وزير سعودي لأمريكا: النفط "ليس طائرة أو دبابة".. ولا نوظفه في السياسة
رغم مرور أيام على قرار "أوبك بلس" خفض إنتاج النفط 2%، إلا أن آثاره لا تزال تلقي بظلالها على الساحة العالمية، وخاصة بين الرياض وواشنطن.
تلك الآثار ترجمها "الغضب" الأمريكي الذي بدا واضحًا في تصريحات مسؤولي الولايات المتحدة، من الرئيس مرورًا بالوزراء إلى أعضاء الكونغرس، الذين طالب بعضهم بتقديم مشروع قانون لمنع صادرات الأسلحة إلى الرياض.
إلا أن المملكة العربية السعودية أكدت مرارًا على لسان مسؤوليها، أن قرار منظمة "أوبك بلس" ليس سياسيًا بل إنه اقتصادي بحت، اتخذه أعضاء المنظمة بمسؤولية ويهدف لاستقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين.
وفي هذا السياق، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن مبيعات الأسلحة إلى السعودية لا تخدم مصالح الرياض وواشنطن وفقط، بل تخدم مصالح الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ككل.
تسييس النفط
وأكد الجبير أن المملكة لا تسعى لتسييس إنتاج النفط ولا كل القرارات، قائلا: "النفط ليس طائرة مقاتلة، وليس دبابة (..) لا يمكنك إطلاق النار عليه، ولا يمكنك فعل أي شيء به. فالنفط في نظرنا سلعة مهمة للاقتصاد العالمي الذي نمتلك فيه حصة كبيرة".
وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على أن قرار المملكة العربية السعودية خفض إنتاج النفط لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة أو استخدامه سياسيا "غير صحيح مطلقًا".
وأشار إلى أن سبب ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة يرجع إلى النقص في مصافي التكرير، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لم تشيد مصافي جديدة منذ أكثر من 20 عاما، لمواجهة الزيادة في الطلب على الوقود.
علاقة قوية
وأكد الجبير أن الرياض وواشنطن تتمتعان بعلاقة "قوية للغاية" منذ عقود، وشريكان وثيقان في مكافحة التطرف والإرهاب، والحفاظ على الاستقرار والأمن وفي الدفاع عن المنطقة.
وكان الكونغرس تلقى في فترات سابقة مشاريع قوانين تتعلق بوقف التعاون العسكري الأمريكي مع المملكة، لكنها لم تحظ بالموافقة. إلا أن أصحاب المشروع الحالي بينهم، السيناتور ريتشارد بلومنتال، وعضو مجلس النواب رو هانا، يعتقدان أن قرار السعودية أثار غضبا واسعا بين الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء، متوقعين فرصة كبيرة في تمريره.