يتحملها بايدن هي عمره (81 عاما)، وسط زلّات رافقته منذ توليه الحكم، وأسئلة الناخبين حول ما إذا كان لا يزال على مستوى الوظيفة (أعلن طبيبه الأسبوع الماضي أنه لائق للخدمة).
وتتم مراقبة كل كلمة يقولها من قبل الناشطين الجمهوريين الذين يتوقون إلى التقاط أي خطأ لزرع الشك حول لياقة بايدن بين الجمهور.
ولأن هذا العام، هو عام الانتخابات، يقول مايكل والدمان، الذي عمل كاتبا لخطابات الرئيس بيل كلينتون: "يأتي ذلك أيضا في ظل تزايد الأحاديث حول عمره (بايدن)".
مضيفا "سيقوم الناس بالفعل بفحصه لمعرفة كيفية إلقائه للخطاب، بقدر ما سيدققون فيما يقوله".
وقال البيت الأبيض إن خفض التكاليف ودعم الديمقراطية وحماية الرعاية الإنجابية للمرأة سيكون من بين الموضوعات التي سيتناولها بايدن مساء الخميس.
ومن المعروف أن بايدن الذي يتحدث بصراحة يكره لغة واشنطن والحساء الأبجدي للاختصارات الحكومية، وقد تحدى مساعديه، عند كتابة ملاحظاته، لتجاوز الفوضى والوصول إلى النقطة المهمة بسرعة.
وبحسب كلوتشي، الذي عمل مع بايدن من 2018 إلى 2022، فإن الرئيس كان منخرطا للغاية في عملية صياغة الخطاب، وصولا إلى السطور والكلمات الفردية.
ضبط التقويم الرئاسي
كودي كينان يعرف هذا جيدًا. بصفته مديرا لكتابة الخطابات في فترة ولاية باراك أوباما الثانية، حيث كان الكاتب الرئيسي وراء أربع خطابات عن حالة الاتحاد.
ويقول: "إنه أكبر خطاب ستكتبه طوال العام، ولكنه أيضا الأكثر إحباطا وإزعاجا واستهلاكا للوقت".
ويضيف: "لا تزال تشعر بالفخر والارتياح عندما ينتهي الأمر".
ويصف كينان، الخطاب السنوي بأنه يشبه "إعادة ضبط مدمجة" للتقويم الرئاسي، لأنه يتم تسليمه قرب بداية العام ويستمع إليه العديد من الأشخاص الذين لا يتابعون السياسة يوميًا.