رؤساء أمريكا و«أوراق الملاحظات».. «ترياق» ضد النسيان وبايدن ليس الأول

قد تكون الذاكرة خذلته حتى حين تعلق الأمر بإخفاء تلك الورقة الصغيرة المزدحمة بالتوجيهات والملاحظات، لتقيه من زلات اللسان ومتاهات الحديث.

الرئيس الأمريكي جو بايدن يظهر مجددا بورقة ملاحظات أعدها موظفوه، خلال حملة لجمع التبرعات انتظمت خلف أبواب مغلقة.

كما أثارت الزلات الإعلامية، وتقرير المستشار الخاص روبرت هور الدامغ الذي شكك في ذاكرة الرئيس، تكهنات حول قدرة بايدن على قيادة البلاد في سن 81 عاما، أي لأربع سنوات أخرى في حال فوزه بالانتخابات المقبلة، وفق موقع بيزنس إنسايدر الأمريكي.

• بوابة المكسيك.. حدود الجارة تشعل المنافسة بين بايدن وترامب

منذ قرن

لكن بيتر كاستور، أستاذ التاريخ في جامعة واشنطن والذي تركز أبحاثه على الرئاسة الأمريكية، يشير إلى أن هذه الممارسة بدأت منذ قرن على الأقل عندما قام الرئيس كالفين كوليدج بأول بث رئاسي عبر الراديو في عام 1923، وكانت تلك  المرة الأولى التي تسمع فيها أمة بأكملها صوت رئيسها.

ويوضح كاستور أنه حتى رؤساء الولايات المتحدة الذين عرف عنهم أنهم يتمتعون بصحة جيدة وأذكياء كانوا في حاجة إلى بطاقات ملاحظات.

فالرئيس جون إف كينيدي الذي كان قادرا على إخفاء مشاكله الطبية، بما في ذلك آلام الظهر المستمرة، عن الجمهور، استخدم بطاقات الملاحظات.

وقبل جهاز التلقين، قام رؤساء مثل وودرو ويلسون، وجون آدامز، وثيودور روزفلت، الذي كان أصغر شخص يتولى منصب رئيس الولايات المتحدة عن عمر يناهز 42 عاما، بكتابة الكلمات، كما قال كاستور.

لكن كاستور أشار إلى أن رونالد ريغان كان الرئيس الأمريكي الأكثر تشابها مع بايدن في كم الانتقادات التي يواجهها بسبب ضعف الذاكرة.

وقال: "خلال العامين الأخيرين من رئاسته على وجه التحديد، اعتمد ريغان بشكل كامل على جهاز التلقين، حتى يتمكن من التواصل بفعالية مع الجمهور، لكن منتقديه قالوا أبعدوه عن شاشة الملقن، وستعلمون أنه غائب عن الوعي".

ويشير موقع بيزنس إنسايدر إلى أن عددا من رؤساء الولايات المتحدة في التاريخ الحديث، بما في ذلك باراك أوباما ودونالد ترامب، لم يكونوا استثناء بل اعتمدوا هم أيضا على بطاقات الملاحظات.

وتعرض ترامب، الذي يبلغ من العمر الآن 77 عاما، لانتقادات بسبب اعتماده على بطاقات الملاحظات، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة.

وبعد وقت قصير من حادث إطلاق النار المميت بالمدرسة الثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا عام 2018، التقى ترامب الناجين من العنف المسلح في البيت الأبيض، حيث التقط المصورون صورة لبطاقة الملاحظات.

وأظهرت بطاقة الملاحظات خمس نقاط ترشد ترامب حول كيفية التعبير عن تعاطفه واهتمامه بالناجين، بما في ذلك ملاحظة واحدة تقول: "أنا أسمعك".