بريطانيا تستعد لمعركة "بيج بن" في 31 يناير
ساعة بيج بن تعود إلى 160 سنة وتقع في برج إليزابيث في قصر ويستمنستر، وهي صامتة منذ أكثر من سنتين بسبب أعمال ترميم واسعة.
قبل أيام قليلة من خروج بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي، طفت معركة جديدة على السطح مع محاولة المعارضين للوحدة الأوروبية في البلاد جعل ساعة "بيج بن" تدق في هذه المناسبة التاريخية.
واستبعدت السلطات المعنية الأمر كلياً بشكل رسمي، لكن أكثر أنصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تطرفاً يريدون أن تدق أشهر ساعة في العالم في 31 يناير/كانون الثاني عند الساعة 23:00 بالتوقيتين المحلي وجرينيتش، وهم يحاولون تجييش الرأي العام.
وتعود هذه الساعة إلى 160 سنة وتقع في برج إليزابيث في قصر ويستمنستر، وهي صامتة منذ أكثر من سنتين بسبب أعمال ترميم واسعة ولا تدق إلا في مناسبات قليلة جداً مثل رأس السنة والمناسبات التاريخية.
ورد البرلمان على هذه المطالب بأن الكلفة ستكون عالية، إذ إن جعل "بيج بن" تدق في 31 يناير/كانون الثاني يعني تأخير التقدم الحاصل في أعمال الترميم وإطلاق العملية من جديد.
وتقدّر كلفة العملية نظراً لأعمال الترميم القائمة بحوالي نصف مليون جنيه إسترليني (585 ألف يورو).
وأطلق رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، المؤيد الكبير للبريكست الفكرة مجدداً متحدثاً عن إمكانية حصول اكتتاب عام، الأمر الذي أثار حماسة في صفوف الصحف والمسؤولين المعارضين للوحدة الأوروبية.
لكن الحكومة اضطرت بعد ذلك محرجة للتخفيف من الحماسة، موضحة أنَّ البرلمان غير مؤهل لاستخدام هذه الأموال.
وأطلق نداء للتبرع عبر موقع "جوفاندمي" وأتى خصوصاً من قبل النائب المحافظ مارك فرنسوا، الذي جمع حتى الجمعة أكثر من 150 ألف جنيه إسترليني أي أكثر من 180 ألف يورو، وتبرع أحد الوزراء بـ10 جنيهات.
ويرى مارك فرنسوا أنه من "غير المعقول" ألا تدق الساعة التاريخية في مناسبة كهذه.
وقال نايجل فراج أحد أبرز وجوه الحملة المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 2016: "الحكومة محرجة من البريكست وليست فخورة به".
واتهمت بعض وسائل الإعلام مؤيدي البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي بتضخيم كلفة العملية، مشيرين إلى أنَّ الساعة دقّت بمناسبة رأس السنة، إلا إن هذه المعركة لا تحظى بالإجماع حتى في صفوف مؤيدي البريكست.
وانتقدت صحيفة "ديلي إكسبرس" الشعبية الذين "يريدون إنفاق نصف مليون جنيه لدق الساعة فيما الفقر منتشر والأزمة المناخية مستشرية".
وذكرت رئاسة الحكومة أن مراسم ستقام احتفاء بـ"اللحظة التاريخية"، لكن البعض يقر في مجالسه الخاصة بخطر التبجح في بلد لا يزال منقسماً بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال النائب الاسكتلندي المؤيد للاستقلال باتريك جرايدي، الذي يؤيد حزبه البقاء في الاتحاد الأوروبي: "بالنسبة لكثيرين لن يكون ذلك مصدر فرح".
وأمام هذا الرفض، طلبت مجموعة "ليف-إي يو" المناهضة للوحدة الأوروبية أن تدق أجراس كل الكنائس في البلاد في 1 فبراير/شباط "للاحتفال باستقلال بريطانيا الجديد".
لكن الهيئة الممثلة لقارعي الأجراس "لا تؤيد فكرة قرع الأجراس لأسباب سياسية"، على ما قالت الناطقة باسمها فيكي تشابمان، مضيفة في الوقت نفسه "أن القرار يعود" لكل طرف.
وأمام هذه العراقيل، اقترح معلّق أن يجلب كل شخص جرسه الخاص خلال تجمع ينظم أمام البرلمان في يوم الانسحاب الرسمي.
وأطلقت امرأة من سكان لندن حملة تبرعات مضادة لحساب جمعية تساعد اللاجئين.