فبراير يعمق جراح بايدن.. معركة النسيان تشتعل بين الرئيس الأمريكي وسلفه
على الطريق إلى البيت الأبيض، أصبح النسيان سلاحا للمبارزة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وخصمه المتوقع في انتخابات الرئاسة المقبلة دونالد ترامب.
فذاكرة بايدن (81 عاما) تحولت إلى نقطة ضعف وسبب للانتقادات المتكررة، وسط شكوك حول قدرته إدارة البلاد إذا فاز بولاية ثانية، لكن الرئيس الديمقراطي سعى خلال الأيام الماضية إلى قلب الطاولة على ترامب، واتهمه خلال مقابلة تلفزيونية بثت الإثنين الماضي بنسيان اسم زوجته.
اتهام بايدن اعتمد فيه على خطاب ترامب الأخير الذي ادعى البعض أنه أشار خلاله إلى زوجته ميلانيا باسم مرسيدس، بحسب مجلة «نيوزويك» الأمريكية.
وكان رد فعل ترامب على هذا الاتهام ناريا، فنشر أمس مقطع فيديو عبر منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»، قال فيه: «الديمقراطيون اليساريون الراديكاليون عادوا إلى هذا الأمر مرة أخرى.. إنهم يختلقون قصصا عني باستمرار، لأن مرشحهم في حال سيئة عقليا وجسديا».
وبعدما وصف بايدن بأنه «أسوأ رئيس في تاريخ بلادنا»، قال ترامب إن الرئيس «قدم عرضا سيئ التقييم، وزعم أنني لا أعرف اسم زوجتي».
وأوضح أنه كان يقول إن «السيدة الأولى تحظى بشعبية كبيرة ثم نظر إلى الزوجين مات ومرسيدس شلاب»، مشيرا إلى أن ذلك هو السبب الذي جعل البعض يتصور أنه قصد أن اسم السيدة الأولى مرسيدس.
ويبدو أن شهر فبراير/شباط كان من بين أسوأ الشهور في حياة بايدن السياسية، كما كان مختلفا تماما عن الشهر نفسه قبل 4 سنوات عندما شهد عودة كبيرة لبايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، انتهت به في البيت الأبيض.
وخلال فبراير/شباط، ظهر تقرير المحقق الخاص روبرت هور حول تعامل بايدن مع وثائق سرية عندما كان نائبا للرئيس، ورغم تبرئته فإن التقرير وصف بايدن بأنه «ذو ذاكرة ضعيفة» وغير قادر على تذكر الأحداث المهمة في حياته.
حنين للماضي
وأظهرت استطلاعات رأي نشرت نتائجها خلال الشهر الماضي، أن الديمقراطيين يفتقدون سياسات عهد ترامب فضلا عن الرسالة المثيرة للقلق التي وجهها الناخبون «غير الملتزمين» لبايدن في الانتخابات التمهيدية بولاية ميشيغان.
وشهد الشهر نفسه إعلان مجموعة «القيم الأمريكية 2024»، وهي المجموعة الخارجية التي تدعم عرض المرشح المستقل روبرت إف كينيدي جونيور أنها جمعت ما يكفي من التوقيعات لتأهيله على بطاقة الاقتراع في جورجيا وأريزونا، وهما ولايتان كان لهما دور أساسي في فوز بايدن عام 2020، ومن المرجح أن تكونا المفتاح للانتخابات الرئاسية.
وبالإضافة إلى ذلك عمل الجمهوريون طوال الشهر على مهاجمة بايدن فيما يتعلق بالهجرة وأمن الحدود، وهي استراتيجية يبدو أنها فعالة، حيث يفكر الرئيس في إصدار أمر تنفيذي للقضاء على تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة والمكسيك.
وقبل أربع سنوات، كان المستقبل السياسي لبايدن مليئا بالوعود، حيث أحيا فوزه الساحق في الانتخابات التمهيدية لولاية ساوث كارولاينا حملته من جديد بفضل زيادة الدعم بين الناخبين الأمريكيين من أصل أفريقي، قبل يومين من الثلاثاء الكبير، الأمر الذي كان بمثابة نقطة تحول في مشواره نحو البيت الأبيض.
وفي تصريحات لـ«نيوزويك»، قال الخبير الاستراتيجي ستيف ميتشل «قبل أربع سنوات، كان التقدميون يدعمون بقوة بيرني ساندرز أو إليزابيث وارين.. لكن بعد ساوث كارولينا، أصبح من الواضح أن المعتدلين سيسيطرون على الانتخابات، وبعد ذلك سيصبح بايدن المرشح».
وضع صعب
لكن شهر فبراير/شباط هذا العام لم يكن مبشرا بالقدر نفسه حسب ميتشل، الذي قال إن «بايدن اليوم في وضع صعب للغاية، ويتجه نحو إعادة انتخابه عام 2024».
وقال عالم السياسة جون بيتني للمجلة «كان شهر فبراير شهرا صعبا بالنسبة لبايدن، عزاؤه الوحيد هو أن ترامب مر بشهر صعب أيضا».
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز