بايدن يبيع مذكراته.. تراجع قياسي في «سوق النشر الرئاسي»

في خطوة تعكس التحولات العميقة في سوق النشر السياسي بأمريكا، أبرم الرئيس السابق جو بايدن صفقة لبيع حقوق نشر مذكراته.
وستمثل هذه المذكرات أول رواية تفصيلية لبايدن حول فترته الرئاسية التي امتدت بين عامي 2021 إلى 2025، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.
تراجع القيمة
رغم أهمية الفترة التي حكم فيها بايدن الولايات المتحدة والتي شهدت أزمات كبرى مثل جائحة كورونا، وانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، والصراع المتفاقم مع روسيا والصين، إلا أن الرئيس السابق باع حقوق النشر لدار "ليتل براون" التابعة لمؤسسة "هاتشت" بنحو 10 ملايين دولار، وهو مبلغ أقل بكثير من تلك التي حصل عليها رؤساء أمريكيون سابقون.
ووفقا للتقرير، حققت مذكرات الرئيس الأسبق باراك أوباما رقمًا قياسيًا، إذ بيعت بـ65 مليون دولار، فيما باع سلفه بيل كلينتون مذكراته بـ 15 مليون دولار.
ويرى مراقبون أن الفجوة في القيمة تعود إلى تغيرات عميقة في سوق النشر، أهمها التحوّل الكبير نحو الكتب الرقمية والمسموعة، وتراجع الطلب على الإصدارات الورقية المطبوعة.
كما لعبت الحالة الصحية لبايدن دورًا غير مباشر في خفض التقديرات التجارية، خاصة مع إعلان إصابته مؤخرًا بنوع يمكن التحكم فيه من سرطان البروستاتا.
إلى جانب ذلك، فإن شخصية بايدن السياسية، التي توصف بأنها تقليدية وأقل إثارة للجدل مقارنة بترامب أو أوباما، ربما كانت سببا أيضا في انخفاض حماس الناشرين والجمهور تجاه هذه المذكرات، لا سيما في بيئة إعلامية مشبعة بالأحداث المتسارعة.
وحتى الآن، لم تعلن دار النشر عن موعد رسمي لإصدار الكتاب، وهو ما يعكس على الأرجح رغبة في منح الرئيس السابق وقتًا كافيًا لإتمامه دون ضغط، أو ربما يتعلق الأ|مر بتقييم المناخ السياسي العام.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن بايدن يشارك فعليًا في عملية الكتابة بنفسه، ويعمل على تضمين روايته الشخصية للأحداث، بعيدًا عن التوثيق البيروقراطي الجاف.
صفقة بايدن توازي تقريبًا ما حصل عليه جورج دبليو بوش لمذكراته Decision Points (نحو 10 ملايين دولار أيضًا)، لكنها تبقى متقدمة على ما حصل عليه رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي، والذي بلغت قيمة مذكراته حوالي 7 ملايين دولار، وهو مبلغ كبير نسبيًا في حينه.
وتشير الصحيفة إلى أن صفقة بايدن تسلط الضوء على واقع جديد في صناعة النشر السياسي: فحتى الأسماء الرئاسية الكبيرة لم تعد قادرة على ضمان النجاح التجاري، ما لم تُرفق بسرد قوي، وكشف مثير، وتوقيت ذكي.
ويبدو أن الذاكرة السياسية الأمريكية لم تعد تُسجل فقط بالحبر، بل بالصوت، والبودكاست، ومقاطع الفيديو المختصرة، حيث تتغير طرق الوصول إلى الجمهور مع كل جيل.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuNSA= جزيرة ام اند امز