"خطة بايدن للمناخ" تدهس مشتري السيارات الكهربائية وتصدم البيئة.. ما السبب؟
الأسعار الباهظة للسيارات الكهربائية، قد يدفع الطبقتين المتوسطة والفقيرة في أمريكا للاستمرار في اقتناء مركبات تعمل بالبنزين.
يروج صناع السياسة في واشنطن للسيارات الكهربائية كحل لتغير المناخ؛ لكن تبقى الحقيقة غير المريحة أن السيارات التي تعمل بالبطاريات باهظة الثمن بالنسبة للغالبية العظمى من سكان العالم بصدارة الأمريكيين.
بدأ الكونجرس الأمريكي في محاولة معالجة هذه المشكلة؛ إذ تضمنت حزمة المناخ والطاقة التي أقرها مجلس الشيوخ يوم الأحد الماضي، منح مشتري السيارات الكهربائية المستعملة إعفاء ضريبيا يصل إلى 7500 دولار.
لكن صانعي السيارات اشتكوا من أن الإعفاء سينطبق فقط على شريحة ضيقة من المركبات، وأنه يجب أن يكون هناك حاجة إلى خطوات أوسع لجعل السيارات الكهربائية في المتناول بشكل أقل تكلفة.
- 18 شهراً من المفاوضات.. الشيوخ الأمريكي يقر خطة بايدن للمناخ
- بايدن: مكافحة التغير المناخي "فرصة رائعة" للاقتصاد العالمي
ارتفاع الأسعار ناتج عن نقص البطاريات والمواد الخام مثل الليثيوم ومكونات مثل أشباه الموصلات؛ بينما الطلب القوي على السيارات الكهربائية من المشترين الأثرياء، يعني أن شركات صناعة السيارات لديها حافز ضئيل لبيع الموديلات الأرخص.
بالنسبة للأشخاص ذوي الدخل المنخفض والمتوسط الذين ليس لديهم مرائب أو ممرات خاصة بهم، هناك عقبة أخرى تتمثل في عدم وجود مرافق عامة كافية لإعادة الشحن.
كذلك، وحتى تكون الأسعار في المتناول يجب على صانعي السيارات وموردي البطاريات والرقائق بناء مصانع جديدة وتجهيزها، والأهم فتح مناجم جديدة للحصول على المعادن اللازمة لصناعة البطاريات.
قبل بضع سنوات، كان المحللون يتوقعون أن شراء السيارات الكهربائية سيكون قريبا بنفس تكلفة شراء السيارات التي تعمل بالبنزين؛ بالنظر إلى التوفير في الوقود والصيانة.
ولكن الأسعار الباهظة للسيارات الكهربائية، قد يدفع الطبقتين المتوسطة والفقيرة للاستمرار في اقتناء مركبات تعمل بالبنزين، أو سيارات هجينة، ما يعني أن جهود خفض الانبعاثات من المركبات لن يتحقق بنسبة 100%.
وساعد ارتفاع أسعار السلع مثل الليثيوم، وهو عنصر أساسي في البطاريات، في رفع متوسط سعر السيارة الكهربائية بنسبة 14% العام الماضي إلى متوسط 66 ألف دولار، وفق تقرير لنيويورك تايمز.
الطلب على السيارات الكهربائية قوي في عديد الاقتصادات المتقدمة والناشئة، وهناك فترات انتظار طويلة للآخرين، لكن فترات الانتظار تراجعت خلال الربع الثاني 2022، بسبب تراجع الطلب على شرائها.
ونقلت نيويورك تايمز عن أكسل شميدت، كبير المديرين الإداريين في شركة أكسنتشر الذي يشرف على قسم السيارات في الشركة الاستشارية، إن صانعي السيارات "لا يقدمون المزيد من الخصومات لأن الطلب أعلى من العرض".
تميل الأسعار المعلن عنها للسيارات الكهربائية إلى البدء بحوالي 40 ألف دولار، وهي سيارات لا تتضمن كل أسباب الرفاهية والأمان.
وتوقفت شركة Ford عن تلقي طلبات شاحنات Lightning الكهربائية، بسعر يبدأ من حوالي 40 ألف دولار أمريكي، بينما أعلنت شركة هيونداي أن سيارتها الكهربائية أيونيك 5، تبدأ بحوالي 40 ألف دولار.
وكان من المفترض أن يكون طراز Tesla 3، الذي بدأت الشركة في إنتاجه في عام 2017، سيارة كهربائية لمتوسط سعرها الأساسي 35000 دولار؛ لكن تسلا رفعت منذ ذلك الحين سعر أرخص نسخة إلى 47000 دولار.
حتى السيارات الكهربائية المستعملة نادرة؛ وتباع بعض الطرز منها بسعر أعلى من السيارات الجديدة.
aXA6IDMuMTQwLjE4NS4xOTQg جزيرة ام اند امز