بايدن يحسب الأيام لترك المكتب البيضاوي.. لماذا؟
طقوس الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي اعتادها منذ قرابة نصف قرن، حين كان عضوا بمجلس الشيوخ لا تتغير، بتولي أعلى منصب بالبلاد.
فرغم أنه أصبح سيد البيت الأبيض، ولديه ملفات إدارة أكبر دولة في العالم، لا يفوت بايدن عطلة الأسبوع، منذ أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة، تماما كما تعود في وظائفه السابقة.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه منذ 1973، وهو عضو في مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير التزم بايدن طقسا خاصا في دوامه.
ففي كل مساء تقريبًا كان يستقل القطار للعودة إلى ويلمنجتون، بعد انتهاء يوم العمل بكابيتول هيل، ليقضي بذلك معظم الليالي وعطلات نهاية الأسبوع بالمكان الذي اعتبره المنزل، على بعد 100 ميل من واشنطن.
زبون القطار الدائم
وبفعله ذلك، حصل على لقب "أمتراك جو"، أو "رجل القطار"، حتى إنه في عام 2011، تم تغيير اسم محطة ويلمنجتون إلى محطة جوزيف آر بايدن جونيور للسكك الحديدية.
وإجمالًا، بحسب الشبكة الأمريكية، قام جو بايدن بأكثر من 8 آلاف من تلك الرحلات ذهابا وإيابا، خلال فترة وجوده بمجلس الشيوخ على مدار 36 عامًا
وتبيّن يوميات بايدن في البيت الأبيض أن العادات القديمة يصعب التخلص منها؛ فمنذ توليه المنصب الرئاسي منذ أربعة أشهر، أمضى الرئيس عطلات نهاية الأسبوع بعيدًا عن المكتب البيضاوي، أكثر من التي قضاها به، بقدر ثلاثة أضعاف.
وباحتساب عطلة يوم الذكرى، تواجد بايدن في ويلمنجتون خلال تسع عطلات نهاية الأسبوع، واجتاز خمسة بالمنتجع الرئاسي، كامب ديفيد، في ريف ميريلاند.
بايدن ملك عطلات الأسبوع
وتتجاوز هذه الأرقام بكثير العطلات التي أمضاها أي رئيس حديث العهد بعيدا عن المقر الرئاسي خلال هذه المرحلة من ولايته.
أحد الأشخاص على دراية بتفكير بايدن قال لشبكة "سي إن إن" -دون كشف هويته- "إنه يفكر في البيت الأبيض على أنه مكان لفترة من الإثنين للجمعة."
وأضاف شخص آخر عمل مع الرئيس: "لطالما كان جو بايدن الرجل الذي يذهب للمنزل في ديلاوير، ولن يغير البيت الأبيض ذلك."
ومع ذلك، فإن الإقامة هي القمة الرمزية للإنجاز السياسي، الأمر الذي يطرح سؤالًا عن السبب وراء تفضيله عدم المكوث هناك لـ14 عطلة، من أصل 19 من إجازات نهاية الأسبوع منذ توليه الرئاسة.
وقال المطلعون على جدول أعماله إنه رغم مساحة البيت الأبيض التي تمتد لـ54 ألفا و900 قدم مكعب، واحتوائه على صالة للبولينج، وسينما، وملعب تنس، وعشرات الموظفين، يبتعد بايدن عنه من أجل استراحة أسبوعية.
وأضاف مصدر آخر أن الهرب من "المكتب" هو ما يدفعه للبحث عن مكان غيره، فيما أكد آخر: "حتى لو كان يوم الثلاثاء، والجدول يقول إنه سيتواجد في البيت الأبيض – أو لا يوضح أنه سيذهب لأي مكان – في عقلي أعلم أنه لن يتواجد في البيت الأبيض".
ولفت الشخص ذاته أن البيت الأبيض اعتاد الآن على عادات بايدن، وبالتالي يتم وضع الخطط وفقا لذلك.
تنقل مكلف
بيد أن جزءا من المشكلة هي أن بايدن لم يعد "أمتراك جو" أو "رجل القطار"، وأن نقل رئيس الولايات المتحدة من مكان إلى مكان يتطلب عشرات الأشخاص، وتخطيطا عسكريا دقيقا، والتنسيق مع وكالات إنفاذ القانون، من الخدمة السرية إلى ضباط الشرطة المحلية.
وأوضح أندرو بيتس، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان لشبكة "سي إن إن"، أن "الرئيس بايدن فخور للغاية بشأن جذوره وعائلته، وكان أحد المحاور الأساسية من وقته بالحياة العامة عدم انقطاع التواصل بأي منهما."
موظف البيت الأبيض برر تمسك بايدن بطقوسه، بالقول إن رؤساء الولايات المتحدة متواجدون دائمًا على رأس عملهم، بغض النظر عن مكانهم، سواء كانوا ضمن زيارة رسمية بالخارج، أو على بعد 100 ميل فقط من مقر الرئاسة في زيارة قصيرة إلى ويلمنجتون.
"سي إن إن" علقت على ذلك بالقول إنه ليس من غير المعتاد تمامًا أن يشعر الرؤساء بالحاجة للهرب من حدود البيت الأبيض، وقد استفاد كثيرون قبل بايدن من فعل ذلك.
بايدن ليس الأول.. ماذا عن ترامب؟
وفي هذا الاتجاه نقلت الشبكة عن لينا مان؛ مؤرخة في الجمعية التاريخية للبيت الأبيض، أن العديد من الرؤساء خصصوا وقتا بمنازل العائلة بدلًا من البيت الأبيض، مشيرة إلى أن ليندون جونسون كثيرًا ما كان يذهب إلى مزرعته في تكساس، ورونالد ريجان إلى مزرعته في كاليفورنيا.
وطبقًا لمان، اعتاد فرانكلين روزفيلت الذهاب إلى "البيت الأبيض الصغير" بمدينة ورم سبرينجز في جورجيا قدر المستطاع؛ إذ وجد أن الينابيع الساخنة هناك مفيدة لمرض شلل الأطفال الذي كان يعاني منه.
وفي الآونة الأخيرة، كان دونالد ترامب يهرب إلى ناديه في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث أمضى حوالي 8 عطلات نهاية أسبوع بعيدا عن البيت الأبيض في نفس الفترة من رئاسته كما بايدن الآن.
وكان باراك أوباما من أوائل المعجبين بقضاء عطلات نهاية الأسبوع مع عائلته في كامب ديفيد، حيث ذهب هناك نحو 6 مرات في الأشهر الأربعة الأولى له في منصبه.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز