بايدن "الواقعي" يلوم زيلينسكي "الواهم"
في حدث نادر منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوما مبطنا لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال بايدن الجمعة إن زيلينسكي "لم يُرِد سماع" التحذيرات الأمريكية" قبل التحرك العسكري الروسي.
وأوضح بايدن خلال حفل استقبال في لوس أنجلوس لجمع الأموال للحزب الديمقراطي "اعتقَد كثير من الناس أنني أبالغ" عندما تحدثت عن هجوم روسي على أوكرانيا قبل أن يبدأ.
وأضاف أمام صحفيين "لكنني علمتُ أن لدينا معلومات في هذا الاتجاه (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) كان في طريقه لعبور الحدود، لم يكن هناك شك وزيلينسكي لم يرغب في سماع ذلك".
واعتاد زيلينسكي توجيه الانتقادات لحلفائه ومن بينهم بايدن للضغط من أجل الحصول على مساعدات أكبر، ودفع العواصم الكبرى لتشديد الضغط على موسكو.
وهاجم زيلينسكي موقف حلف شمال الأطلسي بعد رفضه مناقشة انضمام أوكرانيا للحلف، خشية توسيع المواجهة مع روسيا، وما زال يلقي باللوم على عواصم أوروبية بسبب استيرادها الغاز من موسكو.
ونجح زيلينسكي في حشد دعم واسع لبلاده وتعاطف، خاصة بعد أن رفض مغادرة كييف والبقاء في العاصمة لقيادة خطط التصدي للجيش الروسي.
بايدن يدفع الثمن
ويشير بايدن في كلماته على ما يبدو إلى أن موقفه كان واقعيا إذا ما قورن بتوهم زيلينسكي، أن بوتين لا يستطيع اتخاذ خطوة التحرك العسكري.
ويقع بايدن تحت ضغط كبير بسبب التداعيات الاقتصادية للعملية الروسية في أوكرانيا، وزيادة نسبة التضخم في بلاده قبل استحقاق انتخابي مرتقب.
وبمرور الوقت فتر التعاطف الغربي الشعبي تجاه الأزمة الأوكرانية التي دخلت شهرها الرابع، ولم يبق غير الشعور بالعبء الاقتصادي لقرارات القادة السياسيين.
كانت الولايات المتحدة بدأت التحذير من استعدادات روسيا لغزو جارتها قبل وقت طويل من إعلان الرئيس الروسي في 24 فبراير/شباط "عملية خاصة" ضد أوكرانيا.
وقوبِلت هذه التحذيرات الأمريكية بالتشكيك، وأثارت انتقادات مبطنة إلى حدٍ ما من جانب بعض الحلفاء الأوروبيين.